أغرب ما في المشهد الداخلي، وارتباطاته الإقليمية- الدولية أن ما يجري لا يحمل اخبار «إنجازات» إلّا على الورق، امّا على الأرض، فصور مداهمات مستودعات الفساد، وخبريات، عزل القرى والبلدات من الجنوب إلى الشمال، ومن الجبل إلى البقاع، كل ذلك على وقع استمرار الحصار من البر والجو، ومن يدري من البحر أيضاً، في وقت تتصرف الطبقة السياسية، براحة بال، وكأن لا شيء يقضّ المضاجع، ما دامت المنافع تتوفر لهؤلاء، ولو على أنقاض دولة متهالكة، في اقتصادها وعملتها، وسمعتها أيضاً.

والأمر المخيف، ان التداعيات الاقليمية- الدولية، ترمي بثقلها فوق جبل الأزمات: من المحروقات إلى الطاقة الكهربائية، فالسلع بالأغذائية، فالأوبئة ذات الصلة والأغذية الفاسدة، وصولاً إلى البطالة والانهيار المالي، والشحّ في العملة الأجنبية..

ولئن كانت الطائرة الإيرانية التي حطت اضطراراً في مطار بيروت، بعد مطاردة من مقاتلتين اميركيتين، تحوّلت إلى بند على الطاولة الرسمية والسياسية، فإن التقارير الواردة من الجنوب، تحمل مخاوف من «احتكاكات امنية» قد تؤدي إلى مواجهة محدودة أو غير محدودة، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي رفع من درجة التعبئة، وحزب الله الذي يتحدث مقربون منه، ان حادث اغتيال أحد مقاتليه في الأيام القليلة الماضية في غارة إسرائيلية في ضواحي دمشق لن يمر من دون ردّ..

ووفقاً للقناة الثالثة عشر، فإن المعطيات، لدى القيادة الشمالية الإسرائيلية تُشير إلى أن حزب الله يخطط لعملية انتقامية في وقت قريب.

ونقل المراسلون من تل أبيب ان قيادة الجيش الإسرائيلي، تتصرف وفقا لسيناريوهات بأن ردّ حزب الله سيحصل..

والأنكى، ان النقاشات اللبنانية - الفرنسية كانت تجري عند «حافة الهاوية» التي حذر منها وزير الخارجية الفرنسي الذي شدّد على البدء بالاصلاحات، في حين ان كبار المسؤولين، لا سيما في بعبدا، كانوا يُشدّدون، على ان لا إصلاح بلا محاربة الفساد أولاً..


دبلوماسياً، لاحظت مصادر سياسية بارزة ان التحذير الفرنسي، الذي اشارت إليه «اللواء» في عددها أمس، كرره، على نطاق أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، إذ قال أمس للصحافيين، قبل سفره: «هذا البلد بات على «حافة الهاوية في حال لم تسارع السلطات إلى اتخاذ إجراءات لانقاذه».

وأضاف: «الجميع يعرف المسار الذي يجب اتخاذه، وهناك وسائل للإنعاش. وفرنسا جاهزة لمرافقتهم بشرط أن تتخذ السلطات السياسية القرارات» للسير في طريق الإصلاحات. وأكد «هذه طلبات فرنسا، واعتقد أنها سُمعت».

 بدوره، أفاد مسؤول فرنسي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته «لن تُقدم فرنسا على أي إلتزام مالي ما لم يتم تطبيق إصلاحات» محذرا من أنه لا يمكن الحصول على شيء من المجتمع الدولي في غياب الثقة. وقال «بدأ يفوت الأوان».

وزار لودريان أمس مستشفى رفيق الحريري الدولي، حيث تتركز جهود مكافحة وباء كوفيد-19. والتقى ممثلين عن المدارس الكاثوليكية والفرنكوفونية المعتمدة في لبنان خلال زيارة إلى مدرسة الكارمل قرب بيروت، حيث كرر تعهد بلاده بدعم تلك المدارس التي تعاني أيضاً من الأزمة الاقتصادية وخصصت لها فرنسا تمويلاً طارئاً للمدارس الفرنكوفونية.

ولم يخفِ رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان السفير رالف طراف إمكانية الوصول إلى برنامج مساعدة للبنان خلال المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي..

وسمع رالف من الرئيس ميشال عون ان عملية مكافحة الفساد لن تتوقف، وستشمل كل المؤسسات.

وسبق هذا الاجتماع، اجتماع تقني في باريس بين مستشار جمعية المصارف GSA ولازارد.






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024