السيّد الحوثي : المجازر ترتكب بضوء أميركي... وأدعو للنفير العام

أميركا : التعاون الأمني مع السعودية ليس شيكاً على بياض



اثارت الغارات التي شنتها طائرات التحالف على صالة عزاء في القاعة الكبرى في صنعاء وأسفرت عن مقتل عشرات اليمنيين، بينهم مسؤولون كبار في حزب الرئىس اليمني السابق، اثارت موجة من الغضب على السعودية، ورافقت موجة الغضب هذه عاصفة من الانتقادات المحلية والدولية.
ورداً على المجزرةِ، نفذَ الجيشُ اليمنيُ واللجانُ الشعبيةُ عملياتٍ نوعيةً ضدَ مواقعِ قُوى العدوانِ السعوديةِ في جيزان اسفرت عن مصرع ِ اكثرَ من خمسةٍ وعشرينَ عسكرياً سعودياً بينهُم ضباطٌ بِحَسَبِ ما افادت مصادرُ يمنية، التي اكدت انَ قواتِ الجيشِ واللجانِ الشعبية اقتحمت موقِعَي الكرس والفرن في جيزان، وكبدت قُوى العدوانِ خسائرَ بشريةً كبيرة.
هذا واعلنت وزارةُ الصِحة اليمنية اَنَ حصيلةَ مجزرةِ الإبادة التي ارتكبَها تحالُفُ العدوانِ السعودي ـ الاميركي في صنعاءَ بلغت حتى الانَ مئةً وخمسةَ عشرَ شهيداً.
واكد الناطقُ باسمِ وزارةِ الصِحة اليمنية، اَنَ هناكَ حوالَى ثلاثِمئةِ حالةٍ حرجةٍ بينَ المصابينَ تستدعي السفرَ الى الخارجِ من أجلِ العلاج، محمِّلاً الاممَ المتحدة مسؤوليةَ فكِ الحِصارِ  عن اليمن من اجلِ اخراجِ الجرحى.

ـ السعودية تتنصّل ـ

ومن جانبه، نفى التحالف العربي مسؤوليته عن القصف، وقال انه سيقوم بإجراء «تحقيق فوري» حول التقارير التي أشارت الى قيام طائراتها باستهداف قاعة للعزاء في العاصمة اليمنية، صنعاء، أمس الاول، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

