منذ 7 سنوات | لبنان / اللواء

كل الجهود تصب عند نقطة واحدة: إصدار مراسيم حكومة العهد الأولى، التي يبذل الرئيس سعد الحريري ما لديه من طاقة وإمكانات لوضع الأسماء في خانات الحقائب، بعدما وضعت أسس التأليف وقواعده بين الرئيسين ميشال عون والحريري في اجتماعهما بعد ظهر السبت، اثر انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة، والتي استمع خلالها الرئيس المكلف إلى مطالب الكتل، سواء في ما يتعلق بالتوزير، أو البرنامج الذي يتعين على الحكومة أن توليه اهتمامها.

واستبق الرئيس عون اللقاء المقبل مع الرئيس الحريري بإطلاق سلسلة مواقف في الأحد الأوّل الذي تلى انتخابه، حيث استعاد بوصفه رئيساً للجمهورية، بعضاً من اطلالاته عندما كان رئيس للحكومة العسكرية التي آلت إليها صلاحيات رئيسات الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل في العام 1988 من دون انتخاب رئيس، مردداً عبارته الشهيرة «يا شعب لبنان العظيم»، وباعثاً مجموعة من الرسائل في غير اتجاه، أبرزها للسياسيين بقوله «ان هدف الوصول لرئاسة الجمهورية بناء وطن قوي بدولة قوية تبنى على دستور يحترمه السياسيون «وما في رأس يخرق سقف الدستور من الآن فصاعداً».

واعتبر أن القضايا في الداخل لا تنتهي الا بالحوار، مستعيداً بالذاكرة حربه من أجل السيادة والحرية والاستقلال، وقال: «استفاد الغريب من هذا الوضع كي يكمل حربه علينا».

وأضاف: «لا اذكر الا الطائرات تحمي بعضها طبقة فوق طبقة، طيران غريب، لا أريد أن اسمي، لأنه لم يعد الآن من سبب للتسمية» (في إشارة لقصف الطيران السوري للقصر).

واستعاد الرئيس عون تجربة ربع قرن من نضالاته العسكرية والسياسية، متحدثاً عن مشروع كبير عماده الوحدة الوطنية، مستذكراً قولاً لميشال شيحا: «ان من يحاول السيطرة على طائفة يحاول إلغاء لبنان».

وفي الشأن الخارجي قال عون: «لن نكون مرهونين لأي بلد، فاستقلالنا وسيادتنا ليس عداوة ولا خصومة مع دول أخرى، بل صداقة وقدرة على احترامها، لأننا نكون قد تخلصنا من تأثيرات خارجية».

وبالنسبة للمشاريع الداخلية الملحة، أكّد رئيس الجمهورية أن الفساد سيستأصل، وستعود البيئة نظيفة مستودعاً الحشد البشري الذي جاء للتهنئة «سأراكم في مناسبة اخرى»، «انطلاقاً من أن هذا الحشد كان شعباً عظيماً وأصبح شعباً أعظم».

وكان اللافت تغريدة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل عندما قال: «فهمتو اليوم شو يعني رئيس ميثاقي وقوي؟ اليوم رجع الجنرال ع لبنان، اليوم رجع في رئيس بلبنان».

مشاورات التأليف

بين «بيت الوسط» وعين التينة وقصر بعبدا، تتالت الاجتماعات واللقاءات من أجل التفاهم على توزيع الحقائب وتذليل العقد التي برزت، سواء في ما خص الحقائب السيادية، أو مطالبة الكتل بوزارات خدماتية، مع دخول البلاد، بدءاً من آذار المقبل في أجواء الانتخابات النيابية، حيث علم أن هذه الاجتماعات واللقاءات نجحت في قطع نصف الطريق باتجاه تأليف الحكومة:

1- في «بيت الوسط» التقى الرئيس الحريري تباعاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عند الخامسة بعد الظهر، وبعده استقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وعنوان اللقاءين واحد: التمثيل في الحكومة والوزارات المطلوبة.

ومن المفترض أن يكون جعجع أعاد المطالبة بوزارة سيادية، شارحاً للرئيس الحريري خلفيات المطالبة بوزارة المالية، التي يتمسك بها الرئيس نبيه برّي، إضافة إلى حقيبتين اخريين.

2 - وفي عين التينة، عقد اجتماع مطوّل بين وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري، جرى التطرق خلاله إلى آلية تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب، بعدما اوكل «حزب الله» على لسان أمينه العام السيّد حسن نصرالله إلى الرئيس برّي مهمة التفاوض مع تيّار «المستقبل» على تأليف الحكومة، لا سيما في ما خص الحصة الشيعية.

3 - اما في قصر بعبدا، فلم يحجب يوم التهاني المفتوح للمواطنين والخطاب الذي وجهه الرئيس عون الاهتمام بالتأليف الحكومي، الموكل عملياً للوزير باسيل الذي يتواصل مع الأفرقاء المسيحيين ومع «بيت الوسط» لهذه الغاية.

