منذ 3 سنوات | لبنان / الشرق

 كتبت صحيفة " الشرق " تقول : أعلن الرئيس سعد الحريري "ان لا وقت لدينا لاضاعته على المهاترات السياسية"، مؤكدا اقتناعه ب"أن مبادرة ‏الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب وتقوم بإصلاحات ‏محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهرا معدودة"، مشددا على "انها الفرصة الوحيدة والأخيرة الباقية لوقف انهيار ‏البلد وإعادة إعمار بيروت، وإذا أراد أحد تغيير مفهومها فليتحمل مسؤوليته امام اللبنانيين ويبلغهم بهذا الأمر‎".‎

زار الحريري أمس، كلا من رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري‎.‎

وأكد الرئيس عون في خلال اللقاء وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لان الأوضاع لم تعد تحتمل مزيداً ‏من التردي، وشدّد على ضرورة التمسك بالمبادرة الفرنسية‎.‎



وفي بعبدا، أدلى الحريري، بتصريح بعد اللقاء: "لقد قلت أن هدفي هو تعويم مبادرة الرئيس ماكرون، لأنها الفرصة ‏الوحيدة والاخيرة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت. ومع الاسف، ما رأيناه في الإعلام من كلام ‏وتسريبات ومواقف، لم تكن له علاقة بهذه المبادرة وببنودها الإصلاحية والاقتصادية، وكان كله كلام بالمحاصصة ‏الحكومية والشروط الحزبية، أي كلام خارج الموضوع‎".‎



أضاف: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وأبلغته أني سأرسل وفدا للتواصل مع جميع الكتل السياسية الرئيسية للتأكد من ‏أنها ما زالت ملتزمة بالكامل بنود الورقة التي وافقت عليها سابقا في مطلع الشهر الماضي في قصر الصنوبر في ‏حضور الرئيس ماكرون. الهدف من السؤال، هو أني مقتنع أن مبادرة الرئيس ماكرون هي الفرصة الوحيدة والاخيرة ‏الباقية لبلدنا لوقف الانهيار وإعادة اعمار بيروت‎".‎



وتابع: "جميع القوى السياسية، وجميع اللبنانيين يعرفون ذلك، ويعرفون أنه لم يعد لدينا وقت لنضيعه على مهاترات ‏سياسية، وأن الانهيار الكبير يهدد بلدنا بمزيد من المآسي ويهدد الدولة بالزوال الكامل‎.‎



هذه هي الفرصة الاخيرة، هذه المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم ‏بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهرا معدودة. وهنا من المهم أن نكرر، أن عدم وجود أحزاب في ‏الحكومة هو لأشهر معدودة فقط، أي أننا كأحزاب لن نموت، ولتنفيذ اصلاحات اقتصادية مالية وادارية فقط لا غير. ‏والجميع يعرفون السبب، وهو أن جميع الحكومات التي شكلت على الاسس التقليدية لتمثيل الاحزاب، فشلت ‏بالإصلاحات، وأوصلتنا وأوصلت البلد للانهيار الكبير الذي نعيشه اليوم‎".‎



ولفت الحريري الى ان "الاصلاحات وجدولها الزمني محددة ومفصلة في ورقة قصر الصنوبر، التي هي بمثابة بيان ‏وزاري للحكومة الجديدة"، وقال:"تشكيل مثل هذه الحكومة والقيام بهذه الاصلاحات يسمح للرئيس ماكرون، حسبما ‏تعهد امامنا جميعا، بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار في لبنان، وتوفير التمويل الخارجي للبنان، وهي الطريقة ‏الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب الذي نعاني منه جميعنا، كبلد وكدولة وكمواطنين. وهنا أسمع كلاما كثيرا حول دول ‏موافقة وأخرى غير موافقة، الرئيس ماكرون تعهد، هل تفهمون ما معنى ذلك؟ معناه أنه سيعقد المؤتمر وسينتشل لبنان ‏من الانهيار، وذلك بحسب ما قال لنا في قصر الصنوبر وما قاله للبنانيين في مؤتمره الصحافي‎".‎

وأردف قائلا: "أبلغت فخامة الرئيس أنه اذا تبين لي بنتيجة الاتصالات، أن قناعة الكتل السياسية الرئيسية ما زالت ‏قائمة لإعطاء الثقة لمثل هذه الحكومة وليصوتوا لإصلاحاتها في البرلمان، كما التزموا امام الرئيس ماكرون، فهكذا ‏حكومة هي من تقوم بالاصلاحات. اما اذا كانت نتيجة الاتصالات أن هناك من غير رأيه، أو غير كلامه السابق بأنه ‏مع المبادرة الفرنسية، أو أنه يريد الآن أن يغير مفهوم هذه المبادرة، وخاصة في الشق الاقتصادي فيها وشق ‏الاختصاصيين، مع علمه المسبق أن ذلك يفشلها، فليتفضل يتحمل مسؤوليته امام اللبنانيين ويبلغهم بهذا الأمر‎".‎



وختم الحريري: "أنا مع جميع اللبنانيين، أراهن على حكمة القوى السياسية، وعلى تعاملها الواقعي والايجابي مع ‏الفرصة الوحيدة وعلى قناعتها أنه لا يوجد طريق آخر لوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت. وهذا كان موقف فخامة ‏الرئيس أيضا، وهذا الأمر يشجعني على مواصلة الجهود لإنجاح مبادرة الرئيس ماكرون‎".‎



عين التينة:

"ومن مقر الرئاسة الثانية، وصف الحريري اللقاء مع الرئيس نبيه بري بـ"الايجابي"، لافتا الى انه تم ‏مناقشة الورقة الاصلاحية للمبادرة الفرنسية والرئيس بري كان واضحًا بأنه موافق على الاصلاحات وهذا ما يطمئن". ‏وقال: "التقيت دولة الرئيس بري وكان اجتماعا إيجابيا، ناقشنا فيه الورقة الاقتصادية والإصلاحية للمبادرة الفرنسية، ‏وكان الرئيس بري واضحا بأنه موافق وإيجابي جدا بالنسبة للاصلاحات التي تتضمنها الورقة الاقتصادية، وهذا أمر ‏مطمئن بالنسبة إلي. أما بالنسبة لوفد كتلة المستقبل الذي سيزور الكتل النيابية، فقد اتفقت مع الرئيس بري على أنه، بما ‏أني التقيت معه ودخلنا في تفاصيل هذا الأمر، فإنه لا داع لأن يزور الوفد كتلة حركة أمل، وسنكتفي بلقائي الرئيس ‏بري، هذا على صعيد الشق الإصلاحي. وغدا، ستكون هناك عدة اجتماعات يجريها وفد الكتلة الذي سأرسله للقاء عدة ‏كتل، وخاصة تلك التي كانت حاضرة في قصر الصنوبر، لمناقشة ورقة الإصلاحات. وحين يكون لدي الجو النهائي ‏لكل هذه الكتل ورأيها بهذا الموضوع، عندها نناقش الأمور الأخرى‎".‎



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024