ـ السيد الحوثي: لأخذ الثأر ـ

دعا قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الشعب اليمني إلى النفير العام والتحرك الجاد والمسؤول في وجه العدوان الأميركي السعودي بالشكل المطلوب إلى جميع جبهات القتال لأخذ الثأر من قتلة النساء والأطفال، وذلك ردا على المجرزة البشعة التي ارتكبها العدوان في القاعة الكبرى في العاصمة صنعاء، عصر أول أمس السبت.
واعتبر السيد الحوثي، في كلمة متلفزة مساء امس، مجزرة مجلس العزاء التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي، أبشع الجرائم التي ارتكبها العدوان على اليمن، لافتا إلى أن العدو الأميركي يحاول ألا تلصق به جريمة الصالة الكبرى الأكثر وحشية وأن يبعدها عن نفسه.
وأضاف «وصلت هذه الجريمة الفظيعة بكل ما تعنيه الكلمة في بشاعتها إلى درجة التحرج لدى العدو الأميركي في الدرجة الأولى منها رغم كونه المشارك والمخطط والمدير للعدوان، وذلك في سياق محاولته لتقديم نفسه بأنه طرف محايد».
وتابع السيد الحوثي «اضطر السعودي أن يتحرج نظرا للحرج الأميركي واضطرت أياديهم من الخونة والمجرمين أن تتنصل بشكل أو بآخر».
وأشار إلى أن «العدو الأميركي يعلن في كل مرة عن تبنيه ودعمه الواضح لهذا العدوان واشرافه عليه إلا أنه يحاول ان يقدم نفسه بأنه طرف محايد ويحاول ان لا ترتد عليه الجرائم الوحشية التي هي بضوء اخضر منه وبسلاحه وبحمايته السياسية في مجلس الامن والامم المتحدة والمنظمات الدولية التي تزعم انها تعنى بحقوق الانسان».
وأوضح «في الواقع لم يكن النظام السعودي ليتحرج هو ولا منافقوه الذين خانوا وطنهم وتعاونوا في الاعتداء على بلدهم وأهاليهم ليتحرجوا من هذه الجريمة بعد تفاخرهم بها لولا التحرج الأميركي ولكن درجة الإنكار بعد ارتكابها تعد  سابقة غريبة».
وأكد أن هذه الجريمة ليست غربية على هذا النظام المتوحش قرن الشيطان لكنها ليست بغريبة عليه لأن العدوان يعتبر استهداف المدنيين في الطرقات وفي الاعراس وفي العزاء وفي الاسواق اهدافا دسمة، فالمطلوب بالنسبة إليهم قتل أكبر عدد من الناس».
وخاطب السيد الحوثي الشعب اليمني بالقول «علينا ان ننفر على كل المستويات، علينا ان ناخذ بثارنا لنكون رجالا واحرارا.. اذا تخلفنا لن يسامحنا التاريخ ولن تسامحنا الاجيال، واذا كنا عند مستوى التحدي فسنكون فخرا للاجيال ونحوز الشرف امام الله وامام اجيالنا وامام انفسنا واسرنا واهالينا».
وتابع «الذين عادوا من الجبهات عليهم العودة الى جبهاتهم، ما الذي يبقيهم في البيوت هل يبقون ليقصفهم الطيران في بيوتهم... انهضوا تحركوا لتكونوا شرفاء واحراراً والا فلعنة التاريخ كبيرة امام هذه الجرائم الفظيعة».
وأضاف «رجال الرجال الاحرار الاباة هم اليوم في الميدان وكل الشرفاء والاحرار الذين يحسون بمسؤليتهم الانسانية او الدينية الكل لهم موقف.. كل اولويوات الاحرار انصبت في مواجهة هذا العدوان والاجرام... اما البعض بقدر فراغ قيمهم والنقص في انسانيتهم فلا يزال دورهم هو الدور الهامشي».
وأكد «يكفينا لو عدنا الى فطرتنا وما وصل اليه الحال، ان نتحرك بجدية، وما الذي ينتظره البعض المتقاعسون والذين يتحركون ببطء أو الذين يكتفون بالدور الهامشي... ما الذي ينتظرون؟».

ـ صالح: للقتال على الحدود مع السعودية ـ

من جهته، دعا الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، إلى تصعيد الهجمات على السعودية، وطالب صالح اليمنيين بالقتال على الحدود مع السعودية.
وقال الرئيس اليمني السابق، في كلمة نقلتها القنوات اليمنية الموالية له، إن ساعة الصفر حانت، داعيا جميع أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية للتوجه إلى جبهات الحدود للأخذ بالثأر.
وأضاف أن على وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ووزارة الداخلية وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال المقاتلين في جبهات نجران وجيزان وعسير.

ـ اميركا: ندرس تعاوننا مع السعودية ـ

وقال نيد برايس، المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأميركي، إن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للمملكة العربية السعودية والتحالف الذي تقوده «ليس شيكا على بياض» على حد تعبيره.
جاء ذلك في بيان على لسان برايس حيث قال: «منزعجون جدا من التقارير حول غارة استهدفت اليوم قاعة للعزاء في اليمن، والتي تعتبر إذا صحت الأنباء استمرارا لسلسلة الهجمات التي يتعرض لها المدنيون في اليمن».
وتابع المتحدث قائلا: «التعاون الأمني الأميركي مع المملكة العربية السعودية ليس شيكا على بياض، وفي الوقت الذي نستمر فيه بمساعدة المملكة في ما يتعلق بالدفاع عن سلامة أراضيها، سنستمر في التعبير عن قلقنا حول الصراع في اليمن».
وأضاف برايس: «في ضوء هذه الحادثة وحوادث أخرى مؤخرا، بادرنا بمراجعة فورية لحجم الدعم الكبير الذي نقدمه للتحالف الذي تقوده السعودية، ومستعدون لتعديل هذا الدعم للتماشي مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية».
وأردف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قائلا: «ندعو التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية إلى جانب الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح للالتزام الفوري باتفاق وقف الأعمال العدائية وفقا لشروط العاشر من نيسان».

