منذ 3 سنوات | لبنان / الديار

 كتبت صحيفة " الديار " تقول : لم يكن ينقص البلاد المنهارة اقتصاديا وماليا، "والمتخبطة" صحيا، ومعيشيا، الا ‏‏"حرب" الصلاحيات الدستورية بين قصر بعبدا، والسراي الحكومي على حق تشكيل ‏وفد التفاوض "المفخخ" بأعضائه المدنيين مع كيان الاحتلال حول ترسيم الحدود ‏الحرية، فيما يمارس رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري آلية التكليف والتشكيل ‏‏"بالمقلوب"، طارحا نفسه المنقذ عشية طرده من "جنة" الحكم قبل نحو عام، وفيما لا ‏تزال حظوظه محفوفة بالحذر في ظل عدم ملامسته بعد "شيطان" التفاصيل، يسعى ‏من خلال الزيارة الاولى لوفده "الازرق" غدا الى "بنشعي"، الى تأمين "مظلة" ‏مسيحية لترشيحه في ظل احتمال "تمنع" القوات اللبنانية، والتيار الوطني الحر عن ‏تسميته، وفيما لا تزال الاجواء "ضبابية" حيال المعطيات الاقليمية والدولية المبهمة في ‏ظل غياب فرنسي واضح عن المشهد، واصرار اميركي على ابعاد حزب الله عن ‏السلطة التنفيذية، برز تعاطي وسائل الاعلام السعودية السلبي مع تحرك الحريري، ما ‏اعطى انطباعا واضحا بعدم وجود تغيير في المملكة ازاء اعادة تعويمه لبنانيا، وقد ‏تظهّر هذا الموقف جليا من خلال الهجوم اللاذع من قبل النائب السابق وليد جنبلاط ‏عليه بالامس، في مقابلة اعلامية تم اعدادها على عجل تزامنا مع حراكه السياسي، وقد ‏اتهم "البيك" الحريري بمحاولة اقصائه، وبعقد صفقة مع "الثنائي" الشيعي، والنائب ‏جبران باسيل، رافضا استقبال وفد "المستقبل"، فيما تحدث رئيس الحكومة الاسبق ‏نجيب ميقاتي بالامس عن نجاح مبادرة الحريري التي يؤيدها دون ان يوضح طبيعة ‏استنتاجه...‏



ولذلك تبقى الاسئلة مفتوحة على كافة الاحتمالات حول معايير تشكيل الحكومة العتيدة، ‏فيما يكرر الحريري طروحاته القديمة ويأمل الحصول على اجوبة مغايرة، وفيما اكدت ‏المصادر الرئاسية انه لم يجر في بعبدا الخوض في شكل الحكومة او طبيعتها، وانما ‏دار النقاش حول المبادرة الفرنسية، لم يحصل توسع في النقاش في عين التينة، وتقول ‏بعض الاوساط المطلعة ان الامور ليست مقفلة، لكن ثمة اسئلة تحتاج الى اجابات من ‏الحريري حيال موقفه من تسمية الاطراف السياسية للاختصاصيين؟ وهو "المفتاح" ‏الاساسي الذي سيسمح له بالحصول على المباركة "الشيعية" وبعدها "لكل حادث ‏حديث"، والصورة ستصبح اكثر وضوحا بعد بدء وفد "المستقبل" لزياراته.‏



‏ "اشتباك" دستوري ‏

في هذا الوقت، وعشية انطلاق مفاوضات الترسيم في الناقورة، برزت التباينات اللبنانية ‏من خلال اصرار الرئاسة الاولى على تضمين الوفد او "تفخيخه" بعضوين من خارج ‏المؤسسة العسكرية بعدما نجحت "الضغوط" في ثنيها عن اشراك دبلوماسيين ‏وسياسيين، فيما انفجرت ازمة "مكبوتة" بين الرئيس ميشال عون ورئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب الذي اعترض على تجاوز بعبدا للدستور وعدم التنسيق ‏معه في تشكيل الوفد، وهذا يطرح اكثر من علامة استفهام حول موقف لبنان التفاوضي ‏في مواجهة وسيط اميركي غير نزيه ومفاوض اسرائيلي يستفيد عادة من التناقضات ‏اللبنانية.‏

