منذ 3 سنوات | لبنان / الديار

 كتبت صحيفة " الديار " تقول : بانتظار رد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "الحاسم" اليوم على "هجوم" ‏الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ساد "الجمود القاتل" على الساحة اللبنانية، لا ‏اتصالات داخلية او محلية، ولا استشارات نيابية قريبا، الاستسلام الفرنسي للارادة ‏الاميركية، واستخدام "منصة" الفشل للهجوم على الحزب، يضع البلاد امام ‏‏"المجهول" في ظل انهيار اقتصادي، وصحي، وتحريك للخلايا الارهابية، تزامنا مع ‏تطورات اقليمية شديدة الخطورة حيث يعاد رسم خريطة المنطقة بدءا من "التطبيع" ‏المتسارع بين دول الخليج واسرائيل، وانتهاء بتهديد الامن القومي الايراني -الروسي ‏في الجبهة الجديدة المفتوحة على كافة الاحتمالات بين ارمينيا واذربيجان.‏



‏ "استسلام" ماكرون... والبند السابع؟

هكذا استسلم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "الضعيف" امام الادارة الاميركية التي ‏لم تمنحه الفرصة لاثبات وجوده على الحوض الشرقي للبحر المتوسط، ولم يمنحه ‏الرئيس دونالد ترامب فرصة مناقشة الازمة معه "هاتفيا"، وبحسب اوساط دبلوماسية ‏مطلعة، ظن ماكرون ان بامكانه تجاوز حدود الدور الممنوح له كراع للؤتمرات ‏المانحة، وإيجاد مساحة ريادية مستقلة عن الاميركيين على الساحة اللبنانية والمنطقة، ‏لكن "الرسالة" كانت شديدة الوضوح، "ممنوع تجاوز حدود "اللعبة" التي تديرها ‏واشنطن الان"، وفي "رأس" اهدافها اضعاف حزب الله سياسيا تمهيدا للاجهاز عليه ‏عسكريا على "طريق" "التطبيع" الجاري مع اسرائيل، ولذلك عندما انساق ماكرون ‏باستراتيجيته "الناعمة" لمطالب واشنطن بإبعاد حزب الله عن السلطة التنفيذية، فهمت ‏‏"حارة حريك" جيدا طبيعة "الرسالة" "والمهمة" ومدلولاتها، فجاء الجواب حاسما ‏بانه لا مجال للتراجع لان ما هو مطلوب مجرد بداية لسلسلة من المطالب التنازلية ‏ستنتهي حكما بمواجهة داخلية مع حكومة ستتطور مهامها باتجاهات خطرة ستدفع ‏البلاد الى صدام يستدعي حكما تدخلا دوليا تحت البند السابع..‏

تهديد بالسيناريو المخيف ‏

هذا السيناريو "المخيف"، لم يكن مجرد تكهنات، وما ذكرته "الديار" في عدد يوم ‏الجمعة الماضي عن تحذيرات اوروبية من تصعيد اسرائيلي يواكب التطورات في ‏المنطقة، لم يكن سوى احد المؤشرات الدالة على حجم الضغوط التي تمارس على ‏‏"الثنائي الشيعي" لتمرير ما هو مطلوب "والا"، وهذه التسريبات لم تكن مجرد تحذير ‏بقدر ما هي رفع لمستوى الضغوط عبر التهديد "بالعصا" الاسرائيلية لاعادة انعاش ‏‏"المبادرة الفرنسية" التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة، وبانتظار انتهاء التحقيقات، جاء ‏انفجار بلدة عين قانا في توقيت مريب، ليضع هذه التهديدات في اطار عملي وليس فقط ‏تهويلياً، فيما اعيد "انعاش" المجموعات التكفيرية على نحو مثير للقلق والريبة في آن ‏واحد.‏



اين فشل الرئيس الفرنسي؟ ‏

وفي هذا السياق، تقول اوساط مقربة من "الثنائي الشيعي"، لا يمكن للرئيس ماكرون ‏ان يتحول الى منقذ فيما يطالب الافرقاء اللبنانيون، وفي مقدمهم حزب الله، تقديم ‏تنازلات مصيرية في توقيت دقيق، فقط لانه لا يريد ان يبدو "مغفلا" وعاجزا امام ‏الولايات المتحدة ومن معها من حلفاء خليجيين حددوا هدفهم بوضوح ودون مواربة ‏‏"حان الوقت للقضاء على الحزب"، ومشكلة الرئيس الفرنسي انه انخرط في معركة ‏انقاذ "ماء وجهه" ولم يلتفت للحظة الى انه ذهب الى العنوان "الغلط".اما اتهاماته ‏لحزب الله فليست في مكانها لانه يدرك جيدا ان الحزب نفذ ما وعد به، لكن الانقلاب ‏على المبادرة جاء من الاخرين..‏

