شكل اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب  وقف المساعدة للمعارضة السورية المسلحة واختياره التعاون مع روسيا لهزيمة «داعش» منعطفا جديدا في مقاربة النزاع السوري التي ستصب في مصلحة النظام الذي  سجلت قواته تقدما عسكريا في وجه المعارضة المسلحة في اكثر من مدينة سورية وخصوصا في حلب حيث لم تستطع المعارضة خرق مناطق السيطرة للقوات الحكومية وفك قبضتها على عدة قرى داخل حلب. 

اما  الموقف الروسي  يقضي بمزج الحسم الميداني مع مبادرات لوقف النار من وقت الى اخر؟

ان واشنطن وموسكو تملكان مفاتيح الحل للازمة السورية والان مع انتخاب ترامب الذي لم يتحفظ عن الكشف عن ميله لمد اليد الى روسيا لحلحة الصراع السوري واعتبار «داعش» هو العدو الوحيد والاوحد، وهذا ما يؤكد ان بوصلة المعارك ستتغير في سوريا.

من جهتها، جددت الحكومة السورية انذارها لمقاتلي المعارضة المسلحة بالخروج من الأحياء الشرقية لمدينة حلب  قبل هجوم مزمع باستخدام أسلحة عالية الدقة في وقت يسود  الهدوء الحذر حتى الان معظم جبهات القتال في حلب باستثناء اشتباكات متقطعة على أطراف بعض المحاور في المنصورة وضاحية الراشدين. وتأتي تجديد السلطات السورية مطالبة  للمسلحين في حلب بالخروج بعد التقدم الذي حققه الجيش السوري في عدة محاور قتالية في غرب حلب إذ تمكن من استعادة السيطرة على ضاحية الأسد وبلدة منيان ومشروع ألف وسبعين شقة، إضافة إلى عدد من التلال الحاكمة في غرب حلب وجنوب غربها بعد سيطرة الفصائل المسلحة عليها قبل حوالى الشهر في عملية عسكرية واسعة شنتها الفصائل تحت مسمى ملحمة حلب الكبرى.




 معامل لتصنيع القذائف 


عثر الجيش السوري على معامل لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة التي تدك فيها المجموعات المسلحة احياء المدنيين وتقتلهم.

وعثر على معمل لتصنيع قذائف الهاون وجرر الغاز في مزارع خان الشيخ في ريف دمشق الجنوبي الغربي كما عثر الجيش السوري وحلفاؤه على مستودع لتصنيع العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية في بلدة بنيامين (منيان) غرب حلب بعد سيطرتهم عليها وفرار المسلحين منها.

من ناحية اخرى، وفي حلب ايضا، باتت فصائل «الجيش السوري الحر» على بعد 2 كلم من مدينة الباب معقل تنظــيم «داعش» الإرهابي بريف حلب الشرقي، بعد استعادتها  قرى سوسيان والدانا، وعولان، وقديران، وحوزان، من قبضة «داعش» في إطار عملية «درع الـفرات».

واشارت مصادر عسكرية تركية إلى أن الفصائل سرعت من وتيرة هجومها باتجاه مدينة الباب خلال الأيام الثــلاثة الماضية، بعد رصدها محاولات تقدم من منظمة الكردية.

وفي الاطار ذاته، قال بيان صادر عن القوات المسلحة التركية، إن مجموعة قوة المهام الخاصة بـ «السوري الحر» سيطرت إلى حد كبير على 6 قرى، بينها حجي كوسا، وحليصة، وتلجة الشرقية، وحجر أبيض، في ريف حلب كما لفت البيان إلى أن العمل جار على فرض سيطرة كاملة على تلك القرى، وأن العمل مستمر من أجل تطهيرها من الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي خلفها تنظيم «داعش».

وفي سياق متصل، استهدفت مقاتلات حربية لم تعرف هويتها حاجزا لقوات «سوريا الديمقراطية» قرب قرية الغزّاوية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، مما اسفر عن سقوط  قتلى وجرحى في صفوف مقاتليها.

ويشار الى ان الحاجز الذي تم استهدافه هو الفاصل بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومناطق المعارضة السورية من جهة مدينة دارة عزة التي تسيطر عليها فصائل تتبع للمعارضة السورية.

