منذ 3 سنوات | لبنان / الديار

كتبت صحيفة " الديار " تقول : تخوض البلاد معركة صعبة، ومشكوك في نجاحها مع فيروس "كورونا"، وسط اقفال ‏عام غير مضمون النتائج،وفيما التعويل على "اللقاح" سابق لاوانه، والرهان على ‏الالتزام "المجتمعي" في غير مكانه، غابت حركة التاليف الحكومي عن "السمع" ‏بانتظار "الترياق" من باريس التي شهدت في الساعات القليلة الماضية اجتماعات ‏فرنسية - فرنسية واميركية - فرنسية .. وعلى وقع معلومات عن اجتماع بعيد عن ‏الاضواء بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لم يفض الى شيء جديد، لتحريك ‏عملية التشكيل المتوقفة بعدما عادت المشاورات الى "نقطة الصفر"، بعد العقوبات ‏الاميركية على الوزير جبران باسيل،وبانتظار الخطوة المقبلة للرئيس المكلف سعد ‏الحريري المحشور في خياراته الذي ينتظر نتائج المحادثات الاميركية الفرنسية، "غير ‏الايجابية"، بفعل تمسك واشنطن بتصعيدها ضد حزب الله، تمارس السفيرة الاميركية ‏في بيروت دورثي شيا، ضغوطها في اكثر من اتجاه لمنع "ولادة" حكومة "يسيطر ‏عليها الحزب وحلفاؤه"، وهي لم تتوان في هذا الاطار عن دعوة رئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب لتفعيل عمل حكومته في الملفات الصحية والمعيشية، لان ‏الحكومة الجديدة لن "تولد" قريبا بحسب قناعتها، وذلك في "رسالة" ضغط مباشرة ‏على الرئيس الحريري لعدم الذهاب بعيدا في ارضاء بعبدا وحارة حريك، فيما لا تزال ‏الخارجية اللبنانية تتحاشى "خدش" "كبريائها" وتحرص عند كل زيارة لمكتب ‏الوزير التاكيد انه لقاء وليس "استدعاء".‏

ماذا دار في "الاليزيه"؟ ‏

وفي هذا السياق، اكدت اوساط دبلوماسية ان الاجتماع الذي عقد بالامس في قصر ‏الإليزيه برئاسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ناقش تقرير مبعوثه الى بيروت ‏باتريك دوريل، وجرى البحث خلال الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية جان ايف ‏لودريان، الأسباب الكامنة وراء عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، ‏ووفقا لتلك المصادر حمل تقرير دوريل رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية عدم ‏التجاوب مع مساعي الحريري لتشكيل حكومة اختصاصيين، بتأثير مباشر من الوزير ‏السابق جبران باسيل، ما ادى الى وصول مساعي التاليف الى طريق مسدود، بعدما ‏شهدت تقدما ملحوظا قبل العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر. وخلص ‏الموفد الفرنسي الى التاكيد ان الامور معطلة، وقدم انطباعا سلبيا، ولفت الى ان ‏المسؤولين اللبنانيين لا يقدرون خطورة الاوضاع، ولمس عدم استعجالهم للخروج من ‏الازمة، معربا عن قناعته بان الاستمرار على هذا المستوى من الضغوط لن يحرك ‏المبادرة الفرنسية "قيد انملة"..‏



وفي المقابل، تسود قناعة في "الايليزيه" بان العوامل الداخلية ليست وحدها ما يعيق ‏التقدم في عملية تشكيل الحكومة، ولا يبدو الرئيس الفرنسي مرتاحا لتوقيت العقوبات ‏الاميركية على باسيل، ويعتقد انها زادت الامور سوءا، لكن هذا لا يلغي الاعتقاد ‏الراسخ بان كل الاطراف اللبنانية لم تقدم ما هو مطلوب منها للدفع باتجاه إحداث خرق ‏جدي يعيد "احياء" المبادرة الفرنسية.‏



