منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل



«50 عنصراً بالحد الأقصى يُخلّون بأمن المخيم» وفق ما يؤكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.. خمسون يهددون أمن وسلامة مئة ألف من سكان عين الحلوة ومثلهم في الجوار، واقع سريالي مأسوي يخيّم على المخيم الذي عانى الأمرين نزفاً ونزوحاً خلال الساعات والاشتباكات الأخيرة حتى تمكنت المساعي الوطنية والفلسطينية الحريصة على حقن الدماء الفلسطينية من التوصل إلى وقف لإطلاق النار لتسود بعده أجواء حبس أنفاس وترقب على وقع الأمل بعودة الاستقرار إلى المخيم وتفكيك صواعق الانفجار الأمني الذي يتربّص بأبنائه.

 ولأنّ صيدا بوابة المقاومة وعاصمة الجنوب هي كذلك عاصمة الشتات واللجوء الفلسطيني وحاضنته منذ النكبة، تداعى أهلها وفاعلياتها لموقف تضامني صارخ أمس مع عين الحلوة سيجد اليوم ترجماته العملية إضراباً وإقفالاً تاماً للمدينة تأكيداً على أنّ الكيل طفح وتوكيداً على التضامن الصيداوي التام قلباً وقالباً مع المخيم باعتبار أمنه من أمن صيدا واستقراره جزءاً لا يتجزأ من استقرارها.


وفي رسالته عن يوميات «اليوم الصعب والثقيل» الذي مرت به صيدا وعين الحلوة أمس، نقل مراسل «المستقبل» الزميل رأفت نعيم أنه تم التوصل مساءً إلى وقف دائم لإطلاق النار في المخيم، مشيراً إلى ترقب الخطوات العملية لترجمة نتائج اجتماع الأمس بين الفصائل والقوى الفلسطينية في سفارة فلسطين. وكانت الاشتباكات تجددت نهاراً في المخيم بين «حركة فتح» ومجموعات «إسلامية» متشددة أسفرت عن سقوط قتيل وستة جرحى بينهم طفل، وألحقت أضراراً جسيمة في البيوت والممتلكات.

 في حين شهدت صيدا حركة نزوح كثيفة باتجاهها كما خرج عدد كبير من العائلات من بيوتهم في منطقتي تعمير عين الحلوة والفيلات احتماءً من رصاص القنص الذي بلغ أحياء داخل مدينة صيدا وشلّ الحركة على طول الطرقات الرئيسية المواجهة للمخيم ولا سيما طريق الحسبة، وطاول بعضه الطريق البحرية، كما تسبب القنص في إغلاق المدارس الرسمية والخاصة القريبة والمواجهة للمخيم، كما توقف العمل في الدوائر الحكومية في سراي صيدا المواجهة أيضاً لمسرح الاشتباكات. فيما اتخذ الجيش اللبناني تدابير احترازية عند مداخل المخيم مستقدماً تعزيزات إلى المنطقة ومحيطها تحسباً لأي تطورات أمنية.


وإثر انتهاء اجتماع السفارة الفلسطينية، برز إعلان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد قبيل مغادرته بيروت أنّ «الجميع وقّع على أنه من غير المسموح بأن يكون مخيم عين الحلوة ملاذاً وملجأً للفارين من وجه العدالة في لبنان، وكل من يُلقى القبض عليه سنسلمه للدولة اللبنانية»، مؤكداً اتخاذ قرار بتشكيل «قوة مشتركة جديدة مطلقة الصلاحيات هذه المرة ستتصدى للخارجين عن القانون». 

في وقت كانت فاعليات صيدا والجوار ومجتمعها المدني والأهلي تتداعى إلى اجتماع تشاوري طارئ في بلدية المدينة صدر في نهايته بيان عن المجتمعين أعربوا فيه عن «رفض الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني ومناشدة الأخوة الفلسطينيين وقف هذا النزف الدموي المستمر والمتكرر، والدعوة إلى الإقفال التام لكافة مرافق المدينة ومؤسساتها الاقتصادية والتجارية والتربوية» اليوم وسط التأكيد على أنّ «صيدا ستبقى على ثوابتها وفيّة لفلسطين وداعمة لقضية وحقوق الشعب الفلسطيني». 

كما ناشدت النائب بهية الحريري الجميع في المخيم إلى «تغليب العقل وإيجاد حلول عملية للوضع القائم لأن خروج الأمور عن السيطرة سيلقي بتداعياته الكارثية المباشرة على المخيم وصيدا وعلى كافة المستويات». 

وليلاً لفتت تغريدة تضامنية مع مخيم «عين الحلوة» لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط قال فيها عبر صفحته على موقع «تويتر»: «لا تجعلوا من عين الحلوة موصل ثانية. إرحموا أطفال ونساء فلسطين من مغامرات الإنقلابيين».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024