منذ 4 سنوات | العالم / فرانس24


أحيت بلدية جنوى بإيطاليا الأربعاء الذكرى السنوية الأولى لانهيار جسر موراندي والذي أودى بحياة 43 شخصا.

وفي حين بدأ بناء أول قسم من الجسر الجديد على أنقاض الجسر المنهار، تواصل عائلات الضحايا معركتها القضائية مع شركة "أسبي" المشغلة للجسر والتي يتهمونها بالإهمال. وتستهدف التحقيقات 71 شخصا بينهم رؤساء في شركة أسبي ومسؤولون في إدارات عدة.

أقامت إيطاليا الأربعاء مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لانهيار جسر جنوى الذي أودى بحياة 43 شخصا في 14 آب 2018، في مراسم اتخذت طابعا سياسيا غير متوقع بفعل انهيار الائتلاف الشعبوي الحاكم.

في موقع الحادث حيث لا تزال الأنقاض متناثرة، أجريت المراسم على بعد عشرين مترا من حيث بدأ بناء أول قسم من الجسر الجديد.

في مستودع كبير في مكان حصول المأساة، عددت أسماء الضحايا الـ43 قبل إحياء قداس إلهي حضره المئات من بين أقاربهم لكن أيضا كافة الجهات الفاعلة في الأزمة السياسية غير المسبوقة التي تهز البلاد في خضم فصل الصيف.

بعد القداس، تعهدت ممثلة عن أقرباء الضحايا بالبحث عن الحقيقة والعدالة "لأن ما حصل لا يجب أن يتكرر"، في حين أكد رئيس بلدية المدينة ماركو بوتشي أن السلطات ستبقى إلى جانبهم.

عند الساعة 11,36 (09,36 ت غ)، وقف جميع المشاركين دقيقة صمت عن أرواح الضحايا، بالإضافة إلى حشد من الأشخاص المجهولين تجمعوا تحت أشعة الشمس بالقرب من موقع الجسر في حين دقت الكنائس أجراسها وصدحت صفارات إنذار المرفأ.

وكان حاضرا الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الذي يتمتع وحده بصلاحية الدعوة إلى انتخابات جديدة وزعيم الرابطة ماتيو سالفيني (يمين متطرف) الذي يطالب بإجراء انتخابات منذ الأسبوع الماضي وحليفه السابق زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو بالإضافة إلى رئيس الحكومة جوزيبي كونتي وعدد كبير من الوزراء.

وتتولى مهمة بناء الجسر الجديد مجموعة شركات إيطالية اعتمادا على مشروع صممه المهندس الإيطالي الشهير رينزو بيانو المولود في جنوى والذي رسم مركز بومبيدو وقصر العدل الجديد في باريس.

وأوضح بيانو الأربعاء في حديث لصحيفة "لا ريبوبليكا" أن الجسر الجديد ستكون له "بنية فريدة من نوعها تمتد على مسافة تتجاوز الكيلومتر" مضيفا "يجب الإسراع (...) لكن يجب احترام وقت محدد".


معركة قضائية
وبانتظار بناء الجسر الجديد الضروري من أجل عبور سريع لهذه المدينة التي تعد 580 ألف نسمة، تبدو المعركة القضائية بشأن الجسر المنهار في أوجها.

وتدور المعركة بين المتهم الرئيسي من جهة وهو شركة "أوتوسترادي بير ليطاليا" (أسبي) المشغلة للجسر والمملوكة من قبل عائلة بينيتون، ومن الجهة الأخرى عائلات الضحايا وعدد كبير من المسؤولين السياسيين خصوصا حركة خمس نجوم التي تعتبر أن انهيار الجسر كان نتيجة سوء صيانة وتتهم شركة "أسبي" بإهمال السلامة.

وبناء على طلب أقرباء الضحايا، غادر قادة الشركة الذين وجه رئيس بلدية جنوى لهم الدعوة، موقع المراسم قبيل بدء القداس.

وقال مدعي عام جنوى فرانشيسكو كوزي مؤخرا إن "جسر موراندي"، نسبة لاسم المهندس الذي صممه في ستينيات القرن الماضي، "انهار لأنه لم يعد قادرا على الوقوف".

ويبدو أن المحاكمات ستكون ضخمة إذ إن هناك 71 شخصا مستهدفين بالتحقيق بينهم رؤساء في شركات مجموعة "بينيتون" ومسؤولون في إدارات عدة ويشارك فيها أكثر من مئة قاض و120 خبيرا قضائيا و75 شاهدا وعدد كبير من الوثائق والأدلة المادية.

ومنذ عام بالتمام، أدى انهيار الجسر المعلق للسيارات وهو معبر رئيسي للمبادلات مع فرنسا لكن أيضا للرحلات المحلية، إلى سقوط عشرات السيارات كانت في طريقها إلى العمل أو العطل. وقد أودى ذلك بحياة 43 شخصا بينهم أربعة أطفال.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024