التصعيد الاميركي مستمر ‏

وفي ضوء ما تقدم، جاء اللقاء بين وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ونظيره ‏الاميركي مايك بومبيو في باريس، كما لقاء الرئيس ماكرون مع رئيس الدبلوماسية ‏الاميركية محبطا للفرنسيين، حيث تم استعراض كافة نواحي الاوضاع السياسية ‏والاقتصادية في لبنان، ووفقا لتلك الاوساط، يسود "الاحباط" في باريس حيث لم يبد ‏رئيس الدبلوماسية الاميركية اي "ليونة" في موقف بلاده من الازمة اللبنانية على ‏الرغم من محاولات لودريان شرح المقاربة الفرنسية في التعامل مع واقع وجود حزب ‏الله ودوره، ويمكن القول ان الدبلوماسية الفرنسية اصطدمت بتصعيد اميركي واضح، ‏سيستمر حتى نهاية ولاية دونالد ترامب، وقد تعمد البيان الصادر عن الخارجية ‏الاميركية التاكيد على هذا التشدد من خلال الحديث عن تطرق المحادثات الثنائية للدور ‏‏"الخبيث" الذي يلعبه حزب الله في لبنان، والجهود التي تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل ‏حكومة اصلاحات واستقرار..!‏



ولم يتوقف التصعيد الاميركي عند هذا الحد، فقد اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي ‏روبرت أوبراين أن "الرئيس الأميركي دونالد ترمب قام بأعمال غير مسبوقة ضد ‏حزب الله، وزعم أن "حزب الله قام بتجميع أسلحة وصواريخ ونفذ هجمات في أوروبا ‏وأسيا، وهو يفتقر باعتقاده الآن إلى مئات الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من ‏إيران".‏

وفي الخلاصة، لم يحصل اي تطور ايجابي لردم الهوة بين الرؤى الفرنسية والاميركية ‏لحل الازمة اللبنانية، ويبدو ان واشنطن ليست بوارد التراجع عن اعتماد "العصا" ‏دون تقديم اي "جزرة"، وتم ابلاغ الفرنسيين انه لا مجال لمسايرة لحزب الله بعد ‏اليوم..!‏



الحريري ينتظر؟ ‏

وفيما ذكرت مصادر مطلعة، حصول لقاء بعيدا عن الاعلام بالامس بين الرئيسين عون ‏والحريري، دون التوصل الى خرق في "جدار" التاليف، ينتظر الرئيس المكلف الخبر ‏اليقين من الفرنسيين، وهو سبق وابلغهم انه ليس في وارد تشكيل حكومة محاصرة سلفا ‏دوليا واقليميا، وهو ينتظر "رسالة" فرنسية من ماكرون "ليبني على الشيء ‏مقتضاه"، فاما يسلم بعدم امكانية التقدم قبيل انتهاء ولاية الادارة الاميركية الحالية، ‏‏"فيعتكف" ويبقي على التكليف في "جيبه" ريثما تتبلور الامور، او يعرض على ‏الرئيس ميشال عون تشكيلته ويحمله مسؤولية رفضها. ويبقى ان خيار "الاعتذار" ‏غير قائم حاليا،وهو ليس بوارد الاقدام على اي خطوة قد يصنفها الفرنسيون في خانة ‏اطلاق "رصاصة الرحمة" على مبادرتهم.‏

وفي هذا الاطار، اعلن مستشارالحريري نديم المنلا ان الرئيس المكلف يعتبر المبادرة ‏الفرنسية هي خشبة الخلاص الوحيدة كون فرنسا هي فقط من بإمكانها ان تكفل لبنان". ‏ولفت الى أن "الكباش الاساسي الحاصل اليوم هو اعتياد القوى السياسية على الهرطقة ‏بالدستور والحريري لن يشارك بها". ورأى المنلا أن بعد تأليف الحكومة نحن بحاجة ‏الى توافق داخلي على خطة الانقاذ والارقام وبالتالي الاجتماع مع صندوق النقد الدولي.‏



دعوة وليس "استدعاء"؟ ‏

وفيما حضرت الإجراءات العقابية التي اتخذتها الإدارة الأميركية ضد رئيس التيار ‏الوطني الحر النائب جبران باسيل ونواب ووزراء سابقين في اللقاء الذي جمع وزير ‏الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة والسفيرة الأميركية في ‏لبنان دوروثي شيا، كان لافتا نفي وزارة الخارجية اللبنانية استدعاء السفيرة شيا، ‏لمطالبتها تقديم تفسيرات من بلادها حول هذه العقوبات، وقد ذكر البيان الرسمي ‏الصادر عن مكتب وهبي ان الاجتماع كان في إطار اللقاءات الدورية التي يعقدها مع ‏السفراء المعتمدين..!‏



