منذ 7 سنوات | العالم / Huffington Post

المرشح الجمهوري قلَّص الفارق تدريجياً منذ إعادة فتح ملف التحقيق مع كلينتون، لكن التقدم في استطلاعات الرأي لا يعني بالضرورة الحصول على أصوات المجمع الانتخابي.

يبدو أن السباق الرئاسي بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب على أشده وبفارق ضئيل قبل 5 أيام فقط قبل الانتخابات. وأظهر معدل 6 استطلاعات رأي مختلفة أن كلينتون متقدمة على ترامب بـ1.7 نقطة فقط، وفقاً لما نشرته صحيفة "The Guardian" البريطانية.

مع ذلك، نجد أن هنالك العديد من التباينات، فهناك استطلاع للرأي وجد أن كلينتون متقدمة بثلاث نقاط، وآخر أنها متأخرة عن المرشح الجمهوري بست نقاط، مع العلم أن هذين الاستطلاعين أجريا بعد تداول أخبار عن أن وزارة العدل حصلت على مذكرة للتحقيق مع أحد معاوني كلينتون في قضية الرسائل الإلكترونية، مع العلم أن تقدمها كان يتضاءل قبل هذه القضية أصلاً.

ولا يعد اختلاف الأرقام بين استطلاعات الرأي أمراً غير مألوف، إذ يمكن تأويله إلى أن كل استطلاع للرأي يأخذ رأي عينة مختلفة من الأشخاص. فعلى سبيل المثال، استطلاع الرأي الذي تجريه صحيفة "إل إيه تايمز"، الذي كان دوماً ما يشير إلى أن ترامب يحظى بدعم أكبر على المستوى الوطني، دائماً ما يشرك شاباً من أصول إفريقية يبلغ من العمر 19 عاماً، دائماً ما يقول إنه سيصوت للمرشح الجمهوري.

ويمتلك هذا الشاب تأثيراً كبيراً على النتائج بسبب عملية إحصائية تسمى التوزين (حيث ينتهي المطاف بمشارك واحد بالاستطلاع بتمثيل مئات الآلاف من المصوتين).

وبناء عليه، هل تعكس استطلاعات الرأي الحالية ما سيحدث في يوم الاقتراع بصورة دقيقة؟ إذا نظرنا للتاريخ، ستكون الإجابة "لا بأس بها" بالرغم من أنها ستكون مؤشراً أفضل صباح يوم 8 نوفمبر مقارنة بنتائجها الآن. ومن المرجح أن يتم تخليد فضيحة الرسائل الإلكترونية الخاصة بكلينتون على أنها "مفاجأة أكتوبر"، أي أخبار متأخرة يمكنها تغيير الرأي العام.

مفاجآت سابقة

1

لكن مثل هذه المفاجآت –كغيرها من المفاجآت السابقة مثل إعلان لندون جونسون إيقاف القصف على شمالي فيتنام عام 1968 وخبر اتهام جورج بوش الابن بقيادة السيارة تحت تأثير الكحول عام 2000- لا تؤثر عادة على النتائج النهائية بشكل كبير بحسب الجدول أدناه، والذي يقارن بين نتائج استطلاعات الرأي قبل الانتخابات بأسبوع وصباح الانتخابات، والنتائج الحقيقية.

الأصل الوحيد هنا هو المجمع الانتخابي. ففي عام 2000 لم تكن شبكة "ABC" وصحيفة "واشنطن بوست" وحدهما من تنبأ بفوز بوش، فقد أظهرت معدلات استطلاعات الرأي تقدمه على آل غور بثلاث نقاط.

لكن النتيجة النهائية كانت حصول كل منهما على 48% من الأصوات العامة، ولو كان بعد التدوير لأقرب رقم صحيح. فقد كانت النتيجة الدقيقة 48.4% لآل غور مقابل 47.9% لبوش. لكن في النهاية أصبح بوش رئيساً لأن توزيع تلك الأصوات جغرافياً جاء لمصلحته، إذ حصل على 271 من أصوات المجمع الانتخابي (يحتاج المرشح لـ270 صوتاً للفوز).

التوزيع الجغرافي

لكن ذلك التوزيع الجغرافي يبدو مخيفاً للمرشح الجمهوري الحالي. فحتى لو تمكن ترامب من الفوز في ولايات فلوريدا وأوهايو وآيوا (وهي ولايات مهمة والفارق بينه وبين كلينتون فيها ضئيل) وفي الولايات التي يتقدم فيها (ولو بفارق ضئيل)، فعليه أيضاً أن يؤمن ولاية واحدة على الأقل بفارق مريح من أصوات التجمعات الانتخابية مثل ولايات فرجينيا أو بنسلفانيا أو ميشيغان. لكن كلينتون متقدمة في هذه الولايات الثلاث بفارق مريح يتراوح بين 5 و7 نقاط.

ويمكن لحملة ترامب التشبث ببعض الأمل من حقيقة أن النظر إلى هذه الانتخابات من منظور تاريخي أمر لا يتحلى بالدقة؛ فقد أصبحت دقة استطلاعات الرأي محل شك. والأهم من ذلك أنه على الأميركيين في هذه الانتخابات بالذات الاختيار بين اثنين من أكثر المرشحين كراهية في التاريخ، ما يجعل من السهولة على التقارير الإخبارية أن تغير رأيهم باستمرار.

فإذا ظن مؤيدو الحزب الديمقراطي أن كلينتون فائزة لا محالة، أو أنهم كانوا يكرهون كلا المرشحين بنفس الدرجة، فقد يقررون البقاء في البيت وعدم التصويت. وإذا كان هنالك عدد كاف من هؤلاء في الولايات المناسبة، فقد يصبح ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024