منذ 4 سنوات | فن ومشاهير / سبوتنيك


لم يتخيل صناع الفيلم الأميركي "عدوى" (كونتيجن) أن يتكرر السيناريو الخاص به على أرض الواقع بعد مرور 9 سنوات على إنتاجه، وذلك بعد تفشي فيروس "كورونا" المستجد، ليعاد اكتشاف الفيلم من جديد، ويصبح من أكثر الأعمال السينمائية متابعة خلال الفترة الحالية بالمنازل، وخلال فترة الحجر المنزلي.

وتتلخص أحداث الفيلم حول أن أخصائيو الرعاية الصحية والمسؤولون الحكوميون والأشخاص العاديون يجدون أنفسهم وسط "جائحة"، ويعمل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها على إيجاد علاج له.

ويشارك في بطولة الفيلم مجموعة من نجوم الصف الأول في هوليوود، وهم مات ديمون وكيت وينسليت وغوينيث بالترو وجود لو وماريون كوتيار ولورانس فيشبورن، وهو من إخراج ستيفن سودربرغ الذي حاز على جائزة أوسكار في 2001 عن فيلم "المرور" (ترافيك).


رسالة أبطال الفيلم للعالم

وفي أول رد فعل لهم على الإقبال على مشاهدة الفيلم في "زمن كورونا"، خرج أبطال فيلم "كونتيجن" ليحثوا الجماهير على ضرورة اتباع نصائح خبراء الطب لمنع انتشار الفيروس التاجي، وهي غسل أيديهم بشكل متكرر، وممارسة سياسة الابتعاد الاجتماعي.

وتحدث كل ممثل في رسالته المسجلة عن جانب مختلف من الصحة العامة، مع اختيار كل منهم موضوع ذات صلة تماما بالشخصيات التي لعبوها في الفيلم.

وعلى سبيل المثال، تحدث الممثل الأمريكي، مات دامون، والذي يجسد في الفيلم دور عالم وزوج لمريضة بالجائحة هي غوينيث بالترو، ويصر على عدم مغادرة ابنته المنزل خوفا من إصابتها بالمرض، عن "البعد الاجتماعي" في رسالته، كما حث على الاستماع إلى نصائح خبراء الطب.

بينما تطرق الممثل الأمريكي، لورانس فيشبورن في رسالته، والذي يجسد في الفيلم دور عالم رفيع المستوى في مركز السيطرة على الأمراض، يحاول دراسة انتشار العدوى على نطاق واسع، إلى كيفية انتشار فيروس "كورونا"، والخطوات التي يمكن للمشاهدين اتخاذها لمكافحته.

أما الممثلة البريطانيةـ كيت وينسليت، والتي تلعب في أحداث الفيلم دور عالمة وبائية على الخطوط الأمامية في مواجهة "الجائحة"، فنصحت المشاهدين بغسل اليدين باستمرار، بينما تحدثت الممثلة الفرنسية، ماريون كوتيار في رسالتها، والتي تعمل لصالح منظمة الصحة العالمية في الفيلم، عن الاختيار الكبير الذي نحتاجه كمجتمع لمنع هذا الوباء من التفاقم.


مؤلف الفيلم يقيم قرارات ترامب

تحدث السيناريست سكوت بيرنز، مؤلف فيلم "كونتيجن" عن رأيه في تعامل الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب في التعامل مع أزمة "كورونا"، وعما إذا كان "مندهشا" من رد فعل الإدارة مع الفيروس، وذلك بالمقارنة مع الإدارة الأمريكية الوهمية التي كانت في الفيلم، ووصفها المذيع في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أندرسو كوبر، بـ"المسؤولة".

وقال بيرنز في مداخلة هاتفية مع "سي إن إن" أمس الجمعة: "عندما أجرينا بحثا عن الفيلم في بداية التحضير له، ذهبنا إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وحللنا ضيوفا عليهم، وبدا لي في ذلك الوقت أن العاملين هناك كانوا على علم بذلك، وكان يحضّرون لمواجهة ذلك بقوة".

وتابع مؤكدا: "عندما كنت أفكر في الفيلم وأتحدث إلى الخبراء، فإنني لم أتوقع إطلاقا أن أضع في سيناريو أكتبه فكرة أن أغنى دولة في العالم التي نعيش فيها - ويقصد أمريكا - سيكون أمامها 3 أشهر ثم ستجد نفسها الآن كأكثر البلدان مرضا في العالم، أو حتى لم أفكر في نوع الرد الذي رأيناه من الحكومة الفيدرالية الحالية، من حيث الإجراءات الخاصة باختبارات الفيروس على المواطنين، أو إلقاء اللوم على أشخاص آخرين".

وأردف سكوت بيرنز: "وبالتأكيد لم أكن لأفكر قط في أن رئيس هذا البلد سيصف جائحة مثل هذه كـ"خدعة"، لذا لا، لم أكن لأتوقع أن يحدث ذلك أبدا".

واتهم منتقدو الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه وصف وباء "كورونا" المتفشي بشكل متزايد بأنه "خدعة"، وذلك خلال مسيرة انتخابية له في وقت سابق من العام الحالي، بحسب شبكة "فوكس نيوز".

وأعلنت المراكز الأمريكية لمكافة الأمراض والوقاية منها، اليوم السبت/ أن إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا بلغ 277205 حالات، بزيادة 37926 حالة إصابة على الإحصاء السابق، بحسب وكالة رويترز.

وقالت إن عدد المتوفين ارتفع إلى 6593 بعد وفاة 1150 آخرين.

وأعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها هذه الحصيلة لحالات الإصابة والوفاة بمرض (كوفيد-19) الذي يسببه فيروس كورونا حتى الساعة الرابعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة في الثالث من نيسان الجاري، مقارنة بإحصائها السابق الذي أعلنته قبل يوم.

وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم 11 آذار، مرض فيروس كورونا "وباء عالميا"، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.

وأجبر الوباء العديد من دول العالم، وعلى رأسها دول ‏كبيرة ‏بإمكانياتها وعدد سكانها، على اتخاذ إجراءات استثنائية، ‏تنوعت ‏من حظر الطيران إلى إعلان منع التجول وعزل مناطق ‏بكاملها، ‏وحتى إغلاق دور العبادة، لمنع تفشي العدوى القاتلة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024