وفيما قالت مصادر السراي أن عملية التأليف ستأخذ وقتها الطبيعي، وإن كان الاتجاه الغالب هو اصدار مراسيم الحكومة قبل عيد الاستقلال، حيث ستكون الرسالة الأولى للرئيس عون إلى اللبنانيين، كاشفة ان الحكومة الان في مرحلة جوجلة الأسماء في ضوء الحقائب المقترحة لكل كتلة سياسية أو طائفة.

وعلى هذا الصعيد، كشف مصدر مطلع لـ«اللواء» أن الرئيس برّي لا يفاوض فقط باسم حليفه «حزب الله»، بل أيضاً باسم النائب سليمان فرنجية والنائب وليد جنبلاط إلى حدّ ما.

أسماء متداولة

وفي معلومات «اللواء»، أن من الأسماء المتداولة في الحصة الشيعية عن حركة «أمل»: الوزير علي حسن خليل لوزارة المال التي يرأسها حالياً، والدكتور علي حسين عبد الله (من البقاع) الذي سبق وشغل حقيبة السياحة، إضافة إلى الدكتور وسيم منصوري (وهو محامٍ وأستاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية).

أما بالنسبة لوزراء «حزب الله»، فهناك اتجاه لاستبدال الوزيرين الحاليين، أو على الأقل أحدهما.

وبالنسبة لحصة جنبلاط المتمثلة بوزيرين، علم أن أحدهما النائب مروان حمادة، والثاني النائب السابق أيمن شقير، والوزير الدرزي الثالث، حصة النائب طلال أرسلان، فهو الوزير السابق مروان خير الدين، في حين تروّج بعض الأوساط العونية إسم عضو تكتل الإصلاح والتغيير النائب فادي الأعور.

وعلى صعيد وزارة الخارجية، فالأسماء المتداولة هي: النائب السابق إيلي الفرزلي، الوزير الحالي الياس بو صعب والوزير السابق يعقوب الصرّاف، على أن يكون العميد شامل روكز وزيراً للدفاع، خلفاً للوزير سمير مقبل (الذي هو من حصة رئيس الجمهورية).

وعلمت «اللواء» أيضاً أن من الأفكار المتداولة استحداث وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية، على أن تسند إلى وزير الخارجية الحالي جبران باسيل الذي كان التقى أمس مطولاً نادر الحريري قبل أن يزور الثاني عين التينة ويلتقي الوزير خليل.

وأشار مصدر موثوق به إلى أن كلا الاجتماعين كان إيجابياً، وينبئان بتأليف سريع للحكومة.

وبالنسبة للأسماء السنّية المتداولة، علمت «اللواء» كذلك، أن الوزير السابق عبد الرحيم مراد من الأسماء المرشحة لدخول الوزارة كوزير دولة.

وحول تمثيل النائب فرنجية، حيث يتمسّك حزب الله وحركة «أمل» بهذا التمثيل الذي يؤيده أيضاً الرئيس المكلّف، تحدثت المعلومات عن إمكان إسناد وزارة الشؤون الاجتماعية لشخصية يسميها النائب فرنجية.

جنبلاط

تجدر الإشارة إلى أن النائب جنبلاط الذي رأى إيجابيات في خطاب القَسَم، استبعد إمكان ولادة الوزارة لا يُشارك فيها الثنائي الشيعي، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية ما تزال مهتمة بلبنان، وهي دعمت ما اتفق عليه اللبنانيون من خلال الموقف الإيجابي الذي نقله الموفد السعودي الوزير ثامر السبهان عندما زار بيروت، داعياً إلى الإسراع بتأليف الحكومة، ومعالجة الأمور الحسّاسة والمطلوبة من أجل المواطن اللبناني، مطالباً بالإبتعاد قدر الإمكان عن المحاور الإقليمية.

ظريف في بيروت اليوم

في ظل هذه المعطيات المتسارعة وحروب الحسم أو التعثّر الدائرة في الموصل، وحلب، وفتح معركة الرقة، وفي اليوم الذي تجري فيه الانتخابات الرئاسية الأميركية، يصل إلى بيروت اليوم وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف للوقوف على الظروف التي أدّت إلى حدوث التسوية المتمثلة بانتخاب عون للرئاسة الأولى وتكليف الرئيس الحريري للرئاسة الثالثة، ناقلاً، وفقاً لمصدر ديبلوماسي غير لبناني، دعماً إيرانياً لهذه التسوية.

وعُلم أن زيارة الوزير الإيراني، ستستغرق يومين يلتقي خلالها الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري، كما يلتقي الوزير باسيل.

ولم يستبعد مصدر مطلع أن يلتقي أيضاً الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله. 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024