منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل


بخط وطني أحمر وعريض، سواءً ذلك الذي رسمه باسم الدولة تحت سقف شرعيتها وحصريتها بالسلاح والمرجعية، أو ذاك الذي وضعه باسم «تيار المستقبل» تحت سقف مقاربة مختلف عناوين وملفات المرحلة، بدت الرسائل السيادية والسياسية ظاهرة وحاضرة بقوة في مجمل جوانب خطاب 14 شباط، بدءاً من تأكيد الثوابت وتبديد أي وهم حول إمكانية التفريط بها والمساومة عليها، مروراً بالتمسك بدور «أم الصبي» إذا كان يعني حماية العيش المشترك وليس «التنازل عن الحقوق وتقديم التضحيات المجانية».. ووصولاً إلى الرسالة الانتخابية الأوضح والأبلغ التي تجلّت بالإعلان عن استعداد «مشروع رفيق الحريري» لخوض الاستحقاق النيابي المقبل «في كل المناطق وبأي قانون».


فالخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة سعد الحريري خلال مهرجان «البيال» الحاشد إحياءً للذكرى السنوية الثانية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، جاءت مضامينه الوطنية والسياسية على قدر ما يُجسّده اسم الشهيد من عنوان «لتجديد الثقة بلبنان» وليس «اسماً للاستخدام في عمليات الثأر السياسي أو متراساً لحشد الضغائن والكراهيات بين اللبنانيين»، وفق تعبير الحريري في معرض توكيده الحرص على «عدم تحريك جرح 14 شباط» والركون إلى «العدالة الآتية» لتتولى هي نفسها مهمة «ردم الحفرة الموجعة» التي نشأت عن تلك الجريمة الإرهابية وأدمت قلوب الملايين من محبي رفيق الحريري. 


وإلى «كتاب» الشهيد ومدرسته في العمل الوطني والسياسي، أحال الحريري كل «غلطان في العنوان» لكي يعيد قراءة وفهم «كل حرف» من هذا الكتاب ويتيقن تالياً من الفوارق الجوهرية الشاسعة بين «شجاعة اتخاذ القرار والمبادرة والمواجهة والتضحية دفاعاً عن الدولة وشرعيتها ونظامها الديموقراطي» وبين «التنازل عن الحقوق الوطنية وعن الدور في النظام السياسي والمسؤولية في إدارة الشأن العام».

 وبين البينين، كان تشديد الحريري على أنّ التفاوض والمساومة يكونان «من أجل الحفاظ على الاستقرار» وليس على «الحق والثوابت» وأردف قائلاً: «المهم أن يفهم الجميع، نعم هناك خلاف حاد في البلد حول سلاح «حزب الله» وتورطه في سوريا، وليس هناك توافق على هذا الموضوع، لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب ولا على طاولة الحوار، ولكن ما يحمي البلد هو أنّ هناك إجماعاً حول الجيش والقوى الشرعية والدولة فقط»، وأضاف: «نحن تحملنا عن البلد وليس لنا أي فضل، على العكس اللوم يقع على من لم يتحمل واعتبر أنّ مصالحه أو مصالح الخارج الذي وراءه أكبر من بلده».


وفي مقاربته للملف الانتخابي، والتي استهلها بالإشارة إلى كون «تيار المستقبل» ليس «جمعية خيرية سياسية تتولى توزيع الهبات والمواقع»، ولا يقبل بأن يتحول مفهوم التضحية الوطنية إلى «قاعدة للتنازل السياسي في كل صغيرة وكبيرة على أكتاف التيار أو على حساب تمثيله الوطني»، وضع الحريري شرطين موجبين لتقدم الحوار بشأن التوصل إلى قانون جديد للانتخابات: «ألا يشكل حالة قهر أو عزل لأي من مكونات العيش المشترك، وأن يكون متضمناً «كوتا المرأة». وعلى هذا الأساس، أكد الحريري العمل على «إنهاء الدوران في الحلقة الفارغة للقانون الجديد»، متوجهاً من هذا المنطلق إلى «كل محازبي ومناصري تيار المستقبل» بضرورة الاستعداد والحشد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة «في كل المناطق وتحت سقف أي قانون يقرّه المجلس النيابي»، ليختم خطابه بالقول: «مشروع رفيق الحريري هو مشروعنا الحقيقي، وبهذا المشروع مستمرون، وبهذا المشروع سنذهب إلى الانتخابات، وبهذا المشروع سننتصر معكم جميعاً بإذن الله».


ومساء 14 شباط، كانت لرئيس الحكومة إطلالة متلفزة مخصصة للمناسبة عبر شاشة «otv»، عبّر فيها عن تفاؤله بالوصول إلى قانون عادل تُجرى على أساسه الانتخابات بوصفها «انتخابات وطنية» لا يجب أن يخجل فيها المسيحي من انتخاب المسلم أو المسلم من انتخاب المسيحي لأنّ النائب «يمثل الوطن ويشرّع عن الوطن». وعن علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكد الحريري أنها «مبنيّة على الصراحة والصدق في مقاربة الأمور من أجل مصلحة البلد»، مضيفاً: «علينا جميعاً أن نتعاون حتى نتمكن من حكم البلد وأنا لطالما كنت أحترم الرئيس عون إلا أنني كنت أختلف معه في السياسة (...) لذلك التعاون مطلوب وأن نطوي صفحة الماضي هو الأساس، توجد أماكن نختلف فيها بالرأي إلا أن مقاربة الاختلاف بالرأي اختلفت حيث أصبحنا نبحث عن تدوير الزوايا من أجل تمرير المراحل».




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024