‏ لماذا "تفخيخ" الوفد اللبناني؟ ‏



ووفقا لاوساط مطلعة، تدخل حزب الله عبر الاعلان ان إطار المفاوضات يدور حول ‏موضوع محدد يتعلق بالحدود البحرية، وإعادة الاراضي وترسيم السيادة الوطنية، ‏وليس له علاقة لا بموضوع المصالحة مع العدو الصهيوني ولا بموضوع التطبيع الذي ‏اتبعته دول عربية لا تؤمن بمبدأ المقاومة، هذا الموقف كان أشبه بتحذير جعل الرئيس ‏ميشال يعلن اسماء الوفد المفاوض دون ان يضم شخصيات كبيرة من وزارة الخارجية ‏اللبنانية، وكذلك من القصر الجمهوري، واذا كانت دوائر القصر قد بررت وجود الخبير ‏نجيب مسيحي ضمن الوفد، باعتباره متخصصا مشهوداً له، فإن الاسئلة لا تزال تدور ‏حول الاصرار على وجود عضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط ضمن ‏الوفد، خصوصا انها شخصية مدنية لا عسكرية، والتفاوض لا يتم على الثروة النفطية ‏وانما على الحدود البحرية، فما الحاجة الى وجوده ضمن الوفد، أليست "دعسة" ‏ناقصة تعطي الانطباع ان الامر يتجاوز الطابع التقني ؟ وهل ما يحصل مجرد سوء ‏تقدير ام مبادرة "حسن نية" تجاه واشنطن، ويمنح الاسرائيليين مصداقية لشعورهم بأن ‏لبنان مأزوم لانه يعتبر ان التفاوض معها يشكل الفرصة الأخيرة لحل مشاكله ‏الاقتصادية؟!.‏

‏ ماذا خسر لبنان؟ ‏



ووفقا لتلك الاوساط، قد تكون هذه الخطوة نزعت من لبنان "ورقة" ضغط تفاوضية ‏كانت ستبلغ الى ديفيد شينكر لدى وصوله الى بيروت للطلب من إسرائيل تغيير تشكيلة ‏بعثتها، بحيث لن تكون هناك أي إشارة وحتى لو شكلية تدل على أن المفاوضات ‏سياسية وليست فنية، بعد أن اتضح ان الجانب الإسرائيلي سيشرك رؤوبين عزار، ‏المستشار السياسي لرئيس الحكومة، وألون بار رئيس الجهاز السياسي في وزارة ‏الخارجية، وهذا ما يعزز الشكوك اللبنانية، وخصوصا لدى حزب الله، ان إسرائيل ‏والولايات المتحدة تنصبان شركا سياسيا للبنان، هدفه تحويل النقاشات غير الرسمية إلى ‏مفاوضات سياسية ... فهل لا يزال هذا الطلب اللبناني ممكنا؟



تباين عشية التفاوض ‏

فعقب اعلان رئاسة الجمهورية عن اسماء الوفد، برز تباين "فاضح" بين الرئاستين ‏الاولى والثالثة تظهر بكتاب صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية ‏وجهه الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية يتعلق بتشكيل الوفد اللبناني الى التفاوض ‏التقني لترسيم الحدود، وأكد خلاله مكية ان التفاوض والتكليف بالتفاوض بشأن ترسيم ‏الحدود يكون باتفاق مشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزارء، مشيرا الى ‏ان اي منحى مغاير يشكل مخالفة واضحة وصريحة لنص الدستور. ووفقا للمعلومات، ‏فوجىء دياب بالاعلان الرئاسي دون حد ادنى من التنسيق معه، وهو ما يعتبره تجاوزا ‏صارخا لصلاحيات رئاسة الحكومة، وهو بنشر مضمون الكتاب اعلاميا يسعى الى ‏وضع الجميع امام مسؤولياتهم، وهو يؤسس لمرحلة لاحقة قد لا يكون مجلس الوزراء ‏مسؤولا عن نتائج ما يمكن ان يتحقق في التفاوض ما دام جرى تجاوز رئاسته، في ‏المقابل اعتبرت مصادرالقصر الجمهوري ان الاعتراض سياسي، وليس دستوريا، ‏وقالت ان الوفد تألف من قبل قيادة الجيش، وفقا لاتفاق الاطار، ورئيس الجمهورية قال ‏ان الوفد تألف، ولم يعلن انه هو من قام بتأليفه.‏



