منذ 3 سنوات | لبنان / الديار

كتبت صحيفة " الديار " تقول : دخل لبنان والعالم في مرحلة "حبس الأنفاس" بانتظار نتائج الانتخابات الاميركية، او ‏‏"الفوضى" الاميركية، في بيروت، بورصة التشكيل مستمرة صعوداً وهبوطاً، "هبة ‏باردة"، و"هبة ساخنة"، زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا بالامس ‏‏"كسرت" الجمود ولكنها لم تذلل العقبات، بدليل عدم صدور مراسيم التشكيل، وفيما ‏تصر الرئاسة الاولى على اشاعة الاجواء الايجابية، وتتحدث عن تقدم وعن تصور ‏حكومي شبه منجز، وعن عقد غير جوهرية، متوقعة ولادة قريبة، اذا ما تم تبادل ‏التنازلات، فان أوساط مطلعة على اجواء "بيت الوسط" تحدثت عن مهلة وضعها ‏الحريري حتى يوم غد الاربعاء للتفاهم، قبل ان يقدم مسودته، فاما تقبل او ترفض، ‏متحدثة عن اعادة الاعتبار لحكومة الـ18 وتثبيت المداورة، باستثناء وزارة المال، فيما ‏الخلاف لا يزال مستمرا على اسماء الوزراء، والخلاف على وزارة الصحة، والاشغال، ‏والطاقة، وبحسب أوساط معنية بالملف، يمكن القول ان الجميع يتهيبون "الفراغ"، ‏ويرغبون في تأليف الحكومة سريعا، لكن يبقى الرهان على "الوقت" وعلى من ‏‏"يصرخ اولا"، للحصول على تنازلات متبادلة.‏



في هذا الوقت نصيحة "أممية" للبنان بعدم ربط الاستحقاق الحكومي اللبناني ‏بالانتخابات الاميركية التي قد يطول انتظار نتائجها، على الرغم من اهميتها وانعكاسها ‏على الشرق الاوسط والعالم، وهو ما اختصرته صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ‏بالقول: "ان فوز جو بايدن سيكون خسارة شخصية لرئيس الحكومة الاسرائيلية ‏بنيامين نتنياهو، ولقادة السعودية، ومصر، وكذلك تركيا، فهؤلاء، لن يجدوا صديقا في ‏الادارة الاميركية الجديدة، فنحن امام استحقاق انتخابي استثنائي نظرا لتسيد ترامب ‏الأخبار وإثارته أعصاب كل زاوية من العالم بطريقة لم يفعلها أحد في التاريخ الحديث ‏بعد 4 أعوام من السياسة المتقلبة التي نفرت الحلفاء واحتقرت الأعراف".‏

هل حلّت "عقدة" العدد؟ ‏

وفي الانتظار، وبعد "الانتكاسة" الحكومية خلال الساعات القليلة الماضية التقى ‏الرئيس المكلف سعد الحريري الرئيس ميشال عون، لمدة ساعة في قصر بعبدا، وفيما ‏كانت التوقعات تتحدث عن عزمه وضع الرئيس عون أمام خيارات احلاها مر من ‏خلال عرض تشكيلة حكومية من 18 وزيرا، لم يقدم على هذه الخطوة، وتم تأجيلها ‏الى يوم الاربعاء المقبل. وفيما اكتفى بيان رئاسي بالحديث عن استكمال المشاورات في ‏جو من التعاون والتقدم الايجابي، سربت اوساط مقربة من "بيت الوسط معلومات عن ‏تجاوز عقدة حكومة الـ18 ومبدأ المداورة باستثناء وزارة المال، وهي معلومات اذا ‏صحت يكون الحريري قد حقق خرقا واضحا في "جدار" موقف الرئاسة الاولى ‏وموقف "ميرنا الشالوحي"، وهو بالتالي لم يقبل تشكيل حكومة من 20 وزيرا بعدما ‏سعى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأنه يسعى للحصول على الثلث ‏المعطل في الحكومة من خلال اصراره على تمثيل النائب طلال أرسلان بوزير درزي ‏واضافة وزير الى الحصة الكاثوليكية.‏



