منذ 7 سنوات | لبنان / اللواء











كادت الحركة السياسية تنحصر في نقطة واحدة، وعلى محور واحد وبقطب واحد، فيما تراجع إلى درجة بعيدة الاهتمام ما إذا كانت جلسة مجلس الوزراء ستعقد الخميس أم لا، مع ترجيح الاحتمال الثاني، أو ان المجلس النيابي سيلتئم بعد 22 تشرين الأوّل المقبل للتشريع الانتخابي، أو تشريع الضرورة، أو لتشريع دفع رواتب موظفي القطاع العام، أو تشريعات مالية لها علاقة باصدارات أو بمتطلبات دولية، لتجنب وضع لبنان على اللائحة السوداء في ما خص التهرب الضريبي، مع العلم ان المجلس سبق ان أقرّ في العام الماضي بعض القوانين على هذا الصعيد.

ولا مراء في ان جلسة مجلس الوزراء الخميس باتت مرتبطة بالجلسة 45 لانتخاب رئيس للجمهورية غداً الأربعاء، حيث اختفت تماماً الاستعدادات العونية بالنزول إلى الشارع، وتهيبت الحركات المطلبية حراجة الوضع والآمال المعقودة على إنتاج انفراج رئاسي، وسط اعصاب مشدودة، أو امنيات مبنية على مفاجآت وما يمكن ان تحمله الأيام الآتية من متغيرات أو انقلابات.

وعلى خلفية هذه الحركة الجارية والتوقعات بشأن الخيارات الممكن سلوكها، يحوم شبح أزمة آخذة بالظهور على خلفية المخاطر التي يمكن ان تنجم عن مواقف انقلابية أو تحولات لم تكن في حسبان قواعد تيّار «المستقبل» وكوادره، أو حتى أعضاء كتلة «المستقبل» التي تعد الكتلة الأكبر بين كتل المجلس النيابي الذي يتعين عليه انتخاب الرئيس العتيد.

والثابت، وفقاً لمعلومات «اللواء» ان الرئيس سعد الحريري الذي تتجه الأنظار إلى جولة المشاورات التي بدأها من بنشعي مساء أمس، يأخذ بعين الاعتبار واقع ما يمكن ان يترتب عن الذهاب إلى خيار لا يتفق كثيراً مع التعبئة أو الثقافة السياسية لدى بيئته السياسية والشعبية.

ووفقاً لهذه المعلومات، فإن الرئيس الحريري يُدرك أكثر من غيره, أن مثل هذه الخطوة ستشكل صدمة لقواعده الشعبية، وقد تثير من ردود الفعل والتداعيات في البيئة الحريرية، ما يزيد من حالة الوهن والإحباط التي تعاني منها هذه البيئة، منذ اضطر زعيمها لمغادرة البلد في ظروف أمنية ضاغطة.

ولاحظت صحيفة «عكاظ» السعودية ان ما نشرته عن «نية الرئيس الحريري الموافقة على ترشيح الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية أثارت ارتباكاً لدى نواب «المستقبل» وحلفائهم، كما انها أثارت حفيظة اللواء اشرف ريفي، وقوبلت بصمت من «حزب الله».

وقال ريفي لـ«عكاظ»: «نحن على وعي بالمشروع الإيراني في المنطقة، ولن يسمح لمرشحي حزب الله وإيران، أي سليمان فرنجية وميشال عون الوصول إلى سدة الرئاسة في لبنان»، مضيفاً: «سنقاتل حتى الرمق الأخير ولن نتساهل ابداً في هذه القضية»، مشدداً على انه لن يسمح بأن يحدث في بيروت ما حدث في العراق وصنعاء ودمشق، خاتماً: «سنكون مقاتلين شرسين للحفاظ على هويتنا اللبنانية والعربية».

ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا للصحيفة نفسها ان لا أحد من قوى 8 آذار يؤيد عون، كاشفاً بأن هناك معلومات تفيد بأن تيّار «المستقبل» حاول أن يؤيد عون للرئاسة، لكنه لم يسمع كلاماً مشجعاً من «حزب الله».

ولم يستبعد عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر ان تؤدي «موافقة الحريري على انتخاب عون إلى اضعاف تيّار «المستقبل»، معتبراً ان المسألة ليست بيد الأطراف الداخلية، وأن الأمور بيد اللاعبين الاقليميين والدوليين».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024