وتعقيبا على ذلك، اتهمت  مواقع موالية لوحدات حمــاية الشعب الجيشَ التركي الوقوف وراء هذه الغارة، بينما لم تعلن القوات التركية مسؤوليتها عن هذا القصف الجوي.


 الوضع الميداني 


اما في مدن سورية اخرى فقد شهدت عدة اشتباكات في أرياف ادلب وحماة ودرعا مواجهات وتبادل للقصف بين المسلحين والقوات الحكومية. 

وفي مدينة حماة، تعرضت الأحياء الغربية منها إلى قصف بالقذائف الصاروخية ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات الخاصة والعامة، في حين أعلن مصدر عسكري سوري أن وحداته أحبطت هجوما لمجموعة مسلحة تابعة لما يعرف بـ«جيش الفتح» على إحدى النقاط العسكرية في بلدة القاهرة في الريف الشمالي الغربي بعد اشتباكات عنيفة معها، وتمكنت من قتل تسعة مسلحين من المجموعة المهاجمة. 

اضف على ذلك، استهدف «الجيش السوري الحر» مطار حماة العسكري بالاسلحة الكيمائية الامر الذي اسفر عن مقتل عشرة من قوات النظام السوري حسب مصادره، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى بقصف لقوات النظام على مناطق عدة.

وأكد الجيش السوري الحر إنه استهدف بصواريخ «غراد» مطار حماة العسكري، مما أدى إلى مقتل عشرة من قوات النظام وتدمير مروحية، بالإضافة إلى انفجار مستودع ذخيرة.

يذكر ان وزارة الدفاع الروسية، طالبت الجمعة 11 تشرين الثاني، منظمة حظر الاسلحة الكيمائية الى ارسال خبراء لتقصي وقائع استخدام اسلحة كيميائية في احد احياء حلب في اسرع وقت.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء ايغور كوناشينكوف: «ندعو قيادة منظمة حظر الاسلحة الكيمايئية للنظر في مسألة ارسال خبراء من بعثة تقصي وقائع استخدام المواد الكيميائية كاسلحة، الى حي «1070» في حلب في اسرع وقت».

واكد كوناشينكوف، ان جميع نتائج تحليل عينات التربة وشظايا الذخيرة المدفعية التي اظهرت استخدام مقاتلين في حلب اسلحة كيميائية، ستسلم الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، وفق الاصول المتبعة.

واضاف كوناشينكوف: «وسيوفر المركز الروسي للمصالحة بين الاطراف المتصارعة في سوريا، العمل المشترك بين خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والمتخصصين الروس في مجالات البحث، حيث تم استخدام الارهابيين اسلحة كيميائية».

واضاف كوناشينكوف انه بعد تحليل سريع للعينات في مختبر متنقل، تم الكشف عن مواد سامة في قذائف المسلحين، قائلا ان احتمالا كبيرا ان تكون هذه المواد غاز الكلور والفوسفور الابيض.

واكد انه سيتم اجراء تحليل معمق على العينات التي اخذت في حلب في مختبر التحليل الكيميائي الروسي العلمي، ذاكرا ان المختبر هذا معتمد من قبل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

واستعاد الجيش السوري والقوات المسلحة السيطرة بشكل كامل على خربة خان الشيح في ريف دمشق الجنوبي الغربي.

وفي اللاذقية، سقط عشرات القتلى والمصابين بين صفوف إرهابيي «جبهة النصرة» خلال عمليات للجيش والقوات المسلحة على مواقعهم  كما دمرت وحدات من الجيش دمرت تجمعات للمجموعات التابعة «لجبهة النصرة» في قرى كربيل وفلة والبوضية».

اما في منطقة درعا البلد تحديدا فقد دمرت وحـدات مـــن الجيش السوري عددا من المقرات والتحصينات التابعة لتنظيم جبهة النصرة وذلك وفقا لمصدر عسكري سوري.

على جبهة اخرى, قضى الجيش على عدد من ارهابيي جبهة النصرة في ريف القنيطرة الشمالي في رمايات على نقاط تسللهم بين بساتين التفاح في محيط تل الحمرية الى الجنوب من قرية حضر.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024