هكذا سيتم التفاوض؟ ‏

وكان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية قد اعلن عن "تشكيل الوفد اللبناني الى ‏التفاوض التقني لترسيم الحدود الجنوبية، وهو يتألف من: العميد الركن الطيار بسام ‏ياسين رئيساً، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة إدارة قطاع البترول ‏في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي". وأفيد بأن العقيد بصبوص يملك خبرة ‏في الجغرافيا، كذلك فإن الخبير مسيحي يملك خبرة في شؤون الطبوغرافيا، وقد تم ‏التراجع عن اشراك هادي هاشم الذي كان مديراً لمكتب الوزير جبران باسيل أو المدير ‏العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ما كان سيعطي المفاوضات طابعاً سياسياً تريده ‏اسرائيل، فيما لا تزال ثمة تحفظات على ضم رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وسام ‏شباط الى الوفد المفاوض، على اعتبار أن التفاوض هو على ترسيم الحدود البحرية ‏وليس على الثروة النفطية.‏



ووفقا للمعلومات، فإن الوفد اللبناني سيجلس في مقابل الوفد الإسرائيلي ولن تتم ‏مصافحة بين أعضاء الوفدين، وستتم المخاطبة بطريقة غير مباشرة من خلال ممثل ‏قيادة اليونيفيل، وسيتركز التفاوض على المنطقة المتنازع عليها بحرا، وبات لدى ‏المفاوض اللبناني خرائط تم اعدادها في قيادة الجيش تضيف نحو 840 كلم إلى المنطقة ‏الاقتصادية الخالصة للبنان، تضاف إلى الـ 860 كيلومتراً مربعاً "المتنازع عليها" ‏حالياً، ليصبح إجمالي المنطقة "المتنازع عليها" 1700 كيلومتر مربع. وبذلك تكون ‏قيادة الجيش قد تجاوزت في مطالبتها المساحة التي وضعت "إسرائيل" يدها عليها ‏بالاستناد الى الخطأ الذي ارتكبه لبنان عام 2006، باعتماد خرائط غير دقيقة.‏

وقد اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان ديفيد شينكر سيقوم بتسهيل الجلسة الافتتاحية ‏للمفاوضات بين الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية حول الحدود البحرية والتي يقوم ‏باستضافتها المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، وسينضم إليه السفير ‏جون ديروشر، الذي سيكون الوسيط الأميركي لهذه المفاوضات.‏

