منذ 5 سنوات | صحف / رأي اليوم


نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب قولها، إن "الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، يُتابع أيضا برامج الطهي التي تقوم قنوات التلفزيون الاسرائيلي ببثها بشكلٍ مُكثّف.

وأضافت المصادر أنّه "في جلسةٍ مُغلقة، تبينّ أنّ نصر الله لا يهتّم فقط بما يجري في دولة الاحتلال من الناحية العسكريّة والاستخباراتيّة، بل أيضًا يهتم كثيرا بمعرفة البرامج التي يقوم المجتمع الصهيونيّ بمُتابعتها على شاشة التلفزيون".


وبحسب مزاعم المصادر، فإنّ "نصر الله قال في الجلسة المذكورة إنّه عندما يتنقّل بين القنوات التلفزيونيّة الإسرائيليّة يستغرب كلّ مرّة من جديد، أنّ الصهاينة أدمنوا على مُتابعة برامج الطهي"، لافتًا إلى أنّ "جُلّ اهتمامهم هو مُواكبة البرامج التي تعرض الجوائز في التلفزيون".


ومن وجهة نظر المصادر، فإن "هذا الأمر يُظهر بشكل واضح مدى معرفة نصر الله بخفايا وخبايا المجتمع الإسرائيليّ، ولكن من الناحية الأخرى"، تابعت المصادر أن "هذا الأمر يؤكّد أنّ نصر الله ما زال مُتمسّكا بنظريته القائلة بأنّ المجتمع الإسرائيليّ هو مجتمع متعب ويسير إلى الحضيض، كما أنّه يُعاني من الضمور"، مُضيفة أن "هذا المجتمع، بحسب نصر الله، لا يقدر على الحرب والمُواجهة العسكريّة، وعوضا عن ذلك يُفضّل مُشاهدة التلفزيون، وتحديدًا برامج الطهي"، على حدّ قولها.


ولا يخفي المحللون في تل أبيب أنّ العديد من التصريحات التي أطلقها نصر الله منذ تسلّمه منصبه الحاليّ، استحوذت وهيمنت على المُجتمع الصهيوني، وفي مُقدمتها: "ما بعد، بعد حيفا"، "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، مع التشديد على أنّ الإسرائيليين، بحسب بحثٍ أكاديميٍّ أجرته كليّة "تل حاي" في الشمال، أكّد على أنّ حوالي 80 بالمائة من الإسرائيليين يثقون بأقوال الأمين العّام لحزب الله، فيما الـ20 بالمائة المُتّبقين يؤمنون بتصريحات قياداته.


ويقول كتابٌ رسمي صادر عن وزارة التربيّة والتعليم الإسرائيلية إنّه منذ انتخاب السيد نصر الله أمينًا عامّا لحزب الله، فقد زاد من اهتمام وتدّخل الحزب في الشؤون السياسيّة على الساحة اللبنانيّة، كما أنّ التنظيم رفع من استعداده العسكريّة، وصعّد المواجهة مع إسرائيل.


ولفت الكتاب الإسرائيليّ الرسميّ إلى أنّ شخصية السيد نصر الله هي شخصيّة كاريزماتية جدا، وأنه يُشدّد على متابعة المُستجدّات داخل الدولة العبريّة بشكلٍ يوميٍّ، ولهذا السبب، فإنّه يعرف بشكلٍ ممتازٍ ما يدور داخل المجتمع الإسرائيليّ، وما يؤلمه، كما أنّه يعلم جيّدا ماذا يدور في الساحة السياسيّة الداخليّة في دولة الاحتلال.


علاوةً على ذلك، أشار الكتاب إلى أنّ معرفة السيّد نصر الله الواسعة بخبايا المجتمع الإسرائيليّ وحساسياته تُمكنّه من استغلال هذا الأمر لتوجيه رسائل إلى الإسرائيليين، قيادة وشعبا عن طريق الخطابات التي يُلقيها، والتي يتّم نقلها مباشرة عبر قنوات تلفزيونٍ عربيّةٍ.


وشدّدّ الكتاب على أنّ السيد نصر الله تمكن من إرعاب الإسرائيليين، عندما ألقى خطابًا في قرية بنت جبيل، في الجنوب اللبنانيّ، بعد انسحاب الجيش الإسرائيليّ في أيّار من العام 2000، وتحديدا عندما قال إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، أيْ أنّه يُمكن تدميرها بسهولةٍ بالغةٍ، على حدّ تعبير الكتاب الإسرائيليّ.


وفي السياق عينه، قال قائد ذراع البر السابق في الجيش الإسرائيليّ، اللواء غاي تسور، إنّ "السيد نصر الله نجح في تحويل منظمته إلى إحدى أقوى المنظمات في العالم، بينما تصف مصادر في شعبة الاستخبارات العسكريّة بجيش الاحتلال (أمان)، السيّد نصر الله بأنّه شخصية واسعة الاطلاع، ليس فقط في ما يتعلق بالإسلام أوْ بالنظريات القتاليّة والعسكريّة، بل أيضا بالاقتصاد والتجارة والأسواق العالمية، وله الفضل في تحويل حزب الله إلى ما هو عليه الآن من قدرةٍ وانتشار وتأثير، كما قال لموقع (WALLA) العبريّ-الإخباريّ".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024