مع إعلان الحكومة البريطانيّة ترخيص لقاح "فايزر-بيونتيك" وبدء استخدامه الشامل على السكان خلال أيام، برزت إلى الواجهة أسئلة عديدة أبرزها: هل سيتلقى المتعافون من كورونا اللقاح؟ أم أنهم سيكونون محصنين ضدّ كورونا بعد أن قامت أجهزتهم المناعية بتكوين أجسام مضادة بشكل طبيعي؟.
في خضمّ ذلك، فإنّ الإجابات على هذه الأسئلة ليست واضحة حتى الآن. وفي ما يتعلّق بلقاح "فايزر- بيونتك"، فإنّ لندن لم توضح ما إذا كان الذين تعافوا من الفيروس يجب أن يحصلوا عليه.
وفي وقتٍ سابق، كشفت دراسة أجريت في جامعة "روكفلر" الأمريكية أنّ المتعافين من كورونا يطورون دفاعاً سريعاً وأكثر فعالية، في حال واجهوا المرض ثانية.
وحتى الآن، فقد ركزت تجارب لقاحات "كورونا" على الأشخاص الذين لم يتعرضوا للفيروس من قبل، لذا فإن تأثير التطعيم على الأشخاص الذين تعرضوا له غير واضح.
ومع هذا، فإنّ الأنظار تتجّه مجدداً إلى المناعة ضدّ "كورونا"، خصوصاً أن هناك الكثير من الدراسات التي أشارت إلى أنها تتضاءل مع مرور الوقت. ونظراً لذلك، فإنه من المحتمل أن يكون هذا الأمر بمثابة مقدّمة أساسية وحافز للحصول على التطعيم.
ويقول البروفيسور روبين شاتوك، رئيس قسم عدوى الغشاء المخاطي والمناعة في إمبريال كوليدج لندن، إن "مستوى المناعة من العدوى الطبيعية متغير، لذلك يحصل بعض الناس على استجابة مناعية قوية جداً، وبعض الناس لديهم استجابة مناعية ضعيفة جداً. سيعزز اللقاح استجابتك المناعية، ونأمل أن يوفر الحماية لمدة أطول".
في غضون ذلك، قالت رئيسة قسم المناعة والأمراض المعدية في كلية "هارفارد" للصحة العامة سارة فورتشن، إنه "لا دليل على أن اللقاح غير آمن للأشخاص المتعافين من كورونا". ورغم هذا، فإنّ فورتشن تؤكد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث.
كذلك، تقول أستاذة المناعة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة في إسكتلندا إلينور ريلي، إن "المتعافين من الوباء لديهم مستويات متباينة من الأجسام المضادة وأنشطة التحييد (إزالة أثار العدوى من الخلايا)". ووفقاً لريلي، فإنّ "الحماية التي يتمتع بها هؤلاء متفاوتة من ناحية مدتها في المستقبل، والبعض قد يكون محمياً بشكل أفضل من الآخر من الوباء".
وأشارت إلى أنه "من الممكن أن تكون فئة من المتعافين معرضة لخطر الإصابة بالوباء مجدداً، وهذا يقتضي توفير حماية لهم"، موضحة أنّ "اللقاحات تحفز الأجسام المضادة بمستويات عالية في الجسد، بما يساعدها على حمايته لفترة أطول".