‏ "تبرّؤ" مزدوج ‏

وسبق هذا اللقاء، نفي من مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بان يكون لباسيل اي ‏تدخل في تشكيل الحكومة، ولفت الى ان التشاور في شأن تشكيل الحكومة يتم حصرا، ‏ووفقا للدستور، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد ‏الحريري، ولا يوجد أي طرف ثالث في المشاورات التي لا تزال مستمرة بما تفرضه ‏المصلحة الوطنية العليا، ولم ينس المكتب الاعلامي للرئاسة نفي كل المعلومات ‏المتداولة حول اسماء الوزراء وتوزيع الحقائب. وفي السياق نفسه، اكد المكتب ‏الاعلامي لباسيل ان كل ما يتمّ فبركته وتداوله في الاعلام حول تدخّله في عملية تشكيل ‏الحكومة هو عار عن الصحة، ويهدف الى تحميله مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة ‏لتغطية المعرقلين الفعليين، ولفت الى ان الاستمرار في سياسة الكذب في الاعلام تشوّه ‏الحقائق كما ان التذاكي في عملية تأليف الحكومة يعرقلان ويؤخران تأليفها.‏

متى "الولادة" الحكومية؟ ‏

ووفقا لمصادر مطلعة، تبقى الحكومة معلقة على "شجرة" الخلافات التحاصصية ‏الضيقة، وفي مقدمها وزارة "الطاقة"، دون اهمال معركة اخرى يعتبر الكثيرون انها ‏تتجاوز مسألة تشكيل حكومة مهمة لستة اشهر، والا، ما الذي يدفع الرئيس المكلف سعد ‏الحريري الى "التذاكي" كما يتهمه التيار الوطني الحر، وما الذي يدفع في المقابل ‏‏"ميرنا الشالوحي" الى "التعطيل" طمعا بالحصول على حصة "الاسد"، كما تتحدث ‏اوساط "بيت الوسط"، وفي هذا السياق تشير تلك الاوساط الى ان "الولادة" اما تتم ‏قبل نهاية الاسبوع الحالي او سنكون امام رحلة طويلة من عملية التأليف التي ستمتد ‏اشهرا على وقع فوضى انتخابية اميركية منتظرة بفعل تعقيدات المشهد في الولايات ‏المتحدة.‏

المهلة تنتهي غدا؟ ‏

ووفقا للمعلومات، وضع الرئيس الحريري يوم غد الاربعاء "سقفا" لعملية التفاوض، ‏والمح الى انه سيضطر بعد هذا التاريخ الى تقديم تشكيلته الحكومية وعندها ليتحمل ‏رئيس الجمهورية مسؤولية رفضها او قبولها، ولذلك فان الساعات المقبلة ستكون ‏حاسمة بعدما عاد تفعيل الاتصالات بين الرئاستين، وينتظر الحريري من الرئيس عون ‏اجوبة محددة اليوم على الكثير من المسائل العالقة، "ليبنى على الشيء مقتضاه"، فاذا ‏لم تذلل العقبات سيحمل تشكيلته "ولن يمشي" حتى في حال رفضها الرئيس، "فورقة" ‏التشكيل ستبقى في "جيبه" ولن يتخلى عنها، كما تقول اوساط "المستقبل" التي تحمل ‏المعرقلين ما ستؤول اليه الامور في البلاد، فيما تشير اوساط "التيار" الى ان رئيس ‏الجمهورية لن يوقع على اي حكومة "امر واقع"، ولهذا ثمة تعويل على الاتصالات ‏الجارية لتأمين "ولادة طبيعية للحكومة"!‏

