حمَّل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، الولايات المتحدة وحلفاءها من الدول الغربية مسؤولية إخفاق وقف إطلاق النار الأخير، معتبراً أن الإرهاب والإرهابيين هم مجرد ورقة بأيديهم يريدون أن يلعبوها على الساحة السورية.

وقال الأسد في مقابلة لصحيفة «بوليتيكا» الصربية، إن «الغرب وبشكل أساسي الولايات المتحدة مارسوا الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وهم يفعلون ذلك دائماً فقط عندما يكون الإرهابيون في وضع سيئ، وليس من أجل المدنيين»، لافتاً إلى أنهم «يحاولون استغلال حالات وقف إطلاق النار لتقديم الدعم للإرهابيين من أجل أن يعاودوا الهجوم، وعندما لم ينجح ذلك طلبوا من الإرهابيين إفشال وقف إطلاق النار».

وأوضح أنه «بالنسبة لهم فإن دعم الإرهابيين يشكل حرب استنزاف ضد سوريا وإيران وروسيا»، لافتاً إلى أن «السعودية وقطر وتركيا» تقف خلف دعم الارهاب في سوريا.

وأشار إلى أن تنظيم «داعش» ينقل النفط من سوريا إلى تركيا على مرأى من الأقمار الصناعية للتحالف (الدولي) من دون أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك»، موضحاً أن أمرا كهذا «يتم بالشراكة بين داعش وتركيا، يذهب جزء من هذا المال إلى داعش، وهو الذي يمكنهم من استقدام الإرهابيين ودفع رواتبهم، وجزء (آخر) يذهب إلى مسؤولي الحكومة التركية، وبشكل أساسي إلى (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان نفسه وعائلته».

وإذ أعرب الأسد عن امله في أن يتمكن كل من الروس والاميركيين من الاتفاق حول سوريا، أشار إلى أن اتفاقا كهذا غير ممكن، لأن «الروس يبنون سياستهم على القيم إضافة إلى المصالح، في حين أن الأميركيين يبنون سياستهم على أنه بوسعهم استخدام الإرهابيين في لعبة سياسية لخدمة مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الدول الأخرى».

وأكد أن سوريا لم تعد تمتلك أي أسلحة كيميائية منذ العام 2013، «تخلينا عن ترسانتنا، لكننا حتى قبل ذلك لم نستخدمها على الإطلاق»، مضيفاً: «عندما تتحدث عن استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية فإن هذا يعني أنك تتحدث عن آلاف القتلى في مكان واحد وفي وقت قصير جداً. إن حوادث كهذه لم تحدث عندنا على الإطلاق، إنها مجرد ادعاءات في الصحافة الغربية».

وأوضح الأسد أن المجتمع السوري «بات أكثر انسجاماً مما كان عليه قبل الحرب، لأن الحرب شكلت درساً مهماً وعميقاً جداً لكل سوري، بسبب الحرب والدمار والثمن الباهظ الذي أثر على كل السوريين فإن الكثير منهم باتوا يعرفون أن السبيل الوحيد لحماية البلاد والحفاظ عليها يتمثل في أن يكونوا منسجمين وأن يعيشوا مع بعضهم بعضا وأن يندمجوا»، مضيفاً: «أنا لست قلقاً على بنية المجتمع السوري بعد الحرب، أعتقد أن هذه البنية ستكون صحية أكثر».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024