منذ 5 سنوات | لبنان / يا صور

بعدما انقلبت الكثير من الأحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت الى ولايات برازيلية او المانية تزينت بأعلام المنتخبات من قبل شباب يبحثون عن بهجة المونديال المنتظرة منذ أعوام أربعة، رُفعت اليوم الرايات السوداء فيها بعد مقتل الشاب محمد زهر (25 سنة، من بلدة حاريص الجنوبية)....كل ذنبه أنه شجع منتخب البرازيل الذي لم يرق لجاره المسلح...فوقعت الفاجعة مساء أمس.


في حي الجامعة القريب من حي السلم في الضاحية الجنوبية، ذهب المغدور محمد الى مقهى أخيه "عبد"، برفقة أصدقائه لمتابعة المباراة المصيرية لمنتخب البرازيل ضد منتخب صربيا أمس. بعد تسجيل منتخب "السامبا" الهدف الأول، عمت الاحتفالات وقام عدد من الشبان باطلاق المفرقعات النارية، ما أزعج شاباً يقطن في المبنى المقابل، ليخرج ويطلق وابلاً من الشتائم بحق هؤلاء المحتفلين قرب المقهى. بادر محمد للعمل على تهدئة الشاب الثائر، إلأ ان كلامه اللطيف ما زاده الا غضباً. فهرع الى سلاحه الحربي وأطلق منه رصاصات عدة باتجاه المقهى لم تسفر عن اي اصابات.


وهنا، سارع محمد، "الشاب الحنون" كما يصفه ابن خاله وصديقه المقرب "حسين مزهر"، ليعمل على ادخال الاولاد الى داخل المقهى كي لا يصاب احدهم بالرصاص الطائش. لكن غضب الشاب أعماه وفجر فيه رغبة مميتة لازهاق الدماء البريئة، فنزل الى المقهى برفقة أخيه الأصغر الذي استل سكينه "مستعداً للمعركة"، كما أورد "حسين" في حديث خاص لموقع يا صور. ولما امتنع رواد المقهى عن الخروج، استفزهم قائلاً، "اذا كنت زلمة اضهر لبرا"... ولما لم يلق تجاوباً، عمد الى كسر زجاج المقهى والدخول اليها عنوة، ثم طعن الشاب محمد طعنة قريبة من قلبه اسقطته ارضاً ليفارق الحياة بعد اقل من ساعة بسبب نزيف داخلي حاد..."


بحرقة تسربت بين كلماته التي اختنقت في صدره، يرثي "حسين" الفقيد الذي هاجر للعمل في أفريقيا لأربع سنوات طوال، إلا أن تخوف أمه عليه وقلقها الدائم عليه أجبراه على العودة ليعمل في شركة محروقات في منطقة الدورة. "التقينا صباح الامس حيثً تواعدنا ان نسهر سوياً كما اعتدنا كل يوم. لم أعلم انه سيكون اللقاء الاخير..انها فاجعة أكبر من أن نصدقها....ما زلت انتظره امام بيتنا ليلقي علي تحية السلام ". 


جمهور النجمة نعى محمد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهو الشاب الذي كان دائماً اول الحاضرين في المدرجات وهو من مشجعي منتخب البرازيل ونادي ريال مدريد الملكي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024