تحفظات باسيل ‏

وكان الحريري قد تبلغ سلسلة من "التحفظات" الباسيلية التي نسفت اتفاقاته مع عون ‏بعدما رفض اقتراح تعيين كارول عياط المديرة في بنك عودة لتولي حقيبة الطاقة ‏واقترح اسم بيار خوري، كما اقترح تعيين مدير الصندوق المركزي للمهجرين العميد ‏نقولا الهبر وزيرا للداخلية بعدما أدى التفاهم بين عون والحريري إلى مبادلة الداخلية ‏بالخارجية التي يفترض ان تتولاها مستشارة الحريري سابقا المندوبة الحالية للبنان لدى ‏الأمم المتحدة آمال مدللي، او السفير هاني شميطلي... فهل يمكن تجاوز هذه العقبات ‏خلال الساعات المقبلة؟



‏ "الخلافات" الدرزية؟ ‏

وفيما لا يزال الحزب التقدمي الاشتراكي متمسك بالحقيبتين الدرزيتين في حال كانت ‏الحكومة من 20 وزيراً داعية ارسلان الى التمثل بوزير مسيحي، اكدت مصادر ‏الوزير طلال ارسلان ان تمثيل الحزب الديموقراطي بوزير درزي هو حق مكتسب ولا ‏يمكن لأي فريق تحديد غير ذلك، ومن تستّر بالرئيس المكلّف لاحتكار المقاعد عليه ‏اللجوء له لحل مشكلته بدل خلق معارك وهميّة أصبحت من الماضي.‏



‏ "استياء اسرائيلي" عبر كوبيتش؟ ‏

وفي سياق متصل، بالضغوط الدولية المتصاعدة على لبنان في ما خص عملية ترسيم ‏الحدود البحرية الجنوبية، زار ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وابلغه "استياء" الاسرائيليين من موقف ‏المفاوضين اللبنانيين في جولة المفاوضات الاخيرة بعد عرض الخرائط على "طاولة" ‏المفاوضات، ولفت الى ان "الوسيط" الاميركي حال دون انسحاب الاسرائيليين ‏احتجاجا على ما وصفوه مبالغة لبنانية في رفع سقف التفاوض. وعلم في هذا السياق ان ‏الاميركيين يعملون من خلال سفيرتهم في بيروت دورثي شيا على محاولة خفض ‏‏"سقف" المطالب اللبنانية وقد طالبت خلال لقائها رئيس الجمهورية ميشال عون ‏بضرورة تقديم مبادرات "حسن نية" للمساهمة في التسريع بعملية التفاوض.‏



‏ "الفوضى" الاميركية! ‏

من جهة ثانية، نصح كوبيتش الرئيس بري بعدم ربط المسار الحكومي بالانتخابات ‏الاميركية التي قد يطول حسم نتائجها، مشيراً الى ان لبنان لا يمكنه ان يتحمل مواكبة ‏‏"الفوضى" الاميركية، وقد اكد له رئيس المجلس انه قدم كل التسهيلات الممكنة لتكون ‏‏"الولادة" سريعة.‏

وتلفت اوساط ديبلوماسية بارزة في بيروت الى ان القلق الاممي من "الفوضى" ‏الاميركية يعود الى كلام منقول عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يعتزم إعلان ‏النصر في السباق الرئاسي في ليلة الانتخابات، قبل الفرز النهائي لصناديق الاقتراع، ‏على الرغم من أن عدد الأصوات غير المحسوبة قد تؤدي إلى خسارته، ووفقا ‏للمعلومات فهو ابلغ الدائرة المقربة منه انه يعتزم القيام بذلك إذا كانت الأرقام المبكرة ‏في صالحه، وقد ناقش تفاصيل خطته مع مساعديه، مما دفع المرشح الديموقراطي جو ‏بايدن الى الرد بحسم على هذه المعلومات بالقول انه لن يسمح لترامب "بسرقة" ‏الانتخابات... ومن المتوقع ان يستمر فرز الاصوات لعدة ايام بسبب الحجم الهائل من ‏بطاقات الاقتراع عبر البريد فيما يستعد فريق ترامب لرفض جميع بطاقات الاقتراع ‏التي يتم فرزها بالبريد بعد يوم الثلثاء، ويصفها بأنها غير شرعية. وقد أشارت معظم ‏الاستطلاعات إلى أن التصويت الشخصي في يوم الانتخابات سيكون لصالح ترامب، ‏بينما التصويت عبر البريد لصالح بايدن.‏

