كتبت صحيفة "الشرق" تقول: كل الاستعدادات والترتيبات اللوجستية للقاء الوطني انجزت في بعبدا. لكنّ احدا من المعارضة لم يستعد ولا رتّب اولوياته للمشاركة في تأمين الغطاء للسلطة الحاكمة للمضي في مشروعها الذي قاد البلاد الى حيث هي اليوم في قعر هاوية الافلاسات والانهيارات المتراكمة. حتى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الخارج عن سرب المقاطعة تحت شعار لا للفتنة ونعم لدرء الاخطار، لن يشارك شخصيا بل يمثله نجله تيمور باعتباره رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي.

معالم صورة الطاولة الحوارية التي يستضيفها القصر الجمهوري اليوم، اكتملت مع تحديد القوات اللبنانية موقفها وقد حسمته سلبا. فقد أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عدم المشاركة في اجتماع بعبدا، وفي الموازاة، علم ان النائب تيمور جنبلاط سيمثل اللقاء الديموقراطي في بعبدا لا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الا اذا طرأ ما قد يؤثر على هذا القرار.

في المقابل، عممت دوائر القصر الجمهوري ان الرئيس عون يرأس في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، "لقاء وطنيا" في حضور رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة حسان دياب، وعدد من القيادات ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية الممثلة في مجلس النواب، لعرض الوضع العام في البلاد، في ضوء التطورات الأمنية التي حصلت قبل أسبوعين في بيروت وطرابلس ولامست الممارسات التي سجلت خلالها التعرض للوحدة الوطنية والسلامة العامة والسلم الأهلي. ومن المقرر أن يناقش اللقاء عددا من المواضيع المطروحة لتحديد وجهة نظر المشاركين فيه حيالها، على أن يصدر عن المجتمعين بيان يؤكد النقاط التي سيتم الاتفاق عليها. واليوم، أنجزت دوائر رئاسة الجمهورية الترتيبات اللوجستية والبروتوكولية والإعلامية الخاصة باللقاء.

ماليا، وغداة جولة مفاوضات بين لجنة تقصي الحقائق النيابية برئاسة النائب ابراهيم كنعان ووفد صندوق النقد الدولي وقبيل جولة ثانية هذا الاسبوع، بين الصندوق ووفد وزارة المالية، عُقد في وزارة المال الاجتماع الثالث لخلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة المواضيع المالية برئاسة وزير المال غازي وزني، وحضور وتمحور الاجتماع حول ضخّ الأموال للصرافين لسدّ حاجات المواطنين، على أن يتولّى مصرف لبنان ضخّ الدولارات للمصارف وفق ضوابط معيّنة… في الموازاة، علم ان لقاء يجمع رئيس الحكومة مع وفد جمعية المصارف برئاسة سليم صفير في السادسة مساء الجمعة 26 الجاري، لاستكمال البحث في الوضع المالي في البلاد.

وتوازيا، اكد النائب كنعان ان تقرير لجنة تقصي الحقائق النيابية الموحِّد للارقام والمقاربات المالية بين الحكومة ومصرف لبنان لم ينجز في صيغته النهائية بعد ويحتاج الى بعض الروتوش على ان يسلمه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال نهاية الاسبوع على الارجح بعد الاتفاق على الموعد في اعقاب انتهاء اللقاء الوطني في بعبدا غدا. واوضح كنعان ان لجنة تقصي الحقائق ليست طرفا في نزاع الارقام المالية ولا تم تأليفها لتكون كذلك ولا ارقام خاصة بها حتى، بل تلعب الدور المنوط بها انطلاقا من الرقابة البرلمانية وحل اشكالية الانقسام بين الحكومة ومصرف لبنان. هذه النقطة تم توضيحها في اجتماع وفد لجنة المال والموازنة مع صندوق النقد امس حيث كان تأكيد على وجوب الشروع في الاصلاحات قبل اطلاق البرنامج مع الصندوق. ودعا الى الابتعاد عن الدس في الاعلام وتصوير اللجنة على انها قوطبة على دور الحكومة، مؤكدا ان هذا الدس ينعكس سلبا على حظوظ لبنان في الحصول على التمويل والاجدى بمن يقف خلفه ويحركه ان يوقفه اذا كانت من مصلحة وطنية لديه.

الى ذلك، وفي موقف يحتمل الكثير من التأويل، قرع رئيس مجلس النواب نبيه بري،ناقوس الخطر ودعا اعلان حالة الطوارئ المالية".

وكان الدولار حافظ على ارتفاعه سيما في السوق السوداء مسجلا نحو 6000 ليرة. اما معيشيا فقد لوح اتحادات نقابات النقد البري بالاضراب في 9 تموز في حين نفد البنزين من بعض محطات الوقود في اكثر من منطقة. في المقابل، أكد ممثل موزعي المحروقات ومستشار نقابة المحطات فادي أبو شقرا أنّ لا إضراب لمحطات المحروقات وقرار إقفال بعضها لا علاقة له بالتجمّع إنما هو قرار شخصي. واشار لاحقا الى ان لا أزمة بنزين ولا قرار بالإضراب ولا بالإقفال، فنحن متعاونون لأقصى الدرجات لأننا مواطنون ونشعر مع المواطن.

وفي وقت يعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم جلسة في السراي، برزت امس تغريدة لوزيرة الإعلام منال عبد الصمد نجد قالت فيها "بالأشهر الماضية شغلي لساعات متأخرة حرمني انزل للسوق. مبارح المسا نزلت للشارع. حكيت مع الناس. تضايقت لأن بيعز علي شعب كريم يصير فيه هيك. الأسعار نار والشعب جوعان. بعض الناس فقدت الثقة فينا بسبب ممارسات عهود سابقة. بعتذر منهم. عم بحاول قدر استطاعتي بوزارتي، ورح كون صوتهم بالمجلس".

في مجال آخر، وفيما تستمر سبحة استقبالات السفير السعودي وليد بخاري لشخصيات لبنانية بارزة لاسيما مالية منها اخرها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونائبه السابق محمد بعاصيري، منذ يومين، في غياب اي "حسٍ" سعودي وحتى خليجي عن السراي، بدت لافتة امس ادانة وزارة الخارجية والمغتربين القصف الصاروخي الذي تعرضت له مدينة الرياض امس.

على خط اخر، وبعيد اعلان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مقاطعته لقاء بعبدا غدا، استقبل في دارته في بنشعي، اليوم السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في حضور مستشار السفارة فادي حافظ وعضو المكتب السياسي في "المردة" الوزير السابق روني عريجي وجان بطرس، وتم البحث في الأوضاع العامة في البلاد.

في مجال آخر، اكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو "اننا مستعدون لدعم أي حكومة تجري إصلاحات حقيقية وان العالم كله سيتحرك لمصلحة لبنان إذا تحقق ذلك، فالتحول الجوهري للحكومة اللبنانية هو الابتعاد عن حزب الله.