وفي خطوة واضحة تهدف لعدم توتيرالعلاقة مع واشنطن، لم يتطرق رئيس الدبلوماسية ‏اللبنانية خلال اللقاء الى الخلفيات السياسية وراء العقوبات التي سبق وربطتها الخزانة ‏الاميركية بعلاقة المعاقبين مع حزب الله اضافة الى اتهامهم بالفساد،وذكر بيان ‏الخارجية ان الوزير وهبة تمنى أن تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من التوصل إلى ‏أي معلومات أو مستندات ارتكزت إليها الإدارة الأميركية في اتخاذها لتلك الإجراءات، ‏وذلك في إطار الإصلاحات التي وعدت بها وتعزيزاً للشفافية في العمل العام.‏

ماذا تريد شيا؟

وكان لافتا ايضا، مبادرة السفيرة الاميركية الى زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال ‏حسان دياب قبل ايام، في خطوة "نادرة" بطلب من الدبلوماسية الاميركية.وعلم في ‏هذا السياق، ان السفارة الاميركية في بيروت تعمل على زيادة منسوب الضغوط على ‏رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لمنعه من التعاون مع رئيس الجمهورية في ‏تشكيل حكومة مقبولة من جميع الاطراف بمن فيهم التيار الوطني الحر، وحزب الله، ‏وقد سبق لشيا ان ابلغت الحريري رفض بلادها منح وزارة الداخلية لشخصية محسوبة ‏على بعبدا او "ميرنا الشالوحي"، وتحدثت صراحة عن ضرورة ابقاء الاجهزة الامنية ‏التابعة لهذه الوزارة، خصوصا قوى الامن الداخلي، وفرع المعلومات، بعيدا عن ‏‏"الوصاية" المباشرة للرئيس عون.‏

لماذا فعّل دياب حكومته؟ ‏

وفي هذا الاطار، طلبت شيا لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال، وابلغته ضرورة ‏القيام بتفعيل عمل حكومته، لان بلادها تعتقد ان لا حكومة جديدة في لبنان في المدى ‏المنظور، طالما ان شروط تاليفها لا تزال غير متاحة راهنا، ووفقا لمصادر سياسية ‏بارزة، استغرب الرئيس حسان دياب الاندفاعة الاميركية، تعامل معها بواقعية، دون ان ‏يعتبرها "جرعة دعم"، لكنه اعاد "انعاش" العمل في مقر الرئاسة الثالثة حيث تشهد ‏‏"السراي" حركة لافتة بعد "خمود" طويل، كما اعاد تكثيف اطلالاته التلفزيونية، مع ‏العلم ان الهدف الاميركي واضح، ليس هناك اي تغيير في قواعد التعامل مع الحكومة ‏المستقيلة، لكن حركة السفيرة الاميركية كانت ضرورية لتوجيه "رسالة" تحذيرية ‏للرئيس سعد الحريري، مفادها ان واشنطن لن "تهضم" تشكيلة حكومية تكون اليد ‏العليا فيها لحزب الله وحلفائه، واذا لم يراع "هواجسها"، فهي لن تتوانى عن التعامل ‏مع "الامر الواقع" الموجود في القصر الحكومي.‏



‏ "رسائل" جنبلاطية للحريري ‏

وفي السياق نفسه، وربطا بالتحرك الاميركي، لفتت مصادر مطلعة الى قيام وزيرة ‏الاعلام منال عبدالصمد بزيارة "مفاجئة" الى السراي الحكومي يوم امس، بعد فترة ‏انقطاع طويلة عقب استقالة الحكومة، ويبدو ان تفعيل نشاطها مرتبط "بالبرودة" ‏المستجدة في علاقة النائب السابق وليد جنبلاط برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ‏الذي يبقي المختارة بعيدة عن الاتصالات الحكومية، ما اثار "استياء" رئيس الحزب ‏التقدمي الاشتراكي، الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤخرا "شاكيا" الادارة ‏السيئة للحريري الذي لا يتواصل معه، وعندما يبادر النائب وائل ابوفاعور الاتصال ‏‏"ببيت الوسط" لا يحصل على اي معلومة مفيدة..!‏

