منذ 3 سنوات | لبنان / الشرق

 كتبت صحيفة " الشرق " تقول : لا همّ يعلو فوق سعر صرف الدولار وارتداداته الكارثية على الواقع المعيشي. كل ما تبقى تفاصيل ممّلة على غرار ‏ملف تشكيل الحكومة المتنقل بين عواصم القرار، وقد حط امس في موسكو، فيما يستكين في بيروت لا يجد من ‏يحركه. الرؤساء والمسؤولون يراقبون عن بعد من عليائهم، الدولار يحلق والبلاد تنزلق والشعب يصرخ ويثور ‏والامن الغذائي يتدحرج والمحال تقفل والبنزين يُرَشد بالقطارة والدعّم يجول بمواده بين سوريا وتركيا والسويد، وفي ‏لبنان يُفرغ من اكياسه ليُباع داخل اخرى شفافة تؤمن جشع التجار. لسان حال وزارة الاقتصاد المفترض ان تضبط ‏وتراقب "ما باليد حيلة"، امر بديهي ما دامت صنيعة سلطة الـ" ما خلونا" وسياسة الترقيع والعجز والفشل‎.‎



العصف المعيشي لا بد سيشتد تباعاً، حيث لا سقف لجنون الدولار وقد بدأت الرفوف في المتاجر الكبرى تفرغ ‏والمخزون ينضب والشعب يتقاتل على ما تبقى من مواد مدعومة ان حظي بشرف وُجودها. فهل تسابق الوقائع ‏المأساوية التحذيرات الدولية من الانفجار المدوّي؟ كل المعطيات تؤشر الى رجحان كفة الاولى قريبا.. وقريبا جدا‎.‎

‎ ‎

العين على موسكو

المشهد الحكومي على تعقيداته حتى الساعة، والانهيار المالي - الاقتصادي ايضا. وبينما حكي عن مساع تدور خلف ‏الكواليس لانضاج تسوية ما، يعمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدا ان طرحه اصطدم برفض رئيس التيار ‏الوطني الحر النائب جبران باسيل. وعليه، اتجهت الانظار الى موسكو حيث يجري وفد من حزب الله محادثات مع ‏مسؤولين روس، علّ روسيا تدفع الحزب الى التدخل بصورة افعل لدى حلفائه لفكّ اسر الحكومة‎.‎

‎ ‎

طرح عين التينة

في الداخل، زار منذ يومين، المعاون السياسي للامين العام للحزب حسين خليل، رئيسَ التيار وناقش معه الملف ‏الحكومي. غير ان الاخير، وفق المصادر، بقي متمسكا بشروطه ورافضا ما يُطرح من مبادرات انقاذية، خاصة تلك ‏التي نشط على خطّها بري وقد اقترح الاخير المخرجَ التالي: حكومة من 18 وزيرا، لا ثلث معطل فيها لاحد، على يتم ‏الاتفاق على اسم وزيرالخارجية (الماروني) مسبقا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد ‏الحريري، من بين شخصيات كفوءة غير حزبية وغير مستفزة، ويَسري الامر عينه على حقيبة العدل (ستؤول لسني). ‏وعند الاتفاق على الاسمين يعقد اجتماع بين الرؤساء عون والحريري بري لاعلان الحكومة. وقد تردّد ايضا ان بري ‏اقترح ان يقدّم بنفسه، اسماء على عون والحريري ليتفقا على اثنين من بينها، للداخلية والعدل‎.‎

‎ ‎

بري - جنبلاط

ليس بعيدا، إستقبل برّي امس في مقر الرئاسة الثانية الوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط‎.‎

‎ ‎

الدولار يحلّق

في ظل هذا الانسداد، واصل الدولار ارتفاعه ملامسا او متخطيا عتبة الـ13 الف ليرة، ما دفع اكثر من متجر الى اقفال ‏ابوابه، فيما قطع عدد من الطرق في بعض المناطق احتجاجا على الغلاء والاوضاع المعيشية، كما دفع الصرافين الى ‏اقفال ابوابهم من قبل بعض الشبان الغاضبين.والخوف من الارتفاع الجنوني المتواصل للاسعار حال دون استمرار ‏تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى بحسب ما اعلن نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد موضحا أن "السوبرماركت ‏تواجه معضلة اساسية بسبب ارتفاع سعر الدولار، وبعض الأصناف لا سيّما الأساسية نفدت من على الرفوف ومن ‏المستودعات بعد تهافت المواطنين على شرائها كوننا لم نغيّر الأسعار بعد، لأننا لم نحصل على لوائح التسعير من ‏الموردين‎.‎

‎ ‎

السلفة مجزّأة

حياتيا ايضا، وفيما لبنان يقف على قاب قوسين من العتمة الشاملة، يُناقش قانون "لبنان القوي" لاعطاء سلفة بـ1500 ‏مليار ليرة للكهرباء، اليوم الثلاثاء في اللجان النيابية المشتركة، تمهيدا لإقراره (على الارجح بقيمة مخفّضة). وفي حين ‏توقعت مصادر نيابية سير المجلس النيابي كتلا وافرادا عاجلا في اتجاه توفير المبالغ المطلوبة لوزارة الطاقة وتاليا ‏لمؤسسة الكهرباء لعدم تحميله مسؤولية الوقوع في العتمة الشاملة التي يهدد بها الوزير ريمون غجر اذا لم يتم ‏التصديق على الاقتراح المقدم من التيار، الا انها استبعدت اقرار السلفة المطلوبة كما هي، متوقعة ان يصار الى ‏تجزئتها بحيث تعطى على دفعات شهرية وليس لمدة سنة‎.‎

‎ ‎

التعاون بين الجيشين

في الغضون، سُجّلت زيارة لافتة قام بها ، قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، الى اليرزة حيث ‏استقبله قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتناول البحث ‏علاقات التعاون بين جيشي البلدين‎.‎

وافادت المعلومات في شأن اللقاء بأن ماكنزي ابلغ القائد ومن التقاهم ان الولايات المتحدة ما زالت مصممة على الحفاظ ‏على الشراكة القوية مع الجيش اللبناني. ووفق مصدر ديبلوماسي فإن الاصرار الاميركي نابع من قناعة الادارة ‏الاميركية الحالية بضرورة تثبيت اقدام الجيش اللبناني وتقويته في مواجهة الخطر الأمني والعسكري، وهذا دليل الى ‏استمرارية السياسة الخارجية لواشنطن في دعم استقرار لبنان، وهو ما تبلغه قائد الجيش من ماكنزي. واعتبر المصدر ‏ان مهما طالبت بعض الاصوات في الولايات المتحدة الاميركية بوقف مساعداتها للجيش اللبناني، فإن الشراكة ‏الاستراتيجية مع هذه المؤسسة العسكرية تحديدا في لبنان لا يمكن ان تتزعزع‎.‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024