الضعف الجنسي المفاجئ هو عدم القدرة على تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه لفترة كافية أثناء الممارسة الجنسية أو القذف المبكر أو حتى فقدان الرغبة الجنسية تماماً بشكل مفاجئ، وهو مشكلة يمكن أن تحدث لأي رجل لأسباب متعددة ولا تستدعي القلق كثيراً، إذ إن علاج الضعف الجنسي المفاجئ عادةً ما يكون بسيطاً.
وقد يكون الضعف المفاجئ حالة واحدة بتأثير نفسي دائم أو قد تكون بداية لحالة مستمرة. ولكن في كلتي الحالتين يفضل اللجوء للطبيب للوقوف على سبب المشكلة.
ويعتبر الضعف الجنسي لحظة غريبة جداً لأنه لم يخيل للرجل بأنه قد يمر بهكذا تجربة في حياته، وعادة تثير الهلع وتبدأ مرحلة التساؤل عما إن كان يعاني من مشكلة صحية جدية وعما يحدث خصوصاً وأنه لم يصل بعد للمرحلة العمرية التي تبرر وجود أي خلل في الممارسة الزوجية.
تجربة واحدة يختبر فيها الرجل الضعف المفاجئ من شأنها ان تخلق حلقة مفرغة لأنها ستبقى محفورة في الذاكرة. ولكن بشكل عام يمكن الحديث عن مجموعة من أسباب الضعف الجنسي المفاجي لدى الرجل وكذلك طرق علاجه.
أسباب الضعف الجنسي المفاجئ
تناول بعض الأدوية: بعض الأدوية لها تأثيرات جانبية على الحياة الجنسية، حيث تؤثر وبشكل سلبي وسريع على الانتصاب أو القذف أو حتى الشعور بالرغبة، وقد تكون هي السبب وراء الضعف الجنسي المفاجئ لديك.
أدوية خفض ضغط الدم هي الأكثر تأثيراً بالإضافة الى العقاقير التي تعالج القرحة، الكولسترول، الإكتئاب والقلق، الإضطرابات العقلية، التقلصات العضلية، النوبات، وحتى الادوية التي تمنع تساقط الشعر.
بعض هذه الأدوية يؤثر على معدلات إفراز هرمون التستسترون، وبعضها يؤثر على تدفق الدماء وبالتالي يقلل من كميات الدماء التي تصل الى الاعضاء التناسلية، والبعض الاخر يؤثر على كيمياء الدماغ وبالتالي «يسد» الطريق أمام الإشارات العصبية التي تحفز الرغبة الجنسية، فلا مشاعر ولا رغبة، ولا حتى إفراز للهرمومانات الضرورية لممارسة العلاقة الزوجية بشكل طبيعي.
الحل هنا عند طبيبك، إذ يمكنه إستبدال الدواء الذي يؤثر عليك بآخر، أو يمكنه اقتراح بعض الحلول البديلة في حال لم يكن بالإمكان إستبداله.
لا تتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسك تحت أي ظرف من الظروف بل قم بإستشارة طبيبك.
مشاكل الأسنان: في حال كنت تعاني من إلتهاب دواعم الأسنان أو من أمراض اللثة فإن ذلك يؤثر وبشكل مباشر وسريع على حياتك الجنسية.
الربط بين أمراض اللثة وضعف الانتصاب حديث نسبياً، فبعد ان تم ربطها بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري، تم التوصل الى نتائج حاسمة وهي أن اللثة وأمراضها تقتل الحياة الجنسية وقد هي السبب وراء الضعف الجنسي. فحتى لو كنت تختبر نزيفاً في اللثة خلال عملية غسل أسنانك، فإن ذلك يجعل عرضة مرتين للمعاناة من العجز الجنسي.
البكتيريا في الفم تدخل الي الدم وبالتالي تؤثر على الأوعية الدموية والشرايين ما يرغمها على أن تصبح أضيق وبالتالي عدم وصول ما يكفي من الدماء والاوكسجين الى مختلف الاعضاء ومن ضمنها الاعضاء التناسلية.
هنا الحل أيضاً عند طبيبك، ويجب أن يكون حلاً عاجلاً لان الخطر يتجاوز العجز الجنسي المؤقت بل يرتبط بأمراض مهددة للحياة.
معدلات التوتر مرتفعة: التوتر يحفز الدماغ على إفراز مواد كيميائية تمنع الرجل من تحقيق الانتصاب. ومن هنا تبدأ الحلقة المفرغة.
