منذ 7 سنوات | حول العالم / المدن


عرّف قاموس أوكسفورد "الهيبستر" بأنه شخص "يتبع آخر تيارات الموضة، خصوصاً تلك التي تعتبر خارج إطار السائد". فالهيبستر هو تقليد للهيبي الذي كان رائجاً في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته، لكنه تقليد شكلي يناسب عصرنا الإستهلاكي الحالي.


يمكننا اليوم الحديث عن أسواق للهيبسترز. فأن يكون المرء هيبستر لا يعني أن يحيا أسلوب حياة معين، بل أن "يلبسه" فقط، خصوصاً مع تبني النظام الإقتصادي هذا الأسلوب والعمل على ترويجه والإستفادة منه.


إن كنت واحداً من أولئك الذين يطمحون إلى لبس أسلوب الحياة هذا، إليك بعض الطرق وربّما الخدع التي تمكّنك من ذلك. لكن علينا تحذيرك قبل أن تأخذ هذا القرار: الأمر ليس سهلاً. فأن تكون هيبستر يعني أن تتحمل السخرية وأن تقفز بين التناقضات والأضداد من دون توقف.


1- مزق بنطالك!

مزّق بنطالك وبلوزتك. لا تمشّط شعرك، وإن كان شعرك مرتباً بطبيعته، فتّش عن طرقٍ لجعله يبدو غير أنيقٍ. إياك أن تقصّه، أطل لحيتك، أو إحلقها وإبقِ على الشاربين. لكن انتبه، تريد أن تظهر كهيبستر، وليس كشخص مشرّد، لذلك عليك أن تحافظ على نوعٍ من الاعتدال في عدم ترتيبك.


إحرص على الوصول إلى درجةٍ مدروسة من الشعر الأشعث واللحية غير المهذبة، وحافظ عليها. الخدعة هي أن تبدو غير أنيقٍ في أناقتك. نعم، يتطلّب الأمر بعض الجهد والخبرة. لكن لا تقلق، المدينة مليئة بالنماذج التي يمكنك التعلّم منها. توجّه إلى الحمرا أو مارمخايل، راقب وتعلّم.


2- إرتدِ الـ"Vintage"

تعتبر موضة "vintage" (الأزياء العتيقة)، جانباً أساسياً من مظهر الهيبستر. عليك، إذاً، أن تقصد متاجر البالة، أو المحال المخصصة لبيع ملابس من طراز مضى عليه الزمن، كالعبايات والشراويل وقد تضطر أحياناً إلى دفع أموال طائلة ثمناً لهذا المظهر المتميز.


3- أكثر من الثياب الملونة

أصبح التسوّق من أجل هذه الثياب غاية في السهولة مؤخراً، بعدما عمدت بعض المتاجر الكبيرة والعلامات التجارية العالمية إلى إطلاق تصاميم مخصصة للهيبسترز وبالأسعار الخيالية نفسها. اذاً، احرص على شراء التصاميم المخصصة لك واكثر من الألوان في ثيابك من دون أن تقلق من عدم تجانسها. فالهيبسترز لا يبالون بمعايير الموضة الكلاسيكية.


4- زيّن نفسك بالإكسسوارات الرخيصة

لا تنسى أن تضف إلى هيئتك كثيراً من الأكسسوارات الرخيصة (الذهب والفضة لن يساعدانك في هذه المهمة). ضع النظارات "retro"، ولاسيما تلك الكبيرة، الملوّنة، أو المدورة a la John Lennon.


5- امتلك حباً فجائياً للطبيعة

تذمّر من ضوضاء المدينة وسرعتها خلال تمضيتك سهرة الجمعة في إحدى "Clubs" الصاخبة تحت الأرض، وضع خططاً لتمضية عطلة نهاية الأسبوع في غابة أو حرش قريب. لا تنس مهرجانات الموسيقى التي تنظّم في الهواء الطلق والتي تعجّ بالهيبسترز أمثالك كـ"Forestronika" و"SanDance"، وادفع تحو90 دولاراً ثمن الموسيقى والهواء الطلق.


6- عانق الأشجار ومارس اليوغا

عانق الأشجار، تناول طعاماً "Organic"، وتحوّل إلى نباتي. فرغم عاداتك غير الصحية الأخرى، كالتدخين والإفراط في شرب الكحول لا تنسى ممارسة اليوغا والتأمّل. اشترِ دراجة هوائية للتنقل، رغبةً منك في إنقاذ الأرض من التلوّث، رغم أن بيروت ليست مجهزة لقيادة الدراجات. لكن كما قلنا: أن تكون هيبستر ليس مهمة سهلة!


7- كوّن إهتماماً بثقافات إكزوتيك

سافر إلى الهند والنيبال واعلن إعجابك بعاداتهم الغريبة. صوّر السكان الأصليين وانشر الصور على فايسبوك. عد إلى لبنان وبجعبتك كثير من الملابس والأكسسوارات المصنوعة يدوياً. إن كنت لا تمتلك ثمن هذه الرحلات، اذهب إلى متجر "Ants" في الحمرا واشترِ الملابس النيبالية والهندية مقابل 5 أضعاف سعرها الأساسي.


8- تحلى بذوقٍ فني رفيع لكن ساخر

يطمح كل هيبستر أن يكون فناناً، على الأقل بشهادة الدوائر الهيبية المحيطة به. لكن في حال فشلك في هذا المسار، تحوّل إلى "ناقد فني". فالهيبستر يعيش، على الدوام، في حالة صراعٍ بين رغبته في تقدير الفن الرفيع، وحبّه للتميّز عن الذوق السائد وهو يريد تكوين هالة ثقافية حوله، لكن من دون التفريط بشخصيته العبثية والساخرة من كلّ شيء.


لذا، احرص على أن تساوي بين الإثنين. وثابر على أن تكون سباقاً في اكتشاف فرق الأندرغراوند غير المعروفة واستمع إليها من دون توقف، إلى أن يتعرّف إليها الآخرون وتصبح "كليشيه"، فتستأنف عندها بحثك عن الجديد. استمع إلى فرق الستينيات والسبعينيات، وأغاني موسيقى الإندي السايكادلك. لا تذهب إلى السينما التجارية، وشاهد الأفلام التي لا يفهمها أحد... حتى أنت!


في النهاية، لا تقبل بالإعتراف بأنك هيبستر. فأنت لا تحب التصنيفات. ولا تنسَ دحض العادات الاستهلاكية والرأسمالية في المجتمعات الحديثة. لكن انتبه فمن المحتمل أن ينعتك الآخرون باليساري وهذه موضة قديمة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024