منذ 7 سنوات | العالم / اللواء

تعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس ان يجعل هولندا «تدفع الثمن» بعدما منعت لاهاي وزيرين تركيين من المشاركة في تجمعات تؤيد تعزيز صلاحياته الرئاسية.

وفي خطابين منفصلين، ندد اردوغان بسلوك يذكر بـ«النازية والفاشية» وذلك اثر طرد هولندا السبت وزيرة الاسرة التركية فاطمة بتول سيان كايا ومنع طائرة وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو من الهبوط في اراضيها.

وردا على رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الذي دعا الى «نزع فتيل التوتر»، قال اردوغان امام الاف من انصاره في شمال غرب البلاد مخاطبا الهولنديين «لم تدفعوا بعد الثمن للحديث عن اصلاح لعلاقاتكم مع تركيا». واضاف «يجب ان تحاسبوا على وقاحتكم» واصفا هولندا بانها «جمهورية موز».

وتابع «نحن صبورون لكن ردنا سيكون حازما».

وتصاعد التوتر في الاسابيع الاخيرة بين انقرة وعواصم اوروبية عدة بسبب مشاركة وزراء اتراك في تجمعات تهدف الى حض اتراك الخارج على تاييد تعزيز سلطات اردوغان في الاستفتاء المقرر في 16 نيسان .

واذا كانت تجمعات عدة وخصوصا في المانيا قد الغيت في الايام الاخيرة، فان هولندا هي البلد الاوروبي الوحيد الذي قرر ان يمنع حضور وزراء اتراك.

وامس، اقترح رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن على نظيره التركي بن علي يلديريم ارجاء زيارة للدنمارك مقررة نهاية اذار بسبب «التصعيد» بين انقرة وهولندا.

من جهته، ابدى وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير معارضته لمجيء وزراء اتراك الى المانيا للمشاركة في تجمعات، وقال لقناة «ايه آر دي» العامة أمس «لا علاقة لالمانيا بحملة (انتخابية) تركية».

واكد اردوغان في خطاب اخر في اسطنبول ان كيفية التعامل مع وزيرة الاسرة ومسؤولين اتراك اخرين تعكس تصاعدا لـ»العنصرية والفاشية« و» شكلا من الاسلاموفوبيا».

وقال ديدييه بيون المدير المساعد لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية لفرانس برس «حين تتخذ مدن المانية وهولندا اجراءات مماثلة، فان اردوغان يستغل الوضع تماما للظهور بمظهر الضحية»، مع اقراره بان هناك ايضا «استراتيجية توتر من جانب بعض الاوروبيين».

باريس تدعو الى التهدئة

صباح امس، استبدل متظاهرون اتراك لوقت قصير العلم التركي بالعلم الهولندي على قنصلية هولندا في اسطنبول التي اغلقت انقرة السبت الطرق المؤدية اليها. وقالت لاهاي انها «احتجت لدى السلطات التركية التي وعدت بالتحقيق».

وقالت وزيرة الاسرة التركية للصحافيين في مطار اتاتورك في اسطنبول حيث استقبلتها جموع تحمل الأعلام التركية «تعرضنا لمعاملة فظة وقاسية».

في المقابل، تمكن وزير الخارجية التركي من الهبوط مساء السبت في مدينة ميتز في شرق فرنسا حيث شارك أمس في تجمع. وفي خطابه الذي نقلته قنوات التلفزة التركية، هاجم تشاوش اوغلو هولندا معتبرا انها «عاصمة الفاشية».

وشكر اردوغان فرنسا امس لسماحها بزيارة وزير خارجيته، وقال ان «فرنسا لم تقع في هذا الفخ». ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس الى «التهدئة»، داعيا «السلطات التركية الى تفادي المبالغات والاستفزازات».

لكن القضية دخلت ايضا على خط الانتخابات الرئاسية الفرنسية قبل ستة اسابيع من دورتها الاولى. اذ اعتبر مرشحا اليمين فرنسوا فيون واليمين المتطرف مارين لوبن انه كان على فرنسا الا تسمح بعقد تجمع ميتز.

من جهته، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره إن هناك «حدودا واضحة» إذا أراد الوزراء الأتراك ممارسة الدعاية السياسية بين المهاجرين في ألمانيا مما يشير إلى لهجة ألمانية أكثر حدة مما سبق مع تصاعد خلاف بين تركيا ودول أوروبية.

وأضاف لمحطة (إيه.آر.دي) أنه لا يؤيد قيام الوزراء بالدعاية السياسية في ألمانيا.

وتابع «عليك التفكير بعناية فيما إذا كان يتعين فرض حظر دخول. لكن هناك حدودا، واضحة، على سبيل المثال القانون الجنائي: لدينا مواد في قانوننا الجنائي.

«أي شخص يهين ألمانيا أو نظامها الدستوري ويستهزئ بها بطريقة ظالمة يكون معرضا للمحاكمة.»

وقالت تركيا لهولندا إنها سترد بعد منع وزرائها من إلقاء كلمات في مدينة روتردام الهولندية.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024