باسيل يخاطب الاميركيين؟

وفي هذا الوقت، تحدث رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن الوضع الداخلي، ‏وعلاقته مع حزب الله، والعقوبات الاميركية، والوضع الحكومي، وفي مقابلة مع ‏تلفزيون "الحدث العربية" السعودي، توجه الى الاميركيين بالقول "اقول للأميركي ‏بصوت عال: اعطني ما يحفظ امن لبنان واستقراره وقوته وعدم الاعتداء عليه فأذهب ‏‏"على راس السطح وليس عالسكت" واقول لحزب الله بالمباشر معه ثم اخبر اللبنانيين ‏ان ثمن قطع العلاقة هذا ما يأتي به للبنان".‏



واشار باسيل انه لا يؤيد تدخل اي دولة بشؤون اي دولة عربية ولا يؤيد اي تدخل ‏لبناني في الخارج، وقال "نحن نعاني من التدخلات الخارجية بشؤوننا وارخص شيء ‏هو العقوبات اذا كان السبب رفض التوطين والمطالبة بعودة النازحين".‏



ولفت باسيل الى انه كوزير خارجية وتيار سياسي لم نوافق على تدخلات حزب الله في ‏الخارج، وتساءل : لماذا مسموح للحريري ان يقول ان سلاح حزب الله مسالة اقليمية ‏تحل في هذا الاطار بينما لا يسمح لنا ذلك؟، ولفت الى ان وثيقة التفاهم مع حزب الله ‏تتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية، واشار الى ان التاريخ علمنا ان عزل اي طائفة ‏يؤدي الى انفجار، وهنا نتحدث عن مكون بكامله وليس فقط عن حزب الله. ولفت باسيل ‏انه مستعد لترك الحياة السياسية اذا ثبت عليه اي تهمة فساد، وتساءل : دولة مثل ‏اميركا الا تستطيع ان تكشف كل شيء؟



حكوميا، اشار باسيل الى ان اتهام تياره السياسي بعرقلة الحكومة نغمة قديمة، واكد انه ‏لم يطلب حتى اللحظة الا المعيار الواحد ولم يطرح اي مطلب او اي شرط، واشار الى ‏ان سبب عدم تاليف الحكومة حتى الان هو الوعود المعطاة للداخل غير المتناسبة مع ‏الوعود المعطاة للخارج...‏

التزام .. ومخالفات ‏

صحيا، سجلت 1016اصابة جديدة بالامس و10 حالات وفاة، فيما الالتزام بقرار ‏الاقفال التام لامس الـ 80 بالمئة كمعدل وسطي في المناطق، لكن مجموع محاضر ‏مخالفات قرار التعبئة العامة المنظمة اعتباراً من فجر السبت بلغ 9155 محضرا، وهو ‏يعكس وجود تجاوزات كبيرة من قبل المواطنين. وبعد اجتماع مع المحافظين، ترأس ‏رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب اجتماعا أمنيا، حضره الوزيران ‏زينة عكر ومحمد فهمي، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للأمن العام اللواء ‏عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن ‏الدولة اللواء طوني صليبا، مدير المخابرات العميد أنطوان منصور، العميد الياس ‏البيسري، رئيس فرع المعلومات العميد خالد حمود، مساعد مدير أمن الدولة العميد ‏سمير سنان ورئيس شعبة الخدمة والعمليات العقيد جان عواد، ونوه دياب بـ "الجهود ‏التي بذلتها الأجهزة الأمنية خلال أيام الإقفال الأولى"، وشدد على "ضرورة الاستمرار ‏بتطبيق الاجراءات".‏



من جهته، أوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن من السراي ‏الحكومي بعد سلسلة اجتماعات تناولت الشأن الصحي ان "الاقفال كأس مر لا بد منه ‏وامل تخفيف عدد الإصابات والتشخيص المبكر وتخفيف الحاجة من الدخول إلى ‏المستشفيات لرفع جهوزيتها"، معتبرا ان نتائج الاقفال لن تظهر قبل يوم الاربعاء. وقال ‏‏"ناقشنا مستحقات المستشفيات واعلنّا جهوزيتنا تحويل مستحقات 2020 الى وزارة ‏المالية. وأعلن ان شحنة دواء الـ "ريمديسيفير" وصلت مساء أمس الاول، مؤكدا انها ‏ستوزع الى المستشفيات وكمية منها ستبقى لدى الوكيل كي لا يتم خلق سوق سوداء.‏


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024