منذ 3 سنوات | لبنان / نداء الوطن

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : مبروك للعهد "القوي"... في رحاب حكمه أطاح لبنان بزيمبابواي ولحق بالصدارة الفنزويلية ‏على مقياس التضخم العالمي، وتحت قيادته باتت السجون اللبنانية تنافس "هوليودياً" السجون ‏اللاتينية في مشهديات الفرار الجماعي للمساجين، وعلى أيامه دخل اللبنانيون لائحة الممنوعين ‏من دخول الإمارات إلى جانب باقة من الدول المحظور على رعاياها الحصول على تأشيرات ‏إماراتية. بخطى ثابتة يقود العهد "القوي" مواطنيه نحو تحطيم الأرقام القياسية انهياراً وتحللاً ‏لما تبقى من هيكل الدولة، ولم يتبقَّ أمام الرئيس ميشال عون سوى "التدقيق الجنائي" للضرب ‏بسيفه باعتباره البقية الباقية من الشعارات الإصلاحية القابلة للاستثمار شعبوياً على أجندة ‏التفليسة‎.

وتحت هذا الشعار، يبدو عون "ناوي" على تسعير نار المواجهة مع رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري، وفق ما لاحظت مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن"، متوقعةً أن تشهد المرحلة المقبلة تطايراً ‏للشرارات بين بعبدا وعين التينة على خلفية الاتهامات المتبادلة بالمسؤولية عن الفساد. أما ‏الملف الحكومي فيمرّ بلحظة اختناق وبات ينتظر "خضة ما" من شأنها أن تكسر المراوحة ‏وتفرض على الجميع الخروج من "عنق الزجاجة"، وسط إبداء المصادر خشيتها من أن تتخذ ‏‏"الخضة" المرتقبة طابعاً أمنياً أو عسكرياً، لا سيما وأنّ البلد يتموضع على صفيح ساخن يكاد ‏يبلغ مستوى الغليان والانفجار على وقع تطورات الإقليم‎.

ولفتت المصادر إلى أنه "من المفترض أن يشهد الأسبوع الجاري لقاءً جديداً بين رئيس ‏الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من شأنه على الأرجح أن يكرّس عمق ‏الهوة في التوجهات بين الجانبين، خصوصاً في ضوء استنساخ عون لشروط رئيس "التيار ‏الوطني الحر" جبران باسيل الحكومية وتبنيها بالكامل في الكلمة التي ألقاها لمناسبة ذكرى ‏الاستقلال، ما يحمل على الاعتقاد بأنّ الحكومة لن تبصر النور في المدى المنظور والمراوحة ‏باقية حتى إشعار آخر"، لتتجه الأنظار بالتالي إلى الموقف الذي سيتخذه الحريري إزاء التصلّب ‏العوني "وما إذا كان سيقدم على أي خطوة تضعه في مواجهة علنية مع رئيس الجمهورية أم ‏أنه سيستمر في اعتماد سياسة المواجهة الصامتة على اعتبار أنّ التعطيل سيرتد بسلبياته على ‏العهد أكثر من سواه‎".

في الغضون، تتسلط الأضواء كل يوم بشكل أوضح على التشخيص العربي للمعضلة الحقيقية ‏في لبنان "حيث نظام الحكم يركز بشكل أساس على تقديم الغطاء لـ"حزب الله" الذي يقوّض ‏الدولة بالكامل ويفرض كميليشيا مسلحة إرادته على أي حكومة"، وفق ما أعلن وزير ‏الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مقابلة مع الصحافية الأميركية هادلي غامبل، مشدداً ‏على ضرورة "إجراء إصلاحات هيكلية تعالج هذه المشكلة الأساسية" وعلى أن يكون هناك ‏‏"تغيير حقيقي في كيفية إدارة البلد" في لبنان‎.

وانطلاقاً من ذلك، ستبقى كل مبادرة داخلية أو خارجية للأزمة اللبنانية يعتريها العقم ما لم ‏تضع الإصبع على مكمن العطب الجوهري الذي يحول دون قيام الدولة ويواصل استنزاف ‏مقدّراتها وعلاقاتها العربية والدولية. وعلى هذا الأساس، تعاطت أوساط سياسية مع "المبادرة ‏الإنقاذية" التي أطلقها أمس نقيب المحامين ملحم خلف، تحت عنوان "معاً نسترد الدولة"، من ‏زاوية كونها مبادرة "منقوصة" سيادياً و"ملغومة" انتخابياً‎.

ففي شق المآخذ السيادية على مبادرة خلف، تساءلت الأوساط: "كيف يستوي منطق استرداد ‏الدولة وإعادة تكوين السلطة مع تهميش المبادرة مبدأ حصر السلاح بيد الدولة ومفهوم الحياد ‏الإيجابي في السياسة الرسمية؟"، مستغربةً إسقاط بنود محورية "كالسلاح غير الشرعي ‏والانحياز لأجندة المحاور من هيكلية هكذا مبادرة منبثقة من جهة نقابية مهمتها إعلاء راية ‏تطبيق الدستور والقانون فوق أي اعتبار آخر في دولة المؤسسات‎".

أما على المستوى الانتخابي، فاعتبرت الأوساط أنّ مبادرة خلف وقعت في "فخ" المطالبة ‏بإقرار قانون انتخابي يراد منه إحكام قبضة قوى 8 آذار على السلطة، موضحةً أنّ المواصفات ‏التي وضعتها هذه المبادرة لقانون الانتخاب "وإن كانت تحاكي ظاهرياً عناوين حضارية مدنية ‏غير طائفية، لكنها للمفارقة تتقاطع في جوهرها مع الأجندة الانتخابية لرئيس مجلس النواب ‏والتي تختزن محاولة دؤوبة لإقرار قانون انتخابي يعزل المكوّن المسيحي تحت ستار "مدنية ‏الدولة" ليطلق العنان في المقابل لغلبة الأكثرية العددية وترجمتها على أرض الواقع في إنتاج ‏السلطة التشريعية


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024