منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في كلمته في الاحتفال الذي أقيم في ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن: "تمر ذكراك الرابعة يا وسام، وأنت أكثر حضورا بيننا. لا حاجتنا الى عقلك ووطنيتك تقل، ولا الشوق الى طينتك النادرة في الصدق والإخلاص يصغر.

هو ليس يوما في السنة نستعيدك في خلاله، من زحمة الأخبار والملفات والقضايا والقرارات. ليس يوما في السنة، وأنت تسكن الذاكرة كل يوم وتسكن الحاضر في تفاصيل التفاصيل.

عائلتك الصغيرة، لا يعوضها في غيابك الا الارث الذي تركته في العصامية والنجاح، في بلاد تكافىء الموهبة بالعدوان والاغتيال!

وعائلتك الكبيرة، تستلهم من سيرتك الاداء العاقل والمسؤول والوطني في درب جلجلة القرارات الصعبة الذي نمشيه مع الرئيس سعد الحريري! 

كانت المسؤولية بالنسبة لوسام الحسن إمتحانا يوميا لترويض العاطفة".


وأضاف: "عام 2007 وكان وليد بك جنبلاط قد أنهى للتو واحدا من أعنف الخطابات السياسية في تاريخ لبنان ضد نظام الاسد، في ذكرى الرابع عشر من شباط، عاد الى منزله ليجد وسام الحسن قد سبقه الى هناك: "التحقيق يأخذنا الى مسارات أخرى يا بيك، ومعطياتنا لا تسند، حتى الآن، ما ذهبت اليه"! هل كان وسام، بكلامه، يدافع عن نظام الأسد الذي يعرف تاريخه بحق لبنان وبحق رفيق الحريري؟ كلا!

كان الضابط المسؤول الذي لا تأخذه العاطفة ولا الأحقاد ولا الاحكام المسبقة، ولا تمنعه الخصومة من إيجاد مساحة مشتركة، حتى حين كان في ذروة الإشتباك! كان إبن الدولة التي تشرف بلبس بذلتها ورفع علمها، ووضع نجوم لبنان على كتفيه، مثل كل الحاضرين هنا من العسكريين، والغائبين أيضا.

هذا هو وسام الحسن. إبن الدولة وشهيدها. الدولة التي نخوض اليوم تجربة صعبة على الجميع، كي نحاول إنقاذ ما بقي منها، ونبني عليه، ونستعيد مؤسساتها وحضورها وقدرتها على الحياة.

لو كان وسام بيننا اليوم لما تأخر لحظة في فهم معنى الإنخراط في اي تسوية تحمي الدولة، أيا تكن الأثمان الخاصة التي يحكى عنها".


وتابع: "نصيب مرة ونخطىء مرات، لكننا ثابتون، بقيادة الرئيس الحريري، على خط الدفاع عن الدولة ومؤسساتها وفكرتها وحضورها في وجدان اللبنانيين. وهذا هو الأهم. لأن أخطر ما يمكن أن نواجهه، وأبشع ما يمكن الإستثمار فيه، هو سقوط الدولة من وعي المواطن، أو جعلها مرادفة للفشل والضعف فقط وبالتالي اسقاط الحاجة اليها!"


وقال: "أيا تكن مواصفات اللواء الشهيد الحبيب وسام الحسن، هل كان ليحقق نجاحه خارج فهمه للدولة؟ كل واحد منكم يعرف الاجابة عن هذه الأسئلة.

إنها الدولة نفسها، والتي كانت تعاني ما نعانيه اليوم، عمل فيها وسام الحسن وصنع من تجربته فيها تجربة أمل للبنانيين. وأثبت أن بناء المؤسسات ممكنٌ حين تتوفر الارادة والرؤية، لأن وزن كل نجاح للدولة، هو السحب من رصيد المتطاولين عليها.

لا حاجة الى المبالغة في مديح تجربتك أكثر يا وسام، وهي تتحدث عنك في وجوه زملائك ونجاح الجهاز الذي اشرفت على بنائه حجرا حجرا، وعنصرا عنصرا، الى أن صار ما هو عليه اليوم، صمام أمن وأمان للبنانيين، لكل اللبنانيين، من دون أي تفريق".


وأضاف: "لتطمئن أكثر يا وسام، يقوم اللواء بصبوص، الناسك القادر بالقانون، على إصلاح الكثير الكثير مما كنت أنت تشكو منه في قوى الأمن الداخلي.

قلت في السابق: أخطأ من اعتقد أن إلتزامنا الدائم بالتهدئة ومنطق التسوية حماية للسلم الاهلي، على هشاشته وضعفه، أخطأ حين اعتبر أن هذا الالتزام عنوان للضعف.

وهو مخطىء اليوم وغدا وكل ساعة.

وعدنا جمهورنا وجمهور وسام الحسن، بأن قرار الافراج عن قاتله أو أحد المخططين، ميشال سماحة لن يمر أيا تكن الأثمان، وأننا لن نقبل بإستمرار الخطأ القضائي والحقوقي في لبنان.

لكننا قررنا بقيادة الرئيس سعد الحريري أن نخوض المعركة من قلب الدولة، بعيدا عن عراضات الشارع ومزايدات المزايدين، ونجحنا واعدنا القاتل الى حيث يجب أن يكون".


وأكد "أننا لا نساوم على شهدائنا، ولا نساوم على تضحياتهم ولا نقفز فوق دمائهم. لكننا لا نفقد البوصلة أيضا ونمضي في تدمير ما استشهدوا من أجله. فعلنا ذلك منذ أن استشهد رفيق الحريري وحتى استشهاد الوزير الحبيب محمد شطح، وقدرنا أن نبقى مؤمنين بخيار الدولة، حتى حين يضعف إيماننا بوجود شريك.

نعم، قد تكون هذه آخر التسويات الممكنة في لبنان. وقد تكون آخر أغصان الزيتون، إذا ما ثبت أن من نصنع معهم التسوية يريدون تحويلها الى معادلة نصر وهزيمة للدولة وقدرتها على تمثيل كل اللبنانيين.

ما سمعتموه بالامس كان واضحا. هي محاولة لتسوية مبنية على اتفاق سياسي يلخص الثوابت التي استشهد من أجلها وسام الحسن وبقية الشهداء: حماية الدولة وإحياء المؤسسات وتحييد الدولة اللبنانية عن الأزمة السورية، والأهم، التزام الطائف وعروبة لبنان، وهي مسألة في غاية الحساسية في ظل الاختراقات الحاصلة في المنطقة والساعية الى أخذ الدول والمجتمعات الي خيارات واتجاهات أخرى لن نسمح بها في لبنان".


وختم: "جولة الباطل ساعة وجولة حق الدولة إلى قيام الساعة". 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024