ترامب يتجاهل ماكرون ‏

ووفقا للمعلومات الدبلوماسية، حاول التواصل ماكرون مع الرئيس الاميركي دونالد ‏ترامب اكثر من مرة، لكن الاخير لم يمنحه الفرصة بحجة انشغالاته بالحملة الانتخابية، ‏وهكذا لم تحصل المبادرة على "غطاء" الاصدقاء والحلفاء، وهو امر لم يحصل عليه ‏ماكرون لانه نسي بانه تحول منذ "الانزال" الذي نفذه على مرفأ بيروت الى منافس ‏غير مرغوب به، وبدأ اطلاق "النار" الاميركي منذ اللحظات الاولى عبر رفع ‏‏"العصا" الغليظة تحت عنوان العقوبات، وبعدها عمد وزير الخارجية مايك بومبيو الى ‏تأنيبه عبر الاعلام الفرنسي، فيما تعمدت السعودية عدم ابداء اي تعاون بحجة ‏‏"الانكفاء" عن الساحة اللبنانية، دون ان تنسى التذكير "بالفيتو" المفروض على ‏الرئيس سعد الحريري، وهنا برز حجم "الورطة" الفرنسية التي بدات تتظهر بالموقف ‏المتشدد لرؤساء الحكومات السابقين الذين "اخترعوا" "مشكل" بطلب فرنسي خليجي ‏مباشر، وبتواطؤ فاضح من عدد من فريق العمل الفرنسي الذي ظن انه بامكان ارضاء ‏الاميركيين لتمرير "المبادرة"..‏

مبادرة غير "قابلة للصرف" ‏

وحتى عندما استخدم ماكرون "مونته" الشخصية على الرئيس الحريري للتخلي عن ‏‏"شرط" عدم منح وزارة المال للطائفة الشيعية، تم الالتفاف على هذه "المونة" ببيان ‏مستفز وصادم يوحي شكلا "بتجرع السم" وتقديم التنازلات، فيما كان المضمون ‏‏"المنسق" مع رعاة الحريري، غير قابل للصرف، خصوصا بعدما شرب الحريري ‏فجأة "حليب السباع" ودخل في مواجهة غير مسبوقة مع الرئيس نبيه بري، وخسر ‏عمليا الرجل الذي كان في اوقات الشدة "يدور الزوايا" مع حزب الله، لكنه هذه المرة ‏وجد نفسه في "صلب" المعركة بعدما غير خصوم الحزب في واشنطن ودول الخليج ‏مقاربتهم للساحة اللبنانية وبات الفصل بين "الثنائي الشيعي" وفق النظرية القديمة ‏ملغياً، حيث بقي رئيس المجلس النيابي لسنوات ممثلا "للجناح السياسي" الذي تتم معه ‏عملية التفاوض، ولكن كل شيء تغير الان، وبات "الثنائي" رزمة واحدة يتم التعامل ‏معه "كجناح عسكري" يجب اضعافه.‏

هذا ما جرى مع بري؟ ‏

ووفقا للمعلومات، كان الفرنسيون يعلمون ان ما قدمه الحريري غير كاف، ولكنهم كانوا ‏يدركون ايضا ان الرجل لا يمكنه تقديم اكثر من ذلك، فهو يتصرف بحدود ضيقة لا ‏يستطيع الخروج عنها، ولولا فضل ماكرون في اخراجه من "الاحتجاز" في السعودية ‏لما تجاوب مع هذه الخطوة الشكلية، ولذلك تحركوا مجددا على خط اقناع "الثنائي ‏الشيعي" بالقبول بما تقدم لانه افضل الممكن، وجرى الاتصال مباشرة بالرئيس بري، ‏وكذلك عبر النائب السابق وليد جنبلاط الذي كان قد التقى ايمانويل بون في باريس ‏وطلب منه محاولة "المونة" على رئيس المجلس لانقاذ "ماء وجه" رئيسه، لكن ‏رئيس المجلس اختار "النأي" بنفسه عن اتخاذ القرار، ولانه لم يكن راغبا بالصدام مع ‏الفرنسيين، ابلغهم، كما ابلغ جنبلاط انه غير قادر على التراجع وهو تحت "ضغط" ‏كبير يمنعه من القيام بذلك، موحيا بان القرار ليس عنده، وهو ما ظهره جنبلاط الى ‏العلن كخدمة "لصديقه" في "عين التينة"، وهذا ما ترجمه ماكرون في مؤتمره ‏الصحافي بالهجوم المباشر على حزب الله مع غياب "التقريع" عن رئيس المجلس ‏النيابي.‏

