منذ 5 سنوات | العالم / عربي بوست




قال الباحث في معهد دراسات العالم العربي والإسلامي في جامعة أيكس-مارسيليا الفرنسية، رولان لومباردي، إن ظهور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، علناً، إلى جانب الرئيس الروسي خلال افتتاحية كأس العالم يعد بمثابة انعطاف جيوسياسي، وأرسل عدة رسائل للداخل السعودي والخارج.

وأضاف الباحث الإسلامي، في حوار نشرته صحيفة  Atlantico الفرنسية الجمعة 15 يونيو/حزيران 2018 ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الآخر كان يريد إيصال عدة رسائل خلال اللقاء الذي جمعه بوليِّ العهد السعودي في المباراة الافتتاحية لكأس العالم والتي فازت فيها روسيا على السعودية بـ5 أهداف دون مقابل.

وتابع أن العلاقات بين روسيا والسعودية كانت معقدة، فهما خصمان جيوسياسيان في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود. وقد اضطرت الرياض في الوقت الحاضر إلى إعادة النظر في العداء التاريخي مع موسكو. ومع الضعف الذي مس اقتصادها وسياستها، إلى جانب الإخفاقات المتتالية التي صاحبت سياسة الرياض بالمنطقة في ظل تنامي الدور الروسي بالشرق الأوسط (خصوصاً في سوريا)، وجد السعوديون أنفسهم  أمام فرصة للتعاون مع  روسيا. وقد توقعت هذه العملية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 2015.

ومنذ تلك الفترة، تحسنت العلاقات بين البلدين بشكل كبير، حيث أدى الملك سلمان زيارة إلى روسيا (وهي زيارة تاريخية) خلال شتاء سنة 2017. وقد اتفقت كل من موسكو والرياض على الترفيع في أسعار النفط. أما فيما يتعلق بالشأن السوري، فيساعد السعوديون في الوقت الحاضر الروس لإيجاد حل سياسي، ووافقوا على إبقاء الأسد في السلطة.

وبحسب لومباردي، فإن الحضور اللافت لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يؤكد الانعطاف الجيوسياسي ويحمل في طياته عدة رسائل. ففي المقام الأول، أراد محمد بن سلمان أن يؤكد للعالم أجمع أنه ما زال حياً وفي صحة جيدة، رداً على الإشاعات التي شككت في ذلك. كما بعث ظهور بن سلمان إلى جانب القيصر الروسي، برسالة إلى خصومه داخل المملكة وخارجها، مفادها أنه ليس حليفاً فقط لترمب، وإنما يمكن أن يكون هناك تعاون بين روسيا والرياض وليس حكراً على واشنطن فقط.

مكاسب بوتين أيضاً

وبحسب لومباردي، فبالنسبة لبوتين، الذي تمكن من الظفر باستضافة تنظيم حدث من أضخم التظاهرات الرياضية والإعلامية على هذا الكوكب، فقد نجح في التأكيد مرة أخرى للجميع أنه يتواصل مع الجميع ولا يعاني عزلة. ويبدو أن سيد الكرملين يعمل أيضاً على توجيه رسالة إلى "حلفائه" الإيرانيين (الذين امتد تأثيرهم في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى أكثر مما كان يُتصوَّر)، ما يعكس نيته إعادة النظر في علاقته بإيران.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024