تخبط "كوروني"؟

صحيا، سجلت بالامس 1080 اصابة جديدة بفيروس كورونا، و9حالات وفاة، فيما لا ‏يزال الارباك على حاله حكوميا لمواجهة التفشي الكبير لجائحة كورونا، وبعد ساعات ‏على اعلان وزير الداخلية محمد فهمي عن عجزه تطبيق قرارات الاقفال الجزئي والعام، ‏بفعل التدخلات السياسية، كرر خلال اللقاء في السراي الحكومي امام لجنة مكافحة ‏الوباء رفضه لاعلان الاقفال التام في البلاد دون تقديم حوافز مادية للمواطنين، ودون ‏تقديم ضمانات بعدم حصول تدخلات لايجاد استثناءات كما حصل في السابق. ولذلك لم ‏تتبلور بعد خطة موحدة للتصدي للانهيار الصحي المرتقب بفعل الانتشار السريع ‏‏"للوباء"، وقد اقر وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن ‏‏"الإقفال الجزئي لم يأتِ بالنتائج المرجوة"، وقال "هناك تطورات من ناحية عدد ‏الإصابات وهي خطيرة ولا نحملها، ونطالب بإقفال عام في البلد لمدة اربعة اسابيع مع ‏اجراءات صارمة". وأشار حسن إلى أن "عدد اصابات كورونا وصلت الى مرحلة ‏خطيرة لم يعد باستطاعة المستشفيات تحملها سيما ان عدد الاسرة التي يتم تجهيزها ‏بالكاد تكفي للحالات المصابة، منبها من أن "أي تقصير في عديد التجهيزات للأسرة ‏ستكون له تداعيات على عدد الوفيات ما سيؤدي الى ارتفاعه، والاخطر اليوم هو ‏تسجيل عدد وفيات بفئات عمرية شابة". ومساء اعلن حسن من السراي الحكومي انه ‏‏"رغم الجهوزية والمتابعة في المستشفيات الحكومية لا يمكننا تلبية الحالات الحرجة ‏التي تحتاج لعناية فائقة، وعممنا اليوم الزامية استعداد المستشفيات الخاصة بكل ‏الاراضي اللبنانية وتخصيصها أسرة للعناية الفائقة لمرضى كورونا"، معلنا التوافق بين ‏دياب ونقابة المستشفيات على ذلك، وقال "أجرينا سلسلة اتصالات للمساعدة بدعم ‏المستشفيات الخاصة ونعمل على رفع الجهوزية لفتح المستشفيات أمام المرضى بكل ‏المحافظات"، وأضاف "ان دياب دخل على الخط للتسريع في المعاملات ولتحصل ‏المستشفيات على حقوقها".‏

الهيئات "تنتفض" ‏

وفيما لم تحسم الجهات المختصة مسألة الاقفال، اعلنت الهيئات الاقتصادية رفضها ‏المطلق "لأي قرار ممكن أن تتّخذه الحكومة بإقفال البلد بشكل تام، محذّرة من ‏انعكاسات سلبية هائلة لاقفال القطاع الخاص لا يمكن احتواؤها على المستويين ‏الاجتماعي والاقتصادي. واعتبرت في بيان أن "توجّه الحكومة لاتخاذ قرار بإقفال البلد ‏لفترة أربعة اسابيع لاحتواء الوباء، هو خطوة متسرّعة وبمثابة عملية هروب الى ‏الأمام، خصوصاً بعدما فشلت في تطبيق الاجراءات التي اتخذتها على مدى أسابيع". ‏وإذ أكدت أن "صحة المواطن اللبناني وسلامته تبقى لها الأولوية القصوى"، شددت ‏الهيئات في الوقت نفسه على ضرورة القيام بدراسة متأنية للإجراءات التي سيتم ‏اتخاذها لمواجهة الوباء خصوصاً في ظل الظروف القاسية التي يمرّ بها لبنان واقتصاده ‏الوطني"، محذّرة من أن "أي قرار غير متوازن ستكون له تداعيات خطرة لا تحمد ‏عقباها.‏


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024