لماذا انهار الفرنسيون؟ ‏

وفي هذا السياق، تؤكد اوساط مواكبة للمبادرة، ان الاخفاق يقع على عاتق الفرنسيين ‏الذين اثبتوا انهم "هواة" في لعبة الدبلوماسية الدولية، وصدقوا لوهلة ان الاميركيين ‏سيمنحونهم الفرصة لتحقيق مكاسب خارجية تتعارض مع استراتيجيتهم عشية انتخابات ‏يخوضها دونالد ترامب دون هوادة داخليا وخارجيا، واذا كان لم يتوان عن وضع بلاده ‏على حافة حرب اهلية، ويسوق العرب "قطعانا" نحو "الحضن" الاسرائيلي، فهل من ‏يظن انه سيمنح "قبلة الحياة" لحليف ايران على الساحة اللبنانية بعدما خاض ‏استراتيجية ناجحة افضت الى انهيار البلاد اقتصاديا، وينظم حملة اعلامية وسياسية ‏غير مسبوقة "لشيطنة" الحزب وسلاحه كمقدمة للتخلص منه في التوقيت المناسب، ‏وقد تبين ان ما هو مسموح اميركيا لماكرون هو فقط الاشراف على احتفالية مئوية ‏لبنان، واظهار التعاطف مع البلد المنكوب، ممنوع الدور "المستقل"، ممنوع ‏‏"استيعاب" حزب الله، فاصطدم الدور الفرنسي "الناعم" بالدورالأميركي "الخشن"، ‏فانهار الاول لانه لا يملك مقومات الصمود.‏

وعود فرنسية "غير قابلة للصرف"‏

وفي هذا السياق، لم يجد حزب الله ما يربحه لتسهيل نجاح المبادرة الفرنسية على ‏حسابه، اولا ليس من عاداته ان يقدم اي شيء بالمجان، وثانيا لم يكن لدى ماكرون ما ‏يمنحه لتبرير "الانحناء" امام "العاصفة" الاميركية، وحتى التهويل بالتدخل ‏الاسرائيلي لا يستطيع ان يلوي "ذراع" الحزب العارف ان زمن التهديد والوعيد ‏بإسرائيل اصبح وراءنا، واي مغامرة ستكون مكلفة جداً للمعسكر الاخر. وحتى في ‏البعد الاقتصادي لم يقدم الفرنسيون ما يمكن وصفه بالمبادرة الانقاذية التي يروج لها ‏الجميع باعتبارها الفرصة الاخيرة، وحاولوا من خلالها التهويل على "الثنائي" عبر ‏تحميله مسؤولية الانهيار القادم، ففرنسا هي الدولة التي كفلت كل مؤتمرات إقراض ‏لبنان من "باريس1" الى مؤتمر"سيدر"، لكنها ليست المانح الأول للقروض ‏والتسهيلات المالية، فالاموال هي سعودية وخليجية بغطاء اميركي، وهذا الامر غير ‏متوافر الان وهذه الدول تسعى الى تنازلات سياسية مقابل اي عملية انعاش اقتصادي، ‏وفرنسا العاجزة في السياسة لن تكون قادرة على الانجاز في الاقتصاد، وهي عمليا ‏تطلب تنازلات سياسية من حزب الله، دون مقابل، وهذا امر غير قابل "للصرف".‏

ترويج اميركي "للتطبيع"! ‏

ومن هنا، عاد ماكرون الى التسليم "بالقدر" الاميركي، رابطا الحل اللبناني ‏بالانتخابات الاميركية، وهو يعلم جيدا ان دوره وصل الى نهاية الطريق، فالسياسة ‏الأميركية التصعيدية متواصلة ضد حزب الله، ووفقا للمعلومات تتجه واشنطن الى مزيد ‏من التصعيد في المرحلة المقبلة، وهذا الضغط يتجاوزالتوتر مع إيران، وثمة من ‏يتحدث في واشنطن عن رغبة أميركية مثيرة "للدهشة" تقوم على ضرورة انخراط ‏لبنان في عقد صفقة "سلام" مع اسرائيل، بدءا من ترسيم حدوده البرية والبحرية ، ‏ولان الاسرائيليين كانوا واضحين في تحديد المخاطر الاستراتيجية، ووضعوا حزب الله ‏في "رأس القائمة"، فان تحييد هذا الخطر بات في قائمة الاولويات، وهنا تثار الكثير ‏من علامات الاستفهام حول هذه الاستراتيجية "غير الواقعية"، فبوجود حزب الله ‏القوي ستبقى الرغبات الاميركية "بالتطبيع" مجرد "اوهام"، وهنا يأتي دور السؤال ‏الاكثر اثارة للقلق: هل ستكتفي واشنطن بالضغط الاقتصادي لتغيير المعادلة؟ واذا فشلوا ‏اقتصاديا، في فرض الاستسلام، كيف سيترجمون ذلك على ارض الواقع؟ انها اسابيع ‏واشهر صعبة تنتظر لبنان، كما يقول دبلوماسي رفيع المستوى في بيروت.‏