ـ موسكو: لاجراء تحقيق موضوعي ـ

ودانت الخارجية الروسية بشدة الغارات على مجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، داعية إلى إجراء تحقيق موضوعي في الحادث، وأشارت إلى أن «مثل هذا الهجوم، الذي أدى إلى سقوط هذا العدد من الضحايا بين المدنيين الأبرياء، يثير امتعاضا وإدانة»، مشددة على أنه لا بد من «إجراء تحقيق أدق وأكثر موضوعية» في الحادث و«معاقبة منفذيه بصورة مناسبة وشديدة».    
وأضافت الخارجية الروسية أنها «مقتنعة بأن تجنب تكرار مثل هذه المأساة لا يمكن إلا عن طريق وقف العنف واستئناف عملية سياسية كاملة يحدد في إطارها اليمنيون بأنفسهم ومن دون أي تدخل من الخارج مستقبلهم بناء على القرارات حول هذا الشأن الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ومؤتمر الحوار الوطني في اليمن».

ـ ايران: لمحاكمة حكام السعودية ـ

وندد وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان بالمجزرة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي بقصفه مجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء ما أسفر عن استشهاد وجرح المئات.
وفي بيان له قال العميد دهقان: ان حكام السعودية ارتكبوا جريمة حرب لا بد من ان يعاقبوا عليها، مشيرا الى ان التزام الصمت وغض الطرف عن افعال النظام السعودي تعني المشاركة في ارتكاب هذه الجرائم.
ووصف وزير الدفاع الايراني، النظام السعودي بانه نظام متغطرس ويحمل نزعة وحشية، وان ما ارتكبه في اليمن من مجازر لا يمكن نسيانها أو غض الطرف عنها ولابد من معاقبة الفاعلين.

ـ بان كي مون: لتحقيق حيادي ـ

اما الأمين العام للامم المتحدة «بان كي مون»، فقد دان الحادثة وقدم تعازيه لأسر الضحايا، ودعا الى اجراء تحقيق عاجل وحيادي في هذه الحادثة، وشدد على  ضرورة تقديم المسؤولين عنها الى العدالة.

ـ مسيرة «براكين الغضب» ـ

وتنديدا للمجزرة، انطلقت صباح امس في شارع الستين الجنوبي أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها عشرات آلاف المواطنين تحت شعار «براكين الغضب»، استنكاراً للجريمة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأميركي في الصالة الكبرى. ورفع المشاركون في المسيرة الجماهيرية أعلام الجمهورية اليمنية، واللافتات المستنكرة لجرائم العدوان، مرددين الهتافات المستنكرة للوجود الأميركي على الأراضي اليمنية.

ـ وقفة تضامنية في رام الله ـ

كما نظم ناشطون فلسطينيون وقفة شبابية وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية للتضامن مع ضحايا مجزرة صنعاء، وللتنديد بالقصف السعودي الغاشم على اليمن.
ورفع المشاركون لافتات عليها العلمين الفلسطيني واليمني حيوا من خلالها الشعب اليمني الشقيق وأرواح الشهداء، واستنكروا استمرار عدوان آل سعود على اليمنيين، مؤكدين أنه جزء من خدمة المشروع الأميركي الاستعماري في المنطقة.

ـ ممر جوي لنقل جرحى المجزرة ـ

ودعت طهران، إلى إيجاد ممر جوي آمن لايصال المساعدات الانسانية لليمن بشكل عاجل، معلنة استعدادها لاستقبال الجرحى لمعالجتهم في مستشفياتها.
وطالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بإنهاء الحصار الجوي على اليمن عبر ايجاد هذا الممر الجوي الآمن لايصال المساعدات الإنسانية لـ«جرحى المجزرة» نتيجة استهداف مجلس عزاء في العاصمة صنعاء.
وأكد المتحدث الإيراني استعداد طهران لإرسال مساعدات إنسانية إلى اليمن بما فيها فرق طبية وأغذية وأدوية بشكل عاجل وإيصالها إلى المستشفيات.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024