منذ 7 سنوات | لبنان / اللواء



من المتوقع أن يحتل لبنان على إمتداد ولاية الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب جزءا يسيراً من أجندته للإقليم. فتشعب التحديات التي تواجه الإدارة الرئاسية الجديدة في المنطقة، يفترض ان تكون الأولويات في مكان آخر، وخصوصا في كل ما يتصل بمشروع محاربة الإرهاب الذي يحمله ترامب منذ اليوم الأول لإطلاق حملته الرئاسية.

ولا يخفى ان إنضمام متحدرين من أصول لبنانية الى فريق الرئيس المنتخب، أسهم الى حد ما في لحظ المسألة اللبنانية في برنامجه الرئاسي.  

يحدد نص المذكرة التنفيذية التي حصلت عليها «اللواء» وطرحها فريق ترامب عليه، سياق التعامل مع المسألة اللبنانية. وهو يضمّ محاور عدة، تبدأ بعرض تاريخي مقتضب عن الازمة السياسية منذ العام 1990، ومن ثم الحال السابقة لإنتخاب الرئيس ميشال عون، تليها التحديات الراهنة الأمنية والسياسية والاقتصادية، لتخلص الى برنامج عمل من 3 نقاط من شأنه مساعدة لبنان.

أ-في الشق الأمني، تُبرز المذكرة 3 تحديات:

1-تنظيم داعش يخوض حرباً في سوريا والعراق ويستهدف لبنان من حين الى آخر من خلال تحرشات مستمرة في الجيش اللبناني في الجبال الفاصلة عن سوريا.

2-النازحون الذين ينظر الى مجموعات منهم على انهم يشكلون تهديداً أمنياً في أي وقت، إنطلاقا من أنهم أرض خصبة كي يوظفها الإرهاب.

3-المخيمات الفلسطينية التي تعتبر تهديدا مستمرا للإستقرار، وهي كانت أحد أسباب معارضة لبنان أي ترتيبات او اتفاقات اسرائيلية – فلسطينية تسقط حق العودة، أو في الحد الأدنى اعادة توطينهم في مكان ثالث.

ب-في الشق الإقتصادي، تتحدث المذكرة عن 3 تحديات:

1-الصراع السوري الذي ألقى بأثقاله على لبنان، إنطلاقا من أن سوريا هي بوابة رئيسية وعضوية لأسواقه ولتصدير بضائعه الى مختلف دول الشرق الاوسط. إضافة الى ان الحصار على سوريا هو الآخر يحدّ من التبادل التجاري معها.

2-انخفاض سعر النفط والغاز أدى الى تراجع التحويلات المالية للبنانيين من الخليج وأفريقيا مما زاد في بطء النمو في لبنان والذي يقارب راهنا الصفر.

3-صحيح ان لبنان وجد كميات تجارية مجزية من النفط والغاز في مياهه، لكن النظام السياسي والرفض الإقليمي منعاه في الاعوام الخمسة الفائتة من استغلال هذه الثروة.  

ج-في الشق المتعلق بأزمة الحكم، يواجه لبنان حقيقة ان النظام الديمقراطي التوافقي يعطّل غالباً السلطة التنفيذية. وقد يتطلب الامر سنوات عدة لإتخاذ قرار حيوي. وتمثّل أزمة النفايات أحد الأمثلة الفاقعة، وكذلك أزمة إنقطاع التيار الكهربائي حيث يعاني لبنان فشلا في إنتاج مستدام للتيار منذ أكثر من 25 عاما، وقد تعثرت خطة حل وضعت في العام 2010 بفعل تصادم المجموعات السياسية. أما الفساد فكليّ الوجود، وتتم إدارته على أعلى المستويات، بخلاف حفنة من الأحزاب والتيارات.

وتورد المذكرة التنفيذية 7 أسباب تجعل لبنان هاماً للولايات المتحدة الأميركية:

1-هو الديمقراطية الوحيدة في المنطقة العربية، وحرية التعبير فريدة لا نظير لها، وتنوّع مذاهبه يجعله من المستحيل أن يتحول نظامه ديكتاتوريا.

2-هو الدولة الوحيدة في المنطقة التي يشارك فيها المسيحيون في السلطة وسط العالم الإسلامي اللامتناهي. وهذا في حد ذاته إمتياز هام واستثنائي. والرئيس اللبناني هو الرئيس الوحيد غير المسلم الذي يشارك في إجتماعات منظمة الدول الإسلامية.

3-هو دولة حيث يتعايش ويتكيف فيها الشيعة والسنة، وحيث في إستطاعة المسيحيين ان يشكلوا منطقة فاصلة بين المذهبين، في حال منحوا الأدوات الدستورية اللازمة.

4- يمكن للنموذج اللبناني ان يقود المنطقة كلها نحو المواطنة بما يؤدي الى وضع حد للتوتر المذهبي.

5-يملك الإحتياط الأكبر للنفط والغاز في شرق المتوسط.

6-هو جزء رئيسي في أي تسوية فلسطينية – اسرائيلية.

7-يمكن لإنهيار الإستقرار الامني والاقتصادي اللبناني أن يؤثر في أوروبا والعالم. إذ إن أي سيناريو مماثل يعني تدفق مليوني نازح سوري الى أوروبا، والأسوأ انه قد يؤدي الى منح داعش موطئ قدم على البحر المتوسط عبر شمال لبنان (طرابلس وعكار).

وتخلص المذكرة الى تحديد أطر تستطيع من خلالها الولايات المتحدة مساعدة لبنان:

1-الحرص على حماية الإتزان اللبناني الهشّ والذي لا يزال يشكل عنصر جمع لمختلف العناصر.

2-الدفع في إتجاه تكريس وتثبيت عودة الحضور المسيحي القوي في السلطة، لأن هذا الأمر في صلب إتفاق الطائف، ولأنه يصب في مصلحة إستقرار لبنان، فوحدها السلطة العادلة والمتوازنة بإستطاعتها إقامة دولة القانون، ولأنه أخيرا البلد الوحيد حيث للمسيحيين حضور سياسي.

3-مواصلة تسليح الجيش اللبناني كسبيل لمحاربة الإرهاب وحماية الحدود.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024