منذ 5 سنوات | لبنان / يا صور

ما إن بُشر به، حتى علت البسمة ثغره وتغلغلت السعادة في حنايا روحه...راح يرسم في خياله قصصاً لمغامرات سيعيشانها معاً...للحظات سيكبر فيه هذا الطفل ويصبح رجلاً يتباهى به وبأخلاقه وبإنجازاته بين الناس... سيكبر ويحمل اسمه.... ولكن، بينما هو يساعده ليخطو خطواته الصغيرة الأولى، لم يخطر بباله قطعاً أنه سيحمل في أحشائه جزءاً منه بعد عشرات السنين... سينقي به مآرب الدهر ويمحو عن صفحة ايامه بعضاً من كثير ألم عايشه....وكان أن تبرع الاستاذ الشاب محمد باجوق (31 سنة) بكليته لوالده الستيني السيد علي باجوق ليخفف عنه معاناة الغسيل الكلوي التي أنهكت جسده النحيل.... 


شهدت مستشفى غسان حمود الجامعي في صيدا قبل بضعة أيام قصة تضحية وايثار رائعة بطلاها الشاب الأستاذ محمد باجوق ووالده السيد علي باجوق.... فقد عانى الوالد لـ3 سنوات أليمة مع غسيل الكلى بعد فشل كليتيه عن أداء مهماتهما... ولكن مسلسل الأنين لم ينته.... كل هذا والشاب "محمد" يبحث عن سبيل ينقي به أيام والده من التعب....حتى أثبتت فحوصات الأنسجة تطابقه مع والده بنسبة تضمن نجاح عملية نقل الكلية.... وهكذا كان... حيث عبقت أرجاء المشفى بصلوات الشكر لله الذي منّ على السيد علي وولده محمد بالسلامة.... 


هو عرفان بالجميل يتجلى بأبهى صوره... فالإبن الذي لطالما انتزع والده أشواك القدر من دربه صغيراً ارتأى أن يرد له قسطاً يسيراً من عظيم فضله وأن يكون، بالفعل لا بالكلام، رسولاً ومربياً على قيم البذل والعطاء.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024