"الافخاخ" الاسرائيلية ‏

وعلى الرغم من اعلان وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، إن المباحثات ‏المقرّرة مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية ليست مباحثات للتطبيع أو للسلام وهي ‏مجرد محاولة لحل مشكلة الحدود البحرية وموضوع الغاز، تشير اوساط معنية بالملف ‏الى ان الحذر مطلوب من الوفد اللبناني، لان الوفد الاسرائيلي يأتي الى طاولة ‏التفاوض، وهو يملك تصورات غاية في "الدونية" تجاه المفاوض اللبناني، ومن يتابع ‏الاعلام الاسرائيلي يدرك ان المعلومة الرائجة هناك والتي تتكرر في مختلف وسائل ‏الاعلام، تفيد بأن الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قبل نحو شهرين والمصيبة التي ‏أوقعها على عاصمة لبنان كان المحفز الذي أدى إلى تغيير الموقف في أوساط أصحاب ‏القرار في قيادة الدولة، كما قالت صحيفة "اسرائيل اليوم" المقربة من نتانياهو، وبرأيها ‏فإن ما حصل جعلهم في بيروت يستوعبون أن منع الانهيار المتواصل للاقتصاد ‏اللبناني، الذي وصل إلى الإفلاس والعجز عن تسديد الديون، لن يكون ممكناً ألا من ‏خلال زيادة كبيرة لمداخيل الدولة من حقول الغاز التي اكتشفت في البحر المتوسط. ولن ‏يتم ذلك الا بحل الخلاف بين لبنان وإسرائيل حول قسم من الحقول، لانه دون ذلك لن ‏تأتي شركات الطاقة الكبرى لفتح حقول الغاز في مجال المياه الاقتصادية للبنان، وفي ‏وصفها للوضع اللبناني تختم الصحيفة بالقول "منذ فترة طويلة تغرق الدولة في أكوام ‏القمامة وتعاني أزمة طاقة خطرة تؤدي إلى توقفات شاملة للكهرباء والمياه، وهم ‏يعرفون أن منع المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية والبرية والخلاف مع ‏إسرائيل سيمنع ولسنوات طويلة إمكان أن يزيد لبنان مداخيله بشكل كبير لصندوق ‏الدولة الفارغ". ولا تخفي الصحيفة وجود رغبة اسرائيلية في استدراج لبنان الى "فخ" ‏التطبيع بالتأكيد انه وعلى خلفية الاتفاقات الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين، وحين ‏تصدر كل يوم تقديرات عن الدول العربية التالية التي ستطبع العلاقات مع "الكيان ‏الصهيوني" وحين تسمح السعودية لرحلات الطيران التجارية من إسرائيل بالمرور في ‏مجالها ... حين يحصل كل هذا، فسيفهم لبنان وحزب الله، على حد سواء، أن الشرق ‏الأوسط في ذروة تغيير واسع ... فهل سيبقون خارجه؟ هذه الاسئلة تضعها تلك ‏الاوساط برسم المسؤولين اللبنانيين!‏

التأليف قبل التشكيل؟ ‏

وفيما الارباك سيد الموقف صحيا، وتربويا، واقتصاديا، لا تزال التساؤلات كثيرة حول ‏خلفية مبادرة الرئيس سعد الحريري الذي يطرح نفسه المنقذ في الذكرى السنوية الاولى ‏على انتفاضة 17 تشرين التي اطاحت حكومته، ووفقا لمصادر سياسية مطلعة، فإن ‏لقاءات الحريري بالامس كانت مجرد عرض من قبله على موافقة القوى على ورقة ‏الرئيس ايمانويل ماكرون الاصلاحية، لم يتحدث بالتفاصيل السياسية، رغبة منه بعدم ‏الاصطدام مبكرا بالعوائق، وقال انه لاحقا سيتم نقاش شكل الحكومة وكيفية تشكيلها، ‏وحتى مساء امس لا اجوبة حول الاسئلة المصيرية التي سيتم الحصول على اجوبتها ‏لاحقا... وفي اشارة سياسية لافتة اكد الرئيس الاسبق للحكومة نجيب ميقاتي ان حكومة ‏اليوم لن تكون مماثلة لحكومة 2011 التي كان يسيطر عليها حزب الله، وقال لمحطة ‏‏"الحدث" السعودية "أطلقت مبادرة تكنو - سياسية، لكن مبادرة الحريري نجحت، وأنا ‏أدعمها"...؟!‏

التأليف قبل التشكيل؟ ‏

ففي مشهد "سوريالي"، لم ينتظر الرئيس الحريري تكليفه، وفي انقلاب واضح على ‏نظريته السياسية التي كانت تقول انه لا تأليف قبل التكليف، وبدأ يتصرف كرئيس ‏مكلف، مستبقا موعد الاستشارات النيابية يوم الخميس، باتصالات مع القوى السياسية ‏للاطلاع على موقفها من المبادرة التي يطرحها للتكليف والتأليف، وأساسها المبادرة ‏الفرنسية، وفي هذا السياق، زار قصر بعبدا وعين التينة حيث اكد رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون على وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لان الأوضاع ‏لم تعد تحتمل مزيداً من التردي، وشدّد على ضرورة التمسك بالمبادرة الفرنسية، فيما ‏كان الرد المسرب عن الرئيس نبيه بري مقتضبا، وخلاصته: "كما كنا... نزال" ازاء ‏المبادرة الفرنسية. وبعد اللقاء تحدث الحريري وقال ان الرئيس بري موافق وإيجابي ‏جدا بالنسبة للاصلاحات التي تتضمنها الورقة الاقتصادية، وهذا أمر مطمئن بالنسبة ‏إلي، وكان الحريري اكد بعد لقاء عون انه مقتنع بأن مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ‏ماكرون القائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب وتقوم بإصلاحات ‏محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهرا معدودة، مشددا على انها الفرصة الوحيدة ‏والأخيرة الباقية لوقف انهيار البلد وإعادة إعمار بيروت، وأن لا وقت لدينا لإضاعته ‏على المهاترات السياسية. وإذا أراد أحد تغيير مفهومها فليتحمل المسؤولية. ويتألف ‏الوفد الذي شكله الحريري لزيارة الكتل النيابية والاحزاب برئاسة النائبة بهية الحريري ‏من النائبين سمير الجسر وهادي حبيش وسيبدأ جولته من "بنشعي" اليوم".‏

