منذ 3 سنوات | لبنان / الشرق

كتبت "الشرق" تقول:فيما الضياع السياسي على اشدّه والضبابية تغلف المشهد الداخلي واتجاهاته المستقبلية وسط انقسام حاد في التوقعات بين من يرى حكومة سريعة لانقاذ الوضع المهترئ على الصعد كافة واستجابة للرغبة الدولية، ومن يجزم ان لا حكومة في المدى المنظور في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية باعتبارها نقطة فصل في اكثر من مسار دولي، بقيت حركة الاتصالات الداخلية بين المقار السياسية خجولة بفعل عاصفة انفجار المرفأ التي هزت البلاد على مدى اسبوعين وتداعياتها الكارثية المتمادية حتى اللحظة حيث تمضي قافلة دفن الشهداء الضحايا يوميا. وبعدما بكى اللبنانيون الياس الخوري، ابن الخمسة عشر ربيعا امس، بكوا اليوم جو بوصعب آخر شهداء فوج اطفاء بيروت.



استكمالا للاتصالات التي بدأها رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط التشكيل الحكومي، بزيارته قصر بعبدا الاربعاء، استقبل امس في عين التينة رئيسَ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في لقاء استمر ساعتين ونصف الساعة حضره "الخليلان" وتخلله غداء. وفيما اشارت مصادر التيار الوطني الحر الى ان البحث لامس كل جوانب الحياة السياسية وفي شكل خاص الملف الحكومي لجهة شكل الحكومة العتيدة وبرنامج عملها ووجوب استمرار المشاورات والاتصالات، على ان يضع باسيل رئيس الجمهورية ميشال عون في حصيلة المداولات،تحدثت مصادر مواكبة عن ان اجتماع عين التينة وضع اطارا للاتفاق ووصفته بالايجابي.



من جهتها، اوضحت معلومات صحافية ان اللقاء بداية التشاور الجدي بشأن الحكومة الجديدة والشخصية التي ستتولى رئاستها، واوضحت ان باسيل أبلغ بري ان لا اجماع على الرئيس سعد الحريري لترؤس الحكومة العتيدة. ولفتت الى ان "الحريري لديه شروط كثيرة لتشكيل الحكومة ويجب ان يحصل على اجابات وتعهدات من قبل الفرقاء المحليين والاقليميين والدوليين والا لن يقدم على خطوة كهذه". الا ان مصادر اخرى اشارت الى ان الاجتماع بحث بالتفصيل في مهمّات الحكومة المقبلة والبيان الوزاري، ولم يتطرّق الى اسم رئيس الحكومة المقبل لأنّ مواقف الفرقاء كلّها معروفة.



ويُفترض بحسب المصادر، ان يعقد في الساعات المقبلة اجتماع او اتصال بين الرئيس بري والرئيس سعد الحريري للوقوف عند موقف الاخير، الواضح والصريح، من مسألة اعادة تكليفه، علما ان بري يدفع بقوة في هذا الاتجاه. واشارت مصادر مواكبة الى ان الزيارة اذا ما تمت، ستكون تحت ستار الحكم الصادر من المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتحقيق العدالة بما يفتح الباب على النقاش في الملف الحكومي.



واذ ذكرت بعض المصادر ان باسيل أبلغ بري ان لا اجماع على الرئيس الحريري لترؤس الحكومة العتيدة ، علم ان تيار المستقبل سيرفض تواجد حزب الله في الحكومة القادمة في حال لم يسلم سليم عياش.



زمن التضحيات ولى



وكانت عضو كتلة "المستقبل" النائبة رولا الطبش غردت عبر "تويتر" كاتبة: "يريدون منه التضحية بكل شيء، حتى بالعدالة لوالده وللبلد، وبوقاحة يطالبونه بأن يسخر كل شيء لتعويمهم وإنقاذ مواقعهم، في حين أنه من مدرسة التضحية بكل شيء لإنقاذ الوطن. زمن التضحيات غير المتبادلة، ولّى الى غير رجعة".



وسط هذه الاجواء، بقي طرح بكركي لتحييد لبنان يتفاعل. وفي السياق، اعتبر الرئيس ميشال سليمان أنّ ضحايا إنفجار المرفأ سقطوا بسبب فشل الدولة المتراكم وجراء عدم تطبيق الدستور والفراغ المتكرر وتفلّت الحدود. وأكد بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، أنّ البطريرك الراعي كان أمام واقع بحيث لا إنقاذ إلا من خلال مذكرة الحياد الناشط، لافتًا إلى أنّ هذا الحياد يشبه صيغة لبنان وهو قانوني مئة في المئة. وتعليقًا على حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال: "المطلوب من حزب الله تسليم سليم عياش والا تغيب المحاسبة فيفقد المواطن ثقته بالدولة واليوم دويلة حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية". على صعيد آخر، دخلت البلاد بدءا من السادسة صباحا، مرحلة تعبئة عامة جديدة تستمر أسبوعين بعد التفلت المخيف لعداد الاصابات بفيروس كورونا. الا ان نسب الالتزام تفاوتت بين منطقة واخرى، مسجلة خروقات لافتة.



وليس بعيدا، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أنّ سيتم التشهير إعلاميًا بالمخالفين وبكل من لا يلتزم بالحجر المنزلي، مشيرًا إلى أنّ أطباء الأقضية والمحافظات سيحضّرون تقريرًا يوميًا عن مدى إلتزام المناطق بالتعبئة العامة لمتابعة المعطيات الميدانية والتصرف على أساسها. وقال بعد اجتماع خلية الأزمة: "اتفقنا مع البنك الدولي لدفع الفواتير العلاجية التي تقدم للمرضى ولدينا متابعة للمستشفيات الحكومية لرفع عدد الأسرّة". ولفت إلى أنّ المساعدات متاحة لكل المستشفيات الحكومية والخاصة بالتنسيق بين وزارة الصحة وقيادة الجيش، مؤكّدًا أنّ خلال اسبوع من الانفجار تم ترميم مستودعات الأدوية في الكرنتينا ويتم العمل على توزيعها على المراكز في مختلف المناطق.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024