رد نصرالله اليوم

وفي هذا السياق، يخرج حزب الله عن "صمته" مساء اليوم، من خلال اطلالة حاسمة ‏للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث سيضع "النقاط على الحروف" ‏لشرح ملاباسات "سقوط" المبادرة الفرنسية، والمحاولات "الظالمة" والتجني في ‏تحميل حزب الله المسؤولية عن إفشالها،خصوصا الاتهامات التي ساقها الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون، لجهة عدم احترام الوعد، وعدم احترام اللبنانيين وترهيبهم ‏بالسلاح، كلام جديد غير مسبوق لدولة تملك العدد الاكبر من الجنود في "اليونيفيل"، ‏وتعرف جيدا ان حزب الله لم يتخل يوما عن التزاماته، وهي امور يرى فيها "الثنائي" ‏الكثير من التجني وعدم الشفافية، ولذلك فان تعامل الحزب مع الدور الفرنسي سيكون ‏مختلفا بعد مؤتمر ماكرون الصحافي، وهو امر سينعكس في كلام نصرالله الذي ‏سيتطرق ايضا الى الاوضاع الامنية في البلاد، والتهديدات الاسرائيلية، وآفاق المرحلة ‏المقبلة، وكيفية الخروج من المأزق الراهن وسيجدد النصيحة للبعض بعدم الرهان على ‏الخارج الذي لن يستطيع ان يزحزح الحزب عن قناعاته "قيد انملة".‏



‏ "استياء" بري.. ورد قبلان

في هذا الوقت، تبدو"عين التينة" "مستاءة" من كلام الرئيس الفرنسي، لكنها آثرت ‏عدم التعليق على ما ورد في مؤتمره الصحافي، واكتفى النائب علي حسن خليل بالقول: ‏المبادرة التي اتفق على تفاصيلها مكتوبة وموزعة ومعروف ما ورد فيها... من جهته ‏اصدرالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانا اكد فيه أن ما عرضه الرئيس ‏الفرنسي فيه ظلم سياسي فادح، وفي رد على ماكرون رأى أن من يخوض معركة ‏حماية لبنان هو مقاومة وليس ميليشيا، والمبادرة الفرنسية يجب أن تمر بالثقل التمثيلي ‏للمكونات الوطنية، والانحياز الفرنسي يجب أن يكون للبنان وليس لفريق وظيفته قطع ‏الشوارع أو الضغط بالاقتصاد واللعب بالدولار، ونحن منفتحون جدا على المبادرة ‏الفرنسية، لكننا لن نقبل بأقل من مصلحة المكون الوطني والتهديد فيه عيب كبير، ‏والشكوك تزداد لدينا، والمطلوب ضمانات وليس إعلانات، والمطلوب ايضا بحسب ‏قبلان، هو تشكيل حكومة وزن وطني وليس حكومة وكالة دولية، وأذكر الجميع بأن ‏الظلم علمنا أن نتحمل ونصبر كي ننتصر. واقرؤوا تاريخنا جيدا.‏



‏ "المستقبل" يبرر؟ ‏

وفيما عاد السفير مصطفى أديب عاد إلى مركز عمله في سفارة لبنان في ألمانيا، ‏حاولت مصادر"تيار المستقبل" لبننة "التعطيل" من خلال التأكيد ان ما جرى كان ‏بالاتفاق مع رؤساء الحكومات السابقين الذين قرروا السير بالقواعد التي حددها الرئيس ‏المكلف لتشكيل الحكومة والتي تتمشى مع مبدأ المداورة التي وافق عليها رئيس ‏الجمهورية والبطريركية المارونية ومعظم الكتل النيابية، بالتالي مبدأ المداورة هو أمر ‏توافقت عليه معظم الأطراف الداخلية، ولكن وعندما اصطدم هذا الموقف بإصرار ‏الثنائي الشيعي على التسمية، أعلن الحريري أنه كان له شرف التنازل لمصلحة البلد، ‏لكن الطرف الاخر لم يتجاوب مع "المبادرة"، والرئيس ماكرون كان واضحا حين ‏سلط الضوء على القوى السياسية التي عرقلت التأليف وقد سماها بالاسم.‏