هل تدخل باريس على "الخط"؟ ‏

في هذا الوقت، لم تتحول بعد مسألة تمثيل حزب الله في الحكومة اللبنانية، سواء شكل ‏الرئيس الحريري الحكومة أو أي شخص آخر، إلى اولوية في النقاشات لدى الفرنسيين ‏الذين لم يدخلوا بعد على "خط" المبادرة الجديدة التي يسوق لها رئيس تيار المستقبل، ‏وحتى الان لا يزال موقف الولايات المتحدة "صارما" لجهة اقصاء الحزب عن كل ‏موقع له تأثير سياسي في الساطة التنفيذية، في حين تتطلع باريس لتشكيل أي حكومة، ‏بشرط أن تبدأ في تطبيق الإصلاحات التي تمكنها من ضخ المساعدات التي ينتظرها ‏لبنان، ولا تتوقف عند التركيبة السياسية خاصة اذا ما غلفت بغطاء "الاختصاصيين".‏

"النفاق" الاميركي ‏

وحتى تنجلي مسألة القبول بترؤس الحريري للحكومة من عدمه لان البعض يشترط ‏عدم وجوده على رأسها، اذا كانت ستكون من المختصين، فإن الاوساط الفرنسية ‏المعنية بالملف اللبناني تحدثت امام شخصيات لبنانية بارزة عن قدر كبير من "النفاق" ‏في الموقف الاميركي، خصوصا بعدما وافقت إسرائيل ولبنان على البدء بمفاوضات ‏حول ترسيم الحدود البحرية بينهما، وهي مفاوضات تجري في ظل حكومة لبنانية ‏يشارك فيها حزب الله، وإذا كانت إسرائيل قبلت اجراء مفاوضات مع حكومة كهذه، ‏فلماذا تكون الولايات المتحدة "ملكية" اكثر من "الملك"؟ الا اذا كان التشدد يهدف ‏اولا واخيرا الى منع فرنسا من تحقيق اي انجاز دبلوماسي في الشرق الاوسط. ومن ‏هنا، تشير اوساط سياسية مطلعة الى ان باريس لا تزال تترقب مسار الاحداث، "ليبنى ‏على الشيء" مقتضاه لاحقا، وكيلا يصابوا بخيبة امل مرة جديدة في فترة زمنية ‏قياسية، مع العلم ان التوجه الغالب لدى الفريق الفرنسي العامل على خط الازمة اللبنانية ‏هو بالتحرك بعد الاستحقاق الانتخابي الاميركي، وعندئذ سيكون هناك كلام آخر مع ‏الاميركيين سواء عاد ترامب او ربح بايدن.‏

"رسالة" سعودية عبر جنبلاط؟ ‏



من جهته عبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن غضبه من الرئيس ‏الحريري معلنا عدم استقباله لوفد "المستقبل"، متهما اياه بعقد "صفقة" مع "الثنائي ‏الشيعي" وجبران باسيل، واشار الى أن الأعراف الدستورية تغيّرت، فبحسب الدستور ‏تسمى الكتل من بعبدا وحسب الأصوات يكلف الرئيس أما اليوم فهناك عرف جديد ‏وتكليف ذاتي‎...‎

