منذ 6 سنوات | لبنان / الأمن العام

بحضورالعميد حسن علي أحمد ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم والعميد أحمد الحجار ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، احتفلت المديرية العامة للأمن العام صباح اليوم في معهد قوى الأمن الداخلي – عرمون -، بتخريج 288 مفتش درجة ثانية متمرن " دورة امن عام متقدم " من الذكور والاناث.

حضر الاحتفال العميد مروان الخطيب ممثلاً قائد الجيش العماد جوزيف عون، العقيد الركن عبد الرؤوف سكرية ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، السيد فادي خالد ممثلاً مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، النقيب عبدالسلام زرزور ممثلاً مدير الجمارك العام السيد بدري ضاهر، قائمقام عاليه  السيد بدر زيدان ممثلاً محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، ممثلين عن عدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان وعدد من الضباط.

بعد وضع الاكاليل على ضريح شهداء معهد قوى الامن الداخلي، عُزف النشيد الوطني اللبناني ونشيد الامن العام، ثم أُطلق على الدورة اسم " دورة امن عام متقدم"، تلاه تبادل للدروع التذكارية بين العميد أحمد والعميد الحجار.


وبالمناسبة ألقى ممثل المدير العام للامن العام العميد حسن علي أحمد كلمة جاء فيها :


في حفل تخريج كُلِ دَوراتِ أسلافِكم كانتِ الكلماتُ تَخفِقُ معَ القلبِ كَمَنْ يُفتِّشُ عن اسمى العِباراتِ لدورةٍ واعدةٍ.

اليوم نَبحثُ أيضاً عن مُفرداتٍ تَفِي هذا الجيلَ الناشئَ تطلُّعاتِه.

فأنتُم حُكْماً تَحلُمونَ بوطنٍ يُشبِهُ آمالَكم الواسعة.. تَنقُشونَ على جُغرافيتِه بُقعاً منَ الإنجازات.. وتُلاحِقونَ من شَمالِه إلى جنوبِه فوَسَطِه كُلَ المُخالفات.

بإسمِ المديريةِ العامةِ للأمنِ العام، بإسمِ لوائِها وضُبّاطِها ورُتبائِها وأفرادِها، أَستطيعُ أنْ أَجزِمَ لكُم بأنّ أحلامَكم ليست بعيدةَ المَنال.

فمَسيرةُ هذه المديرية تَشهَدُ لها على بُلوغِ ما كانَ مستحيلاً.

كانتْ لهذه المديريةِ ولا تزال إنجازاتٌ بالتنسيقِ معَ باقي المؤسساتِ الأمنيةِ الرسمية، مَكَّنتْنا من تحقيق الأمنِ الصَلْب ورَفَعتْنا إلى مُستوى القُوّةِ الضاربةِ للإرهاب أينما كان ومهما بَلغتِ المخاطر.

نعم.. بإمكانِكم أن تَتكِئُوا على إِرثٍ وصِيتٍ وتضحياتٍ أمنيةٍ جاءتَ بمَثابةِ الوِسام.

أنتمُ اليومَ تَعبُرونَ إلى مؤسسةٍ خاضتْ على مَدى السنواتِ الماضية مَيادينَ عسكريةً صَعبة، وقدّمتِ الشهداء، وصَنعتْ ما باتَ يُعرَفُ بالأمنِ الإستباقي، عدا عن انجازاتها في الإدارة وخدمة المواطن والمقيم على حدّ سواء.

هذه المدرسةُ الحريصةً على لبنانَ الواحد، المتنوِّعِ، الرائد، قدِ استطاعتْ أنْ تُؤسِّسَ لكِيانٍ عابرٍ للطوائف لا يُميِّزُ بينَ لبنانيٍّ وآخر.. إلا بمِيزانِ القانون.

لقد تَهدَّدْنا منَ الداخلِ والخارج.. وتَجاوزْنا الصِعاب، حاربْنا كلَ أشكالِ الإرهابِ والتطرُّف، وكُنّا شُهوداً وشُهداءَ على الزمنِ الصَعب.

كانَ يَحُدُّنا ولا يزال عدوٌّ إسرائيليٌّ يَنزرِعُ بينَنا في خلايا تَجسُّس، ويَطمعُ في أرضِنا ومِياهِنا ونِفطِنا.. ومنَ الجهةِ المُقابلة كانَ يُرادُ لنا أنْ نُغلَّفَ بإمارةِ إرهابٍ اختَبرتْ أرضَنا، ولكنّها انهزمتْ في جُرودِنا.

منَ الحُدودِ إلى الحُدود.. خُضْنا معاركَ وُجود.. لكنَّ المُهم أنّنا لم نَركُنْ يوماً إلى الاطمئنانِ الخالص، حيثُ يجبُ أنْ تَظَلَّ اليدُ على زِنادِ اليَقَظة، وأَلاَّ نَستسهِلَ في الأمانِ لأنّه مُلكُ الناس.

هذه وَصايا نُجدِّدُ عَهدَها معَ طَلعةِ كُلِ صباح.. نُزوِّدُها إلى كُلِ مُنضَوٍ في هذا السِلك، لنَكونَ على ذاتِ تعليمٍ واحد.. نَنهَلُ من مدرسةٍ واحدة على رأسِها سعادةُ المديرِ العامّ للأمنِ العام اللواء عباس ابراهيم، نتعلَّمُ منه فَنَّ الصَبر، وأصول التفاوض، وحسن الإدارة وحماية الانسان وحقوقه ومكافحة الفساد والرشوة، معَ عدمِ التنازلِ عن شِبرِ سيادةٍ أو موقفٍ أو قرار.. فهو الذي قالُوا فيه إنّه مدمن بناء المؤسسات على مَقاسِ الوطنِ والحفاظِ على هَيبتِه وسِيادتِه ووُجودِه.

