منذ 3 سنوات | لبنان / الشرق

كتبت صحيفة " الشرق " تقول : من يراقب زخم النشاط السياسي من اجتماعات ولقاءات واتصالات ومواعيد، يظن لوهلة ان البلاد لا بدّ الا ان تكون ‏بألف خير وان في الحركة المكوكية بركة عملية. لكن في لبنان في الحركة تعثر وتخبط والبركة انتزعها السياسيون ‏من بيوت اللبنانيين الفارغة حتى من قوت يومي يسدون به جوع امعائهم الخاوية. اقتراحات وطلبات واحالات بالجملة ‏تخرج من الاجتماعات الرفيعة لا يرقى اي منها الى مستوى التنفيذ ولا الى مرتبة الازمة التي بدأت تنذر بتفلت خطير ‏يضرب آخر مقومات الاستقرار في البلاد، الامن‎.‎

وفيما يؤكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان من غير المسموح تجدد اعمال التخريب لانها تضر بسمعة البلد ‏وهيبة اجهزته، يسأل رئيس الحكومة حسان دياب عن " زعران يستبيحون الشوارع ويدمرون البلد ومؤسساته والدولة ‏تتفرّج، لماذا؟‎"‎

في المنطق من يفترض ان يطرح سؤالا مماثلا هو المواطن لا المسؤول الواجب ان يعطي الاوامر وتُنفذ، لكن في ‏الدولة "السائبة الغائبة" ضاع المنطق واختفت لغة العقل والعقّال‎…‎



كل ذلك يدور على المسرح اللبناني، فيما قانون "قيصر" يقترب تدريجا من ساعة الصفر، مع ما يستجلب من تداعيات ‏لا بد ان لبنان سينال حصة وافرة منها نتيجة انغماسه في الحقل السوري حتى العظم، ما يرفع منسوب القلق من مدى ‏قدرة البلد الغارق في وحول ارتكابات سياسييه على الصمود،علما ان الدفعة الاولى من عقوباته لن تشمل شخصيات او ‏شركات لبنانية، فقد تركتها واشنطن على الارجح الى المرحلة الثانية… والآتي اعظم‎.‎



متابعة للتطورات الامنية الخطيرة التي شهدها وسط بيروت ليل السبت، ومدينة طرابلس في الويك - اند من دون ان ‏تلقي الدولة القبض على واحد من المخربين الذين التقط بعضهم صورا تذكارية امام "مواقع ارتكاباتهم"، انعقد المجلس ‏الاعلى للدفاع بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس في قصر بعبدا. وبعد عرض الأوضاع والاحداث ‏والتطورات الأمنية الميدانية من قبل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية تقرر تكثيف التنسيق والتعاون بين الأجهزة ‏وتبادل المعلومات في ما بينها لتفادي أي اعمال تخريبية تحت حجة مطالب معيشية محقة والتشدد بعدم التساهل مع ‏المخلين بالامن والنظام. كما تطرق المجلس الى الكميات المستهلكة من المحروقات في السوق المحلي وسبل معالجة ‏الخلل بين الطلب والعرض وتم تكليف وزراء المالية والطاقة والمياه والاقتصاد والتجارة رفع الاقتراح اللازم الى ‏مجلس الوزراء. وأفيد عن معلومات دقيقة اصبحت لدى الاجهزة الامنية حول المحرضين والممولين والمخططين ‏وسيعلن عنهم فور استكمال المعطيات‎.‎



وخلال الجلسة، تحدث رئيس الجمهورية عن الأعمال التخريبية التي حصلت أخيرا لافتا الى أن هذه الاعمال التي اتخذ ‏بعضها بعداً طائفياً ومذهبياً بالاضافة الى الاستهداف الممنهج للقوى الامنية والعسكرية، أمر لم يعد مقبولاً وينذر ‏بمضاعفات خطيرة‎.‎



