وسط استعدادات ضخمة من قبل الحكومة العراقية ودول التحالف الدولي لإطلاق حملة استعادة مدينة الموصل مركز محافظة نينوى في شمال العراق من قبضة تنظيم «داعش«، يتعاظم الدور العسكري الاميركي في البلاد في مؤشر على رغبة واشنطن بحسم معركة الموصل وفق الرؤية الاميركية وتحقيق نجاح مهم يحسب للرئيس الاميركي باراك اوباما.

وتضع الادارة الاميركية مدينة الموصل في صلب اهتماماتها في حملتها لمكافحة المتشددين لكونها معقلا مهما لهم ورئة للتنظيم في العراق، ويمثل استعادتها معبرا مهما باتجاه القضاء على «داعش« في سوريا، على الرغم من وجود تهديدات اطلقها امس زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ضد الوجود العسكري الاميركي والبريطاني الذي اعتبره «احتلالا«.

وأكد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» بريت مكغورك في تصريح صحافي أن «أيام سيطرة «داعش» على الاراضي قد ولت«، مؤكداً أن «استراتيجية التحالف الدولي للفترة المقبلة تركز على إشراك السكان المحليين في محاربة داعش لتحقيق نتائج قوية«.

وأضاف أنه «بعد تحرير بلدة منبج في سوريا والتي تشهد استماتة من «داعش« لأنها المعبر الرئيسي للإمدادات والمسلحين، فإن الرقة معقل التنظيم ستكون الوجهة المقبلة«، كاشفاً عن أن الرئيس أوباما «أمر بنشر ثلاثة آلاف من القوات الخاصة لهذا الهدف».

واعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الجنرال كريستوفر غارفر في حديث لعدد من وسائل الإعلام في مقر السفارة الاميركية في بغداد امس، أن «عدد أفراد التحالف الدولي لقتال تنظيم «داعش» في العراق يبلغ 7 الاف جندي«، مؤكدا أن «هؤلاء الجنود مقاتلون، لكنهم لا يقاتلون «داعش« بشكل مباشر، وانما من خلال تدريب القوات العراقية وتقديم الدعم لها«.

وأشار غافر الى «وجود جنود اخرين غير هؤلاء الجنود خارج العراق من محللين استخباراتيين ولوجستيين ومخططين»، لافتا كذلك الى وجود «طيارين بالتحالف الدولي يقومون بضرب مواقع «داعش« واستطلاع اماكن تواجده«.

واضاف غارفر: «حسب تقييمنا، فإن عدد عناصر «داعش« في الموصل من 5 الى 10 آلاف عنصر»، مشيراً إلى أنه «عند بدء الهجوم لتحرير الموصل، سيكون عدد عناصر «داعش« من 5 الى 6 الاف، في ما عدد المدنيين العزل في الموصل يراوح بين 500 الف الى مليون مدني«.

وفي سياق متصل، هدد زعيم التيار الصدري بالتعامل مع الجنود البريطانيين المشاركين في عمليات تحرير الموصل بكونهم «محتلين«.

الصدر وفي بيان له ردا على سؤال لأحد أتباعه بشأن إرسال الحكومة البريطانية قوات للمشاركة في عمليات تحرير الموصل، قال: «اجتمعوا على باطلهم وتفرقنا عن حقنا وتصارعنا في ما بيننا ليسهل على العدو احتلالنا وإخضاعنا«، مضيفاً «لكن هيهات منا الذلة لن يكونوا محررين بل سنعاملهم كمحتلين«.

وكان الصدر اتهم في تصريح له قبل ايام، الولايات المتحدة بأنها «أدخلت تنظيم داعش إلى العراق، وستسعى لتكون المنقذ بهذا الشأن»، مبينا أن الولايات المتحدة «تعزز قواتها مع تابعيها في البلاد، وأن أي تدخل منها أو من غيرها مرفوض وسيعد غزوا«.

وتثير معركة الموصل حساسيات عرقية من ناحية كونها معقلا للعرب السنة في شمال العراق، فيما تحيط المدينة نواح وبلدات ذات اغلبية كردية يسعى اقليم كردستان الى الاحتفاظ بها، ما قد يشعل خلافات بين حكومة الاقليم من جهة وحكومة بغداد وحكومة نينوى المحلية من جهة اخرى، في حال عدم وجود توافقات سياسية، وهو امر تدركه سلطات كردستان التي لا تريد اشراك قواتها في الامساك بالموصل.وأكد الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان جبار ياور أن قوات البيشمركة لن تتمركز داخل مدينة الموصل.

وقال ياور في تصريح صحافي إن «حكومة إقليم كردستان لم تتفق حتى الآن مع الحكومة العراقية بشأن تحرير مدينة الموصل، وفي الوقت الذي يتم مناقشة هذا الموضوع، سنطرح موقفنا بشكل واضح وصريح، ويجب أن يكون هناك اتفاق على كيفية إدارة المحافظة قبل التحرير»، لافتاً الى أن «قوات البيشمركة بدأت ومنذ سنة ونصف، تحرير المناطق الكردية ضمن حدود محافظة نينوى، وتمكنت حتى الآن من تحرير ثلاثة اقضية وسبع نواح، وستحرر قوات البيشمركة جميع المناطق الكردستانية«.

وأوضح ياور أنه «لا يوجد حتى الآن أي خطة لدخول قوات البيشمركة إلى مركز محافظة نينوى، وفي حال تم الاتفاق حول مشاركة قوات البيشمركة بتحرير مدينة الموصل، فإن البيشمركة ستنسحب من داخل المدينة بعد التحرير«.

وفي التطورات الامنية، اعلن تنظيم «داعش« في بيان على مواقع إلكترونية تابعة له، مسؤوليته عن تفجير انتحاري نفذه احد عناصره ويدعى «ابو تراب العراقي» في ساحة في مدينة الكاظمية (ذات الاغلبية الشيعية) شمال بغداد، واوقع نحو 15 قتيلا و20 جريحاً.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024