لا استشارات قريبا ‏

في هذا الوقت، اكدت مصادر بعبدا انها في مرحلة تقييم لكل ما جرى، ولا سيما بعد ‏اعتذار الرئيس مصطفى أديب لمعرفة ما هي الخطوة التالية، وقالت الذي حصل مع ‏اديب وضع اطرا جديدة لمقاربة الملف الحكومي ورئيس الجمهورية سيرى كيف ‏ستكون الخطوة التالية وفق الالية الدستورية، لكن لا دعوة لاستشارات نيابية ملزمة ‏خلال الأيام المقبلة، لا يمكن لاحد المزايدة في هذا الشان لان التجربة اثبتت ان الرئيس ‏كان محقا في مقاربته لضرورة الحصول على تفاهمات سياسية قبل الدعوة ‏للاستشارات. وقد اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تمسكه بالمبادرة ‏الفرنسية وجاء ذلك خلال استقباله في قصر بعبدا، سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه ‏في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان، وأسف الرئيس لعدم تمكن ‏الرئيس المكلف مصطفى اديب من تشكيل الحكومة الجديدة وفق مندرجات مبادرة ‏الرئيس الفرنسي.‏

تشدد طهران.. واهتمام موسكو ‏

وفيما ابلغ نائب وزير الخارجية الروسي مخائيل بوغدانوف سفير لبنان لدى روسيا ‏شوقي بو نصار، عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى ‏لبنان اواخر شهر تشرين الاول المقبل للقاء كبار المسؤولين، في اشارة واضحة على ‏الاهتمام الروسي بدعم لبنان للخروج من ارضاعه الصعبة، خرج المتحدث باسم ‏الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، بموقف لافت تعليقا على تصريحات الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون حول لبنان، وقال "ان موضوع لبنان ملف داخلي يجب حله ‏ضمن البيت اللبناني" ومشيرا الى أنه "توجد بين إيران وفرنسا محادثات لكن طهران ‏لا تدعو أي دولة أجنبية للتدخل في لبنان".‏

تحذير من الانهيار الصحي ‏



صحيا يتواصل "غزو" "كورونا" للمناطق اللبنانية مع وصول القدرة الاستيعابية في ‏المستشفيات الحكومية في بيروت، والشمال، الى طاقتها القصوى، وفيما سجلت 1018 ‏اصابة جديدة بالامس و4 حالات وفاة، حذرت مستشارة رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال حسان دياب للشؤون الطبية بترا خوري، ان لبنان دخل حالة انتشار عالية ‏جدا، ونحن اليوم في آخر مرحلتين للانتشار، وأي بلد تتخطى نسبة انشغال أسرة العناية ‏المركزة الـ 90%، يعد في أعلى نسبة انتشار. وحذرت خوري ان استمرار التفشي ‏على هذا المنحى يعني ان المرضى سيصلون للطوارئ ويضطرون للبقاء هناك لأنه لا ‏يوجد سرير مخصص لهم موضحةً انه خلال المراحل الاولى من انتشار كورونا، تم ‏وضع خطة لزيادة عدد الاسرة بالاتفاق مع المستشفيات، واليوم علينا أن نستكمل هذه ‏الخطة. كما يجب أن يتم الاتفاق بين المستشفيات الخاصة ووزارة الصحة على زيادة ‏القدرة الاستيعابية لها‎.‎

الاصابات في "القصر"؟ ‏

من جهتها، اعلنت "الانروا" ان عدد المصابين الفلسطينيين في لبنان "بكورونا" منذ ‏انتشار الوباء بلغ 942حالة مع تسجيل 330 حالة وفاة، وعشية جلسة لمجلس النواب ‏غدا ستناقش قانون العفو العام، اشارت المعلومات الى ان الاصابات في سجن رومية ‏تتخطى الـ300 اما في داخل القصر الجمهوري، فسُجِّلت حوالى عشر إصابات ‏بالفيروس حتى الآن، من بينهم موظف كبير يلتزم الحجر المنزلي، بالإضافة الى ‏موظفين وضبّاط من فريقٍ أمن الرئيس ومرافقين وسائق. أما الوضع الصحي للمصابين ‏فيتفاوت بين عوارض طفيفة وأخرى قوية. واشارت المعلومات الى أنّ رئيس ‏الجمهوريّة العماد ميشال عون خضع لفحص مخبري أتت نتيجته سلبيّة، وهو سيخضع ‏لفحصٍ آخر منتصف الأسبوع الجاري في إطار متابعة حالته الصحيّة..‏


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024