وقال رئيس الحكومة حسان دياب: زعران يستبيحون الشوارع ويدمرون البلد ومؤسساته والدولة تتفرّج لماذا؟ هذه ‏ليست احتجاجات ضد الجوع والوضع الاقتصادي هذه عملية تخريب منظّمة يجب ان يكون هناك قرار حاسم وحازم ‏بالتصدي لهذه الحالة التي تتزايد‎.‎



وقبل الظهر، وفي إطار متابعة الأوضاع الأمنية الراهنة وضبط سعر صرف الدولار الأميركي، ترأس دياب اجتماعًا ‏ماليًا أمنيًا حضره الوزراء المعنيون ورؤساء الاجهزة الامنية اضافة الى رئيس جمعية المصارف سليم صفير، ونقيب ‏الصرافين محمود مراد، عضو نقابة الصرافين محمود حلاوي. وتوقف رئيس الحكومة في بداية الاجتماع أمام أعمال ‏التخريب التي حصلت في طرابلس وبيروت، معتبراً أنها "بمثابة كارثة". بعد ذلك، تناول الرئيس دياب قضية ضبط ‏سعر صرف الدولار، وقال: ما حصل منذ 10 أيام يتجاوز المنطق. اجتمعنا هنا واتخذنا تدابير والتزامات، وبالفعل كما ‏تقول التقارير لقد باع الناس أول يوم أكثر من 5.5 ملايين دولار، وفي اليوم الثاني باعوا أكثر من 4 ملايين دولار، ‏أي أنه تدفّق دولارات إلى السوق في حدود 10 ملايين دولار خلال يومين فقط، وفي اليوم الثالث اختفى كل شيء من ‏السوق فجأة، ولم تتجاوز حجم حركة المبيع أكثر من 100 ألف دولار. طبعاً هذا شيء غريب وغير منطقي. نريد ‏تحقيقاً كاملاً متكاملاً، أمنياً وقضائياً. لا يجوز أن تكون هناك جريمة ولا يوجد مجرم، إلا إذا كان الذي حصل شيء ‏عادي، وأنا شخصياً مقتنع، ولدي معطيات معينة، أن ما حصل كان بفعل فاعل‎.‎



آلية الصرف:

وتطرق المجتمعون إلى الآلية التي أقرّها مجلس الوزراء في شأن خفض سعر الدولار، وإعطاء ‏الصلاحيات للمعنيين لتنفيذها، كما تم الاتفاق على إنشاء غرفة عمليات في المديرية العامة للأمن العام لمتابعة ‏الموضوع. وأكّد حاكم مصرف لبنان على الالتزام بضخ الدولار في الأسواق. وتم التأكيد على التزام الصرافين ‏المرخصين بشروط النقابة، وتسليم الدولارات لهم من قبل مصرف لبنان لمنعها من الوصول إلى المضاربين أو ‏تهريبها إلى الخارج‎.‎



بري:

الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش حيث جرى ‏عرض اخر المستجدات. واجتمع بري بالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معه الاوضاع العامة. ‏وقال الاخير بعد اللقاء " وردتنا معلومات عن استهداف المطار ولقد اوصلناها إلى المعنيين‎".‎



من جهة ثانية، وفي حين تستأنف مفاوضات الوفد اللبناني مع صندوق النقد، خلال ساعات، انعقدت جلسة لفرعية لجنة ‏المال لتقصي الحقائق في حضور وزارة المال ومصرف لبنان وجمعية المصارف في ساحة النجمة في الثالثة بعد ‏الظهر برئاسة النائب ابراهيم كنعان الذي جال خلال نهاية الاسبوع على رئيسي الجمهورية والمجلس، بعدما اعتمدت ‏اللجنة الارقام التي وضعها مقررها النائب نقولا نحاس، بحيث يتم توحيد الارقام على اساسها وهي قريبة من ارقام ‏القطاع المصرفي وبعيدة من ارقام خطة الحكومة غيرالدقيقة‎.‎


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024