توجد المزرعة العائمة في قلب ميناء روتردام، الذي يعدّ من أكثر المناطق الحضرية والصناعية في العالم. والمزرعة العائمة هي تجربة يسعى مطوروها إلى اختبار إمكانية تطوير مشروع انتاج الألبان المستدامة في بيئة كهذه وبعيدا عن الحقول الخضراء والمزارع التقليدية.

سيدة الأعمال الهولندية مينك فان فينغردين، وهي أحد أعضاء الفريق المطور لهذه المزرعة التي تضم قطيعا من 32 بقرة، أكدت أن الفريق أراد القيام بتجربة المزرعة العائمة لأن المحيطات تغطي أكثر من 70 في المائة من سطح الكرة الأرضية بينما تتناقص نسبة الأراضي الصالحة للزراعة.

وتمّ وضع الأبقار، التي بدت مطمئنة في موقعها الجديد على هامش أكبر ميناء في أوروبا وأكثرها ازدحاما، في الجزء العلوي من المزرعة العائمة، ويتمّ رعي الأبقار عن طريق روبوتات، كما يمكنها التنقل إلى المحطة الخاصة بالتغذية لتناول خليط القش والنخالة والعشب وبقايا منتجات النبيذ. وفي الطابق السفلي توجد مرافق معالجة الحليب ومعالجة السماد، كما يوجد مدخل ومتجر للزبائن في نفس الطابق أي الطابق السفلي.

ويتمّ استغلال سطح المزرعة العائمة لجمع مياه الأمطار واستغلالها في وقت لاحق لأغراض كثيرة، كما تمّ تثبيت ألواح شمسية في مكان قريب لتزويد المزرعة بالطاقة. وموقع المزرعة العائمة مرتبط بأحدث التقنيات في مجال منتجات الألبان مثل نظام التغذية الآلي والروبوتات التي تتخلص من السماد ومحطات التنظيف ذاتية الخدمة والفرش الخاصة بتدليك الأبقار.

ويعتبر مشروع المزرعة العائمة صديقا للبيئة، إذ سيقلل من التلوث المرتبط بنقل منتجات الألبان من المزارع البعيدة إلى المحلات التجارية، كما سيعمل المشروع على جمع روث الحيوانات عن طريق روبوتات خاصة وسيباع بعدها كسماد عضوي.