العجز الجنسي لمرة واحدة سيحفر في الذاكرة وسيثير مشاعر القلق والغضب والخوف من تكرارها في كل مرة، ما يخلق جميع الأسباب التي تؤدي الى الضعف الجنسي الدائم، لان الدماغ سيستمر بإفراز المواد الكيميائية نفسها وبالتالي تتحول مشكلة «مؤقتة» الى مشكلة دائمة.
ما عليك فعله في هذه الحالة هو التعامل مع الضعف الجنسي المؤقت على ما هو عليه: حالة مؤقتة.
عليك تجاوز التجربة عقلياً ونفسياً وإيجاد الطرق التي تساعدك على التخلص من التوتر، وفي حال لم تتمكن من تجاوزها بمفردك فحينها يمكنك الحصول على مساعدة طبيب مختص.
الشعور بالتعب: الخبراء يؤكدون بأن الضعف الجنسي المؤقت سببه وفي معظم الحالات التعب.
في حال كنت تشعر بالتعب لا تمارس الجنس.. الامر بهذه البساطة.
المشكلة هذه يواجهها الرجال الذي يمارسون الجنس خلال ساعات المساء وبعد يوم منهك وطويل، لذلك ان كانت طبيعة عملك تجعلك تصل لنهاية اليوم في حال من الانهاك فقم بممارسة الجنس صباحاً.
روتين، ملل، مشاكل زوجية: البعض يستخف بهذه النقطة بإعتبار أن الرجال يظنون بأنهم يمكنهم ممارسة الجنس حتى ولو كانت علاقتهم مع زوجتهم تمر بمراحل سيئة، ولكن هذه النقطة أساسية جداً سواء في حال العجز الجنسي المؤقت أو الدائم.
في حال كنا سنتحدث عن الروتين والملل فان التأثير هنا مضاعف، فأنت كرجل تشعر بالملل وبالتالي أنت غير متحمس لما هو قادم، كما انك غير متحمس لاختبار مشاعر عدم الرضى «النفسي والجنسي» بعد الانتهاء من العلاقة الزوجية.
الأمر نفسه ينطبق على الزوجة، فهي أيضاً تتأثر بالروتين والملل حتى ولو لم تعلن عن ذلك صراحة. في المقابل، المشاكل الزوجية لا يمكن حلها بالجنس، هذا واقع مثبت. وفي الحقيقة المشاكل الزوجية هي سبب أساسي من أسباب الضعف الجنسي المفاجئ أو المؤقت، ما يعني أنه عوض ان تحل بعضاً من المشاكل فهي تخلق مصيبة للزوج والزوجة معاً.
وفي حال كانت المشاكل بينكما قد أوصلتك لمرحلة الاستياء الشديد وربما النفور أو الغصب من زوجتك، فهذه المشاعر ستجعل دماغك يفرز مواد كيميائية تمنعك من تحقيق اي انتصاب يذكر أو حتى إختبار الحد الادنى من المشاعر الجنسية المطلوبة لممارسة جنسية تؤدي للرضا بين الطرفين.
الحلول هنا، سواء كانت الروتين او المشاكل، تبدأ من مكان واحد هو التواصل الصحي بين الزوجين.
ضعف القدرة الجنسية لدى الرجل هو مشكلة للطرفين وليس مشكلة طرف واحد، فإن كان الروتين يقتل حياتكما الجنسية فعليكما مناقشة الامر بشفافية ووضوح.
أما ان كانت حياتكما الزوجية حافلة بالمشاكل، فعليكما البدء بحلها بشكل منطقي وواقعي وليس عن طريق الجنس، فالعلاقات الجنسية ليست حلاً للمشاكل الحياتية والزوجية أبداً.
علاج الضعف الجنسي المفاجئ
إذاً مما سبق نستنتج أن هناك عدة علاجات للضعف الجنسي عند الرجال، ونعيد التأكيد عليها هنا:
- مراجعة الطبيب بشأن الأدوية التي تتناولها ومدى تأثيرها على القدرة الجنسية.
- علاج مشاكل الأسنان واللثة التي تعاني منها.
- التخلص من القلق والتوتر في حياتك عموماً ويمكن مراجعة طبيب نفسي إذا لزم الأمر.
- جرب ممارسة الجنس في الصباح، وذلك حتى تتجنب تأثير التعب والإرهاق على جسدك وقدرتك الجنسية في المساء.
- تخلص من الروتين والممل في حياتكما الزوجية، وجربا أشياء جديدة.
- ناقش الأمر بهدوء مع زوجتك وحاولا إيجاد حل معاً، لأن التواصل الصحي ضروري لعودة العلاقات الزوجية إلى طبيعتها.
