منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل


يتجه رئيس الوزراء الهولندي مارك روته وحزبه «حزب الشعب للحرية والديموقراطية» (في في دي - يمين معتدل) لتحقيق النصر في الانتخابات العامة في هولندا والفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب الجديد بين الأحزاب الـ28 المتنافسة. هذا ما أشار اليه استطلاع رأي اليوم الانتخابي مساء أمس عند إغلاق صناديق الاقتراع. وأعطى الاستطلاع القومي المتطرف المعادي للإسلام غيرت فيلدرز وحزبه «من أجل الحرية» المركز الثاني مناصفة مع حزبين آخرين، مما يعني استحالة ان يصبح فيلدرز رئيس الوزراء المقبل لهولندا. وبالتالي، هزم الشعبويون في هولندا التي نجت من تأثير دومينو شعبوي ابتدأ في استفتاء بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.


وفور تأكده من الفوز، أعلن روته أن «هولندا بعد البركست وفوز (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، قالت اليوم لهذا النوع الخاطئ من الشعبوية هذا يكفي».


ورحب رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر مساء بـ«الفوز الصريح» الذي حققه رئيس الوزراء الهولندي على زعيم اليمين المتطرف في الانتخابات، معتبراً هذه النتيجة «تصويتاً ضد المتطرفين».


وقال مارغاريتيس شيناس المتحدث باسم يونكر في تغريدة على تويتر إن رئيس المفوضية «تحدث مع روته وهنأه على فوزه الصريح: هذا تصويت لأوروبا، تصويت ضد المتطرفين».


ووفق مركز «ايبسوس» بلغ حجم المشاركة في العملية الديموقراطية الهولندية نسبة هي الأعلى منذ 35 عاماً، قدرها 82 في المئة. وبحسب الاستطلاع الذي عمم فور إغلاق الصناديق وبدء عمليات الفرز، حل حزب روته أولاً بـ31 مقعداً (من أصل مقاعد المجلس الـ150)، بينما تقاسم حزب فيلدرز المركز الثاني مع كل من «النداء المسيحي الديموقراطي» و«الديموقراطيون 66» بـ19 مقعداً لكل حزب منهم، يليهم حزب الخضر اليساري بـ16 مقعداً، فالحزب الاشتراكي بـ14 مقعداً، ثم حزب العمال بـ9 مقاعد فقط (كان له 35 مقعداً في المجلس السابق)، ثم حزب الاتحاد المسيحي بـ6 مقاعد، بينما يرجح أن يحصل «الحزب من أجل الحيوانات» على 3 مقاعد إضافية عن مقعديه الحاليين في المجلس أي أن مجموعه سيكون 5 مقاعد. ويأتي خلفه حزب «50 بلاس» بـ4 مقاعد، يليه حزبا الإصلاح الديموقراطي و «غنك» بـ3 مقاعد لكل منهما، ثم فوروم الديموقراطيين بمقعدين.


وفي حال تطابقت نتائج الفرز مع أرقام هذا الاستطلاعات، فمعنى ذلك أن حزب العمال مُني بخسارة تاريخية مدوية لم يشهدها منذ تأسيسه، إذ يكون خسر 26 مقعداً عن الانتخابات السابقة التي حصل فيها على 35 مقعداً، بينما توقف رصيده أمس عند 9 مقاعد فقط. ويكون أكبر الفائزين من حيث عدد المقاعد التي حصل عليها مقارنة بالمجلس السابق هو حزب الخضر اليساري الذي كان يملك 4 مقاعد فقط لكنه جمع 16 مقعداً أمس أي بزيادة 12 مقعداً. وبرغم خسارة الحزب الشعبي للحرية والديموقراطية الذي يرأسه روته 9 مقاعد عن الانتخابات السابقة التي حصل فيها على 40 مقعداً، إلا أن وجوده في صدارة الانتخابات الحالية بفارق مريح هو 12 مقعداً عن أقرب منافسيه،فمعنى هذا أن روته في طريقه لولاية جديدة على رأس الحكومة الهولندية.


وأحرز حزب الحرية الذي يرأسه فيلدرز المعادي للإسلام والاتحاد الأوروبي بعض التقدم عن الانتخابات السابقة 19 مقعداً أي 7 مقاعد أكثر من مجموعه في المجلس السابق الذي كان 12 مقعداً، لكن هذا التقدم أقل مما كان فيلدرز يطمح اليه، ولهذا السبب لا مكان له في الحكومة الهولندية الجديدة وسيكتفي بكونه أكبر حزب معارض.


وفي أول تعليق من زعماء الأحزاب على نتيجة الاستطلاع، قالت زعيمة حزب «الديموقراطيون 66» لوسيفيز فان در لان «في حال صحت أرقام الاستطلاع مع نتائج الفرز، معنى هذا أن مارك روته سيبقى رئيساً للوزراء، فبإمكانه تشكيل ائتلاف مع حزبين أو 3 من الذين جاؤوا في الصدارة باستثناء حزب فيلدرز طبعاً».


ونظر فيلدرز الى الجزء الممتلئ من الكوب فقال في تغريدة «لقد فزنا بمقاعد أكثر من الانتخابات السابقة. وبالتالي لم ينتهِ عملي بعد في مواجهة روته»، في إشارة واضحة الى أنه سيواصل وقوفه في الجانب المعارض للحكومة. وبرغم ذلك فحزبه هو الحزب الوحيد الذي لم يعقد تجمعات حزبية ليل أمس في دليل واضح على خيبة أمل أنصاره الذين كانوا يأملون أن يتمكن مرشحو الحزب من الفوز بـ30 مقعداً على الأقل في المجلس الجديد.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024