تناول موقع "ذا درايف" الأميركي حدث تسليم روسيا منظومة الـ"S-300" إلى سوريا أمس الثلاثاء، مقللاً من أهمية هذه الخطوة ومحذراً في الوقت نفسه منها.
وفي تقريره، انطلق الموقع من تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّه تم تسليم 49 قطعة من المعدات العسكرية في إطار توريد المنظومة، بينها آليات قيادة و4 منصات إطلاق وغيرها، وأنّ عمليات تدريب الجيش السوري على استخدامها بدأت على أن يُصبح مستعداً لاستخدامها خلال 3 أشهر، معتبراً أنّ اكتفاء الكرملين بإرسال 4 منصات فقط دليل على أن القدرات التي ستُمنح إلى الرئيس السوري بشار الأسد "متواضعة جداً".
في السياق نفسه، لفت الموقع إلى أنّ شويغو قال إن آلية الدفاع الجوي الموحدة ستوضع في الخدمة بحلول 20 تشرين الأول الجاري، مشيراً إلى أنّ تصريحه هذا تلميح إلى خطة روسيا تمكين الجيش السوري في وقت لاحق من التعرف بشكل سريع إلى الطائرات الروسية، وبالتالي تقليل احتمالات وقوع حوادث جديدة. كما حذّر الموقع من أنّ هذه المنظومات ستربط روسيا بشكل أكبر بعمليات شبكات المنظومات الدفاعية السورية اليومية.
إلى ذلك، تطرّق الموقع إلى مدى الـ"S-300" الذي قال شويغو إنّ أقصاه سيبلغ نحو 199.559 كيلومتراً، مبيناً أنّ مدى المنظومة التي ستُنشر في جنوب سوريابالقرب من العاصمة دمشق سيغطي المتوسط ويصل حتى "المجال الجوي الإسرائيلي" ويغطي جزءاً كبيراً من المجال الجوي اللبناني، الذي تخرقه الطائرات الإسرائيلية دورياً لتنفيذ غاراتها في سوريا.
في المقابل، قال الموقع إنّ المنظومة إذا نُشرت في هذا الموقع لن تكون قادرة على أن تغطي المناطق في شمال غربي سوريا، التي تضم المناطق نفسها التي ضربتها إسرائيل قبل قرار روسيا تسليم "S-300" لسوريا.
وفي هذا الإطار، استبعد الموقع توقف إسرائيل عن شن غارات في سوريا، مذكراً بتهديدات تل أبيب السابقة بعزمها على منع "حزب الله" وإيران من تعزيز مواقعهما في سوريا. كما حذّر من أنّ المنظومة ستكون هدفاً أساسياً لإسرائيلإذا ما قررت ضرب سوريا مستقبلاً، مستشهداً باستهدافها منظومات دفاعية نشرتها إيران في سوريا ومنظومات دفاعية سورية جوية أخرى.
ختاماً، رأى الموقع أنّه خلال الأشهر الـ3 المقبلة، أي حين توضع المنظومة الروسية في الخدمة فعلاً في سوريا وفقاً للمعايير الروسية، سنفهم أكثر القدرات التي بات الأسد يتمتع بها في سوريا والمكاسب التي يُحتمل أن يكون الكرملين قد جناها بموجب هذه الخطوة.
