منذ 3 سنوات | لبنان / الشرق

كتبت صحيفة " الشرق " تقول : لا شيء في الافق السياسي اللبناني يؤشر الى ما يمكن ان يطمئن اللبنانيين الفاقدي الامل بغدهم في وطنهم واحتمال ‏انتشاله من الهاوية. كل المعطيات والمواقف تصب في خانة السيىء والاسوأ والاكثر سوءا. سياسيون "كذبة" ‏انتظروا الرئيس الفرنسي "المنقذ" ايمانويل ماكرون ليدير ظهره فينقضّوا على وعود قطعوها بتشكيل حكومة سريعا ‏وتقديم كافة التسهيلات، راحوا يضعون عصي مماحكاتهم في دواليب الرئيس المكلف الذي لا يبدو حتى الساعة في ‏وارد التساهل معهم، واسهل خياراته، اعادة ورقة التكليف لاصحابها وليتحملوا المسؤولية. سياسيون غير مهتمين ‏بأبناء الوطن المشردين في شوارع عاصمة تسبب اهمالهم بانفجارها، يقحمون دولتهم في محاور الممانعة والمقاومة ‏لمن يمدون لها يد العون والمساعدات غير آبهين بالنتائج الكارثية. انتظروا افول نجم ماكرون في بيروت ليشرّعوا ‏ابوابهم لرموز مصنفة في القاموس الدولي "ارهابية" ويسموا شوارع العاصمة الجريحة بأسمائهم، ويسحبوا صفة ‏‏"النأي بالنفس" المطلوبة بإلحاح كشرط للانقاذ عن لبنان. انها دولة الفشل وانعدام الامل والهرولة نحو السقوط‎.‎



حراك بطيء

في اليوم الاول من الاسبوع الثاني على تكليف الرئيس مصطفى اديب، والذي يفترض، وفق التفاهم اللبناني - ‏الفرنسي، أن تبصر في خواتيمه الحكومة العتيدة النور، اذ اتفق على التشكيل خلال 15 يوما، تحرّكت المياه ببطء في ‏المستنقع الحكومي، علما ان اي لقاءات علنية للرئيس المكلف لم تسجل… فعلى هذا الخط، التقى رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري في عين التينة، عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور‎.‎



لقاء مرتقب؟

وفي حين تضاربت المعلومات بين من اشار الى اجتماع مرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ‏المكلف في الساعات الـ48 المقبلة يضع خلاله اديب الرئيس عون في جو التصور الاولي الذي لديه للحكومة العتيدة ‏ومن اعتبر ان لا موعد مع رئيس الحكومة المكلف حتى الان على رغم وجود تصور حكومي جاهز يتناقش فيه مع ‏الاطراف الذين يلتقيهم، افادت اوساط متابعة ان اديب عازم على تقديم تشكيلته المصغرة التي تضم فريق عمل ‏متجانسا قادرا على احداث تغيير جذري في طريقة العمل الحكومي، والا فإنه ليس في وارد تغيير تصوره ولا الدخول ‏في مساومات وبازارات سياسية‎.‎



انتهاك النأي

والى الخشية من عقبات بدأت تفرض نفسها على طريق اديب، منها رفض المداورة في الحقائب وتمسك الثنائي الشيعي ‏بالمالية، واصرار رئيس الجمهورية على حكومة موسّعة من اختصاصيين مسيّسين، في مقابل تفضيل أديب حكومة ‏مصغّرة، برز مطب من نوع آخر، تمثل في خرق قوي تعرضت له سياسة النأي بالنفس، علما ان العرب وحتى ‏باريس، وواشنطن، يتمسّكون بها كشرط لمساعدة الحكومة المقبلة، يضاف الى الاصلاحات‎.‎

فبعد رفع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، من بيروت في الساعات الماضية، الصوت ضد ‏واشنطن والخليجيين منتقدا تطبيعهم مع تل ابيب، ، عمدت بلدية الغبيري منذ ساعات، في قلب الضاحية الجنوبية ‏للبنان، معقل حزب الله، إلى إطلاق اسم "الحاج قاسم سليماني" على أحد شوارعها، وهو قائد فيلق القدس في الحرس ‏الثوري الإيراني، الذي اغتيل في عملية عسكرية أميركية في 3 كانون الثاني 2020، في العراق‎.‎



وكانت زيارة هنية اثارت غضباً في لبنان، خصوصا تهديده اسرائيل واعتباره أن "المقاومة في غزة تمتلك صواريخ ‏لتدك بها تل أبيب وما بعد تل أبيب"، إضافة الى استقبال هنية في مخيم عين الحلوة في ظل انتشار لعناصر مسلحة‎.‎



وصدرت مواقف منتقدة لهنية للقاء سيدة الجبل وعدد من نواب القوات اللبنانية ، وتوجه الوزير السابق اشرف ريفي ‏الى هنية بالقول: لبنان وطن مستقل وليس مسرحا لإيران، والفلسطينيون الذين تيقنوا من درس الحرب، إستخلصوا ‏عبر قيادتهم الوطنية، خطورة تجيير قضيتهم، للمتاجرين في محور الممانعة الذين أمعنوا قتلا بالفلسطينيين في ‏مخيمات الشتات ومنها مخيم اليرموك‎".‎



اضاف: "نقول لك: فلسطين في قلوبنا، لكن لسنا مستعدين للقبول بالمؤامرات والمغامرات التي ألحقت بقضية فلسطين ‏الأذى، والتي مست بسيادة لبنان‎".‎



وسجل امس اشتعال سجال كلامي حاد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على خلفية خطاب سمير جعجع يوم ‏الاحد، فاعتبر التيار ان هذا الخطاب ان خطابه خاوياً من أي طرح وممتلئاً تحريضاً وافتراءات؛ امّا طبعه الميليشياوي ‏فيغلب قدرته عل التطبّع مع السلام. لم يخرج من ماضيه بل بقي أسير زنزانة الحقد، يرفض أيّ مصالحة بين ‏اللبنانيين، ولو إستطاع أن يخرّبها جميعها لما قصّر. يزعجه ‏تفاهم مار مخايل ‏لانه قرّب اللبنانيين من بعضهم، ويندم ‏على المصالحة بين المسيحيين لأنّها لم تلبِّ رغبته بالاستيلاء على السلطة‎".‎



عون ووزني

الى ذلك، بحث رئيس الجمهورية، مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني في موضوع عقد التدقيق ‏المالي الجنائي. وقال وزني بعد اللقاء: التدقيق الجنائي هو عنوان من عناوين الإصلاح الأساسية، وسوف ينسحب على ‏ادارات الدولة ومؤسساتها وصناديقها كافة. وأضاف "وُقّع العقد مع شركة‎ Alvarez ‎وأصبح ساري المفعول، وإن ‏كانت ثمّة تعديلات عليه فتُناقش مع الشركة لاحقاً". وتابع "هيئة التشريع والاستشارات ممثلةً برئيستها، ستكون ‏عضواً في اللجنة التي سأشكلّها لمتابعة عمل التدقيق‎".‎



كونتي

على صعيد آخر، بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق ‏الأدنى ديفيد شينكر لبنان، يصل الى بيروت اليوم رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في زيارة رسمية تستمر ‏يومين‎.‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024