تقدم الجيش العربي السوري ومجاهدو حزب الله في مدينة حلب وسيطرتهم على حي «بن زيد» واكمال الحصار على مواقع المسلحين في الاحياء الشرقية في حلب، سيغير المعادلات سيؤدي الى موازين جديدة على الارض، ستفرض تأثيرها على المفاوضات القادمة اواخر اب برعاية اميركية ـ روسية. كما ان المشهد الحلبي الجديد اسقط كل الاحلام عن الشمال السوري وقيام دويلات وتقسيم سوريا. وبالتالي فان ما حصل في حلب «تحول» كبير في مسار الصراع الذي بدأ عام 2011.

وقد استكمل الجيش السوري تنظيف حي «بن زيد» من الالغام فيما قامت مروحيات عسكرية سورية خلال الساعات الـ24 الماضية بإسقاط منشورات فوق أحياء حلب تتضمن إحداثيات الممرات الإنسانية، لمساعدة السكان المدنيين الراغبين في مغادرة المدينة بشكل آمن.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المروحيات أسقطت أيضا مواد غذائية، ومستلزمات للنظافة الشخصية، إضافة إلى احتياجات أولية، ومستلزمات العناية بالأطفال والمرضى.

يشار إلى أن 3 ممرات إنسانية لخروج المدنيين وممر واحد للمسلحين قد فتحت في مدينة حلب، وذلك في إطار العملية الإنسانية المشتركة التي يجريها مركز «حميميم» الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا والقوات الحكومية السورية.

و نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف قوله إن العملية الروسية في مدينة حلب السورية إنسانية.


ـ دي ميستورا: الممرات الإنسانية شأن أممي ـ


لكن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اعرب عن دعم المنظمة الدولية لكل مبادرة تهدف إلى مساعدة المدنيين، وأكد ضرورة ترك مسألة الممرات الإنسانية للمنظمة.

وشدد دي ميستورا على الحاجة الماسة إلى ادخال تحسينات، بما في ذلك بشأن إعلان الهدنة الإنسانية لـ48 ساعة، موضحا أنه لا يمكن إقناع المواطنين بمغادرة المدينة أو إيصال المساعدات الإنسانية إليهم عبر ممرات إنسانية، تتعرض للقصف المستمر.

ودعا المبعوث الدولي الطرف الروسي إلى ترك مسألة الممرات الإنسانية إلى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، مؤكدا أن لدى هذه المنظمات خبرات طويلة في هذا المجال.

وقال دي ميستورا: «هذا هو عملنا، وإيصال المساعدات إلى المحتاجين هو هدف أسست الأمم المتحدة من أجله».

وقال دي ميستورا إنه لا يمكن إجبار أحد على مغادرة المدينة عبر ممرات إنسانية حسب المبادرة الروسية، مؤكدا أهمية أن تتاح للمواطنين فرصة المغادرة إلى المناطق، التي يختارونها، وتقديم الضمانات للمدنيين الذين يختارون عدم مغادرة الأحياء الشرقية لمدينة حلب.


ـ موسكو: «النصرة» ستبقى إرهابية ـ


بالمقابل، أعلنت الخارجية الروسية أن تنظيم «جبهة النصرة» سيبقى تنظيما إرهابيا غير شرعي مهما أطلق على نفسه من تسميات، مؤكدة مواصلة مكافحة «هؤلاء المتعصبين» حتى القضاء عليهم تماما.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، أنه لا توجد حاجة إلى تأكيد أن كل محاولات الإرهابيين لتغيير صورتهم ستفشل، وأشار البيان إلى أن «جبهة النصرة» ستبقى إرهابية لا تهدف إلا لإقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية من خلال وسائل قاسية وهمجية.

وأكد البيان أن مكافحة «هؤلاء المتعصبين ستستمر بدعم المجتمع الدولي وبانتظام حتى القضاء عليهم تماما».

وأشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أن المدعو أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة» شكر في بيانه قيادة «القاعدة» على «تفهمها» وكذلك تعليماتها الخاصة بأفضل طرق الجهاد في الظروف الجديدة. وكان الجولاني قد أعلن فك ارتباط «جبهة النصرة» في سوريا بتنظيم «القاعدة»، قائلا في خطاب تلفزيوني مسجل: «نعلن وقف العمل باسم «جبهة النصرة» وتشكيل جماعة جديدة باسم «جبهة فتح الشام».


ـ سبعون قتيلاً بمجزرة في الغندورة ـ


الى ذلك، قتل أكثر من سبعين مدنيا في مدينة منبج وريفها على إثر قصف للتحالف الدولي ومعارك بالمدينة.

وأضافت المصادر أن أكثر من ثلاثين من هؤلاء القتلى سقطوا بقصف التحالف الدولي على قرية الغندورة وحي الرابطة في منبج. كما قتل عشرون آخرون في اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة.

ووفق مصادر محلية، فإن عشرين آخرين من سكان قرية البوير غربي منبج أعدموا الليلة الماضية دون معرفة الجهة المسؤولة عن تنفيذ هذه الإعدامات. وذكر أن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا في قصف التحالف الدولي لقرية الغندورة وحي الرابطة بمنبج، بينما قتل آخرون نتيجة الاشتباكات الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إنه سيطر على ست قرى في ريف منبج الغربي، واستعاد مواقع داخل المدينة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024