نُزوِّدُكم اليومَ بعضاً من تعاليمِ الزمنِ الصَعْب، لكنّكم غداً ستَكُونونَ أنتم الرجالَ الأصعب.. فأنتُم لستُم أرقامًا.. لستُم بَدَلاتٍ مُرقّطة.. وعندما تَندمِجُونَ في مؤسسةِ الأمنِ العام، سوفَ تَكُونونَ عينَها الساهرة وقلبَها النابض وساعدها القوي.

فسِيرُوا وعينَ الأمنِ العامّ تَرعاكُم، ولا تُميِّزُوا بينَ مواطنٍ وآخر إلا بمَدى التزامِه القانون ولا تميزوا بين جنسية أو عرق بل اعملوا على أساس احترام الكرامة الإنسانية لتحوز السلطة الموضوعة بين أيديكم احترام الناس و ثقتهم.

على هذه القاعدة.. أُرفُضوا كُلَ التجاوزات والتزموا معايير الحياة العسكرية التي تقوم على الأسس الأخلاقية والانسانية والقانونية.

ختاماً، أتوجه بالشكر إلى قيادة المديرية العامة للأمن الداخلي وإلى قائد المعهد والمدربين من ضباط ورتباء على التعاون المستمر والذي توّج بحفل التخرّج هذا.

عشتم، عاش لبنان.


كما القى ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي العميد أحمد الحجار الكلمة التالية:

لقد شرّفني مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بتمثيله في هذا الإحتفال، بمناسبة تخريج دورة مفتش ثان إختصاصي لصالح المديرية العامة للأمن العام. استمرت هذه الدورة أربعة أشهر قام بالتدريب خلالها فريق مشترك من ضباط ورتباء الأمن الداخلي والأمن العام عملوا يداً بيد وبذلوا جهوداً كبيرة لتقديم تدريب متكامل يُحاكي احتياجات ميادين الخدمة وفقاً لأساليب ومناهج حديث، في بيئة تدريبية نموذجية.

إن هؤلاء الخريجين المتخصصين في مجال المعلوماتية سيرفدون المديرية العامة للأمن العام بطاقات بشرية شابة ومؤهلة، تعي أهمية التكنلوجيا ودورها المحوري في العمل الأمني، حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات تشكل العمود الفقري لأي مؤسسة أمنية ناجحة، في عصر بات من المستحيل معه العيش خارج الفضاء الرقمي.

إن قوى الأمن الداخلي تشكل منذ تأسيسها عصب الأمن والأمان في المجتمع إلى جانب الجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية. وهي من خلال تدريب عناصر هذه الأجهزة في رحاب معهدنا تلعب دوراً ناظماً ومحورياً في ضمان جودة الخدمة الأمنية التي نقدمها لمجتمعنا. وسيبقى هذا المعهد على استعداد دائم وجهوزية تامة لاستقبال دفعات جديدة من المتدربين واضعاً امكاناته وخبراته التدريبية بتصرف الأجهزة الأمنية كافة.

إن قوى الأمن الداخلي بصدد اطلاق خطتها الاستراتيجية الخمسية 2018 – 2022، ويأتي في مقدمة أهدافها تعزيز الأمن والأمان والاستقرار، والذي يرتكز بصورة أساسية على تفعيل التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، لا سيما في مجالات التدريب وتبادل المعلومات ومكافحة الارهاب. وإن تخريج هذه الكوكبة من شبابنا وشاباتنا كعناصر في الأمن العام اللبناني، ما هو الا انعكاس لهذا التوجه لما فيه استقرار لبنان وخير ابنائه.

أيها السادات والسادة،

إن الأمن ليس حدثاً عابراً أو وليد صدفة، بل هو نتاج عمل دؤوب يتطلب منا التضحية ونكران الذات، كما يتطلب في بعض الأحيان استخدام القوة للسيطرة على موقف أو حدث يهدد الأمن أو الانتظام العام، لكن التزامنا يبقى راسخاً لجهة احترام حقوق الانسان وصون الكرامة الانسانية، مع حرصنا الأكيد على تطبيق مباديء المحاسبة والشفافية أثناء تنفيذ مهماتنا.

أيها الخريجون،

أنتم الآن تجسدون تطلعات مؤسستكم، وما أضفناه الى ثقافتكم ومعارفكم، يجب أن يصب حصراً في خدمة الوطن والمواطن لتكونوا محط انظار اللبنانيين وآمالهم، فكونوا على قدر المسؤولية ومثالاً ناصعاً يحتذى به في الخدمة والتضحية.

أمّا نحن، قوى الأمن الداخلي، كنا وسنبقى مؤسسة لكل لبنان، طامحين أبداً الى تقديم أفضل خدمة شرطية تليق بنا وبأهلنا وبلبناننا الغالي،

وفّقنا الله في سعينا.

عشتم، عاشت قوى الأمن الداخلي، عاش لبنان.

وفي الختام، أُقيم عرض عسكري تلاه تبادل أنخاب بالمناسبة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024