منذ 4 سنوات | العالم / أ ف ب

يسود هدوء نسبي منطقة إدلب بشمال غرب سوريا بعد دخول الاتفاق التركي الروسي على وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، منتصف ليل الخميس الجمعة، وهو اتفاق يُرتقب أن يضع حداً لأسابيع عدة من المعارك العنيفة في محافظة إدلب، آخر معقل لفصائل المعارضة والجهاديين في شمال غرب البلاد التي تدخلت تركيا عسكرياً فيها ضد القوات السورية المدعومة روسياً.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّه رغم توقف القصف الجوي السوري والروسي، فإن هناك "عدة قذائف مدفعية" أطلقتها القوات الحكومية على مواقع الفصائل في حلب وحماة.

ومن جانبهم، أشار نازحون إلى خيبتهم بعد الاتفاق، وعبروا عن الخشية من أن يلاقي مصير اتفاقات سابقة.

وقال معاوية آغا لوكالة فرانس برس، وهو أب لأربعة أطفال: "كنّ نعيش على أمل أن نعود إلى بيوتنا"، مضيفاً "عشنا 10 أيام على هذا الأمل  لكن الاتفاق نسف آمالنا".

وأعرب الرجل الذي يتحدر من بلدة سرمين التي استعاد الجيش السوري سيطرته عليها، عن اعتقاده بأن "الاتفاق لن يدوم كثيراً، كما الاتفاقات السابقة".

وأعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، الخميس التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار من شأنه وضع حد لأسابيع من العنف في محافظة إدلب وإبعاد خطر التصعيد بين موسكو وأنقرة.

وبعد مباحثات استمرت أكثر من ست ساعات في الكرملين، أعلن الرئيس التركي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، أن وقف إطلاق النار سيبدأ منتصف ليل الجمعة، مشيراً إلى أنه سيعمل ومضيفه ليكون "مستداماً".

ووفق نص الاتفاق الذي اطلعت عليه فرانس برس، ستُسير الدولتان دوريات مشتركة، بدءاً من 15 مارس (آذار) المقبل، على مسافة واسعة في محيط طريق "ام 4" السريعة التي تشكل محوراً استراتيجياً يمر بمحافظة إدلب.

ويتطلع الطرفان إلى إنشاء "ممر آمن" بمسافة 6 كيلومترات من جانبي الطريق، ما يعني ضمنياً منطقة عازلة بطول 12 كيلومتراً. ويوضح النص أن محددات هذه المنطقة ستعرّفها أنقرة وموسكو في غضون سبعة أيام.

وتسببت المعارك العنيفة في كارثة إنسانية بنزوح حوالى مليون شخص نحو الحدود التركية، كما أسفرت عن خسائر تركية كبيرة، بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك.

وأعلن إردوغان أن الهدف "منع تفاقم الأزمة الإنسانية في إدلب"، مؤكداً في الوقت نفسه أن أنقرة تحتفظ "بحق الرد بكل قوتها وفي كل مكان على أي هجوم" تشنه دمشق.

وأمل بوتين الذي تحدث قبل نظيره التركي، أن يشكل نص الاتفاق "أساساً صلباً لوضع حد للمعارك في منطقة خفض التصعيد في إدلب" و"لوقف معاناة المدنيين".

وأضاف الرئيس الروسي "لم نكن دوماً متفقين مع شركائنا الأتراك. لكن في كل مرة في ظل اللحظات الحساسة، وعلى أساس المحادثات الثنائية، نجحنا في التوصل إلى أرضية مشتركة".

وأدى التصعيد في إدلب إلى توتر دبلوماسي بين موسكو، حليفة النظام السوري، وأنقرة التي تدعم فصائل معارضة في سوريا، ما أثار مخاوف من مواجهة مباشرة بين البلدين اللذين فرضا نفسيهما طرفين رئيسيين في النزاع السوري.

وقدم بوتين في بداية القمة تعازيه لإردوغان بعد مقتل الجنود الأتراك، مضيفاً "يجب أن نتحدث عن كل شيء، حتى لا تحصل أمور مثل هذه مجدداً، ولا تتدهور العلاقات الروسية التركية".

وبدوره، أمل الرئيس التركي في أن تؤدي المحادثات إلى التهدئة في إدلب وبين البلدين.

من جهته، أمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس، أن يؤدي الاتفاق التركي الروسي إلى "وقف فوري ودائم للعمليات القتالية" يصب في مصلحة السكان.

وقال غوتيريش في بيان إنه "أخذ علماً" بالاتفاق، مشيراً إلى أن سكان شمال غرب سوريا "تحملوا معاناة هائلة". كما دعا للعودة إلى العملية السياسية في سوريا لوضع حد للحرب.

وتأتي هذه التطورات بعدما كاد التصعيد ينسف اتفاق سوتشي في 2018 لوقف المعارك في تلك المنطقة وإنشاء منطقة منزوعة السلاح.

كما نجم عن التصعيد تبادل اتهامات بين موسكو وأنقرة اللتين عززتا تعاونهما في السنوات الأخيرة حول الملف السوري رغم تعارض مصالحهما.

وأبقى اتفاق الخميس الغموض كاملاً حول مصير نقاط المراقبة التركية الـ12 في إدلب.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024