وقال ان المواصفات تتغيّر ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري يقول يريد حكومة ‏اختصاصيين دون سياسيين، لكن نسأل أليس هو سياسياً؟ وأكد جنبلاط انه اكد للرئيس ‏إيمانويل ماكرون انه من الأفضل أن يكون شخصاً ثانياً بدلاً من الحريري ووقتئذ كان ‏الاسم نواف سلام فاسم سعد الحريري مجددا قد يثير غضب الشارع لكن هو أخذها ‏شخصية. واضاف: الحريري سلّم الدولة اللبنانية في السنوات الثلاث الأخيرة للثنائي ‏الشيعي والتيار الوطني الحر المتمثل بجبران باسيل. وأضاف : الحريري سمى نفسه ‏وليس هناك حاجة أن نذهب إلى بعبدا ومن الممكن أن تكون هناك صفقة مع جبران ‏والثنائي ورفضت أن أستقبل وفد كتلة المستقبل لأن ليس هكذا يعامل وليد جنبلاط. ‏وكشف ان الرئيس نجيب ميقاتي اتصل بوائل أبو فاعور وأبلغنا أنّ الدروز سيتمثلون ‏بعباس الحلبي وزيراً للتربية وقال: "إنت يا شيخ سعد سياسي، بكرا بدك تجيب ملائكة ‏وزراء؟ وحركة أمل هل رح يجيبوا روّاد الفضاء وزراء؟وقال : أتكلم من منطلق ‏وطني وأسأل لماذا المالية والداخلية وزارات مُحرّمة على الدروز ألأنهم أقلية؟. وعندما ‏استلمنا الصحة هل فشلنا فيها؟ ولوزارة الصحة أسمّي بلال عبدالله أو وليد عمّار، ما ‏المشكلة؟ أطلب من السلطة المكونة من حزب الله وحركة أمل والمستقبل وغيرهم أن ‏يعتبروا أن هناك مكوناً أساسياً في البلاد اسمه المكون العربي الدرزي، وسأل "لماذا ‏يريدون إلغائي؟ الحريري سياسي ويتّصل بقوى سياسية وحزب الله حاكم البلد ‏والحريري مشارك في الحكم وجعجع أيضا.‏



آخر همنا الصواريخ! ‏

وشدد جنبلاط على أن "المهم أن نعود لبرنامج ماكرون والبند الأول الذي وضعته هو ‏كورونا والاستشارات انتهت ذاتيا وليس من مصلحة حزب الله أن تنهار البلاد إلى هذه ‏الدرجة ويمكنهم أن يعطونا أملاً، "آخر همنا" الصواريخ، همنا التهريب، والمال في ‏المركزي سينفد. ولفت جنبلاط الى انه تناول العشاء مع سمير جعجع الذي يشعر انه ‏قوي انتخابيا ويريد انتخابات مبكرة وبعدها ينادي بإسقاط ميشال عون.‏



كورونا "والكارثة"؟ ‏



وقبل الاحتجاجات المرتقبة يوم غد، رفضا لرفع الدعم، وفيما اعلنت الصيدليات ‏الاضراب اليوم، اعلنت وزارة الصحة عن 1056 إصابة بفيروس "كورونا"، ‏وتسجيل 7 وفيات جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وذلك وسط تفاوت في التزام ‏المناطق بقرار العزل الذي يشمل 169 بلدة. وفيما حذر نقيب أصحاب المستشفيات ‏الخاصة سليمان هارون ان لبنان امام أسبوعين كارثيين، وقال ان إقفال البلد لأسبوعين ‏غير كافٍ، لافِتًا إلى أنّ "هناك نقصا كبيرا في الطواقم الطبية في المستشفيات، اعلن ‏وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن بعد اجتماع اللجنة العلمية في ‏الوزارة ان علينا ان نتكيّف مع هذا الوباء وان نتعامل معه بحكمة وحذر والا نواجهه ‏ان لم نكن قادرين على ذلك وان ننظر الى ان حماية المجتمع هي مسؤولية الجميع. ‏وقال حسن في مؤتمر صحافي "نحن نعيش المشهد الاسباني بنسبة الاصابات لا بعدد ‏الوفيات"، معتبراً ان القرار بالاقفال في مناطق حيوية قد يكون عاملا ايجابيا للحد من ‏انتشار العدوى‎.‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024