"وتحقق ما كان بالأمس حلمًا" أو  "ما كان منذ ثماني سنوات حلمًا"، بهذه الكلمات تُختصر قصة نجاح الشابة "زينب شكر" الزوجة والوالدة التي لم تثنها الظروف مجتمعة عن الوصول إلى حلمها وتحقيق ما أرادته يومًا.

الإرادة والإصرار والصبر مفتاح النجاح وهكذا فعلت ابنة 29 عامًا التي ظنت أن توقفها عن الدراسة منذ العام 2010 ولعبها لدور الزوجة ثم الوالدة سيعيقانها عن الوصول إلى الهدف الذي يرافقها مع كل زفرة من زفراتها، لكنّ المثل القائل أن "الخي سند" صدق فكان له الدور الأكبر في تشجعيها على العودة وعلى تذكيرها بمدى قوتها،  تقول زينب"شقيقي حسين قدم لي كل الدعم المعنوي فأخذت المبادرة وقلت لنفسي الهدف موجود ولا شيء سيقف في طريق تحقيق مرادي ".

ولأن الوصول للقمة ليس بالأمر السهل، فإن لكل قصة نجاح طريق وعرة و"الشاطر بيتخطاها" وهذا ما حصل فعلا إذ أن فاجعة موت الوالد الذي لطالما رسم لمدللته أحلاما بمستقبل واعد وقعت قبل يوم من امتحانات الجامعة اللبنانية/كلية الحقوق الفرع الخامس وما بين نار لسان المجتمع والحزن وبين الرغبة في استغلال الفرصة التي ربما لن تتكرر كانت الحيرة لذا تضيف زينب "من أصعب المواقف اللي بتواجهك هوي وفاة الوالد وتاني يوم امتحانات،اعصابي احترقت وكانت ايام كتير صعبة بس قلت بنفسي هيدي حال الدنيي، ما بكيت ولما خلصت الإمتحان نزلت لعند بابا وبكيت من كل قلبي وقلتلو بنتك اللي قصرت معك وقت دفنك ، رح تحقق حلمك وحلمها"

تشير "زينب" لموقع LIBAN8 أن الكثير من الأشخاص انتقدوها وحاولوا تحطيم معنوياتها إحداهن قالت "كيف بدك تنزلي تعملي امتحان وبيك اتوفى" لكن في المقابل "أصدقائي شجعوني وعرفت ان هيدا القرار الصح وان روح بابا رح تنبسط لما انجح".

مواد من السنة الثانية والثالثة، استطاعت زينب أن تنهيهم في سنة 2018/ 2019، الحلم تحقق اليوم  وكما تقول "ما في شي بيمنعنا من تحقيق أحلامنا طالما الهدف والارادة موجودين، انا عانيت وتعبت بفترة الدراسة خصوصا بوجود طفلين بس ما في شي بيمنع ان نكفي دراستنا لو بعد فترة من التوقف" 

مقاعد الدراسة ليست محددة بعمر والظروف ليست سببا وجيهًا للتخلي عن الأحلام فإما التحدي والتعب وإما الاستسلام للواقع المرير وما بينهما قصة نجاح تُهدى لروح والد لم يستطع ان يكحل عينيه برؤية طفلته ناجحة في حياته وها هي الآن تقول " بهدي نجاحي لبابا وعيني على الماستر"