منذ 7 سنوات | لبنان / الجمهورية


الاهتمام بزيارة الموفد الملكي السعودي وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان للبنان والهادفة إلى ترجمة نتائج قمة الرياض اللبنانية ـ السعودية الاخيرة، لم يحجب الأنظار عن ملف الاستحقاق النيابي، إذ لم يخرج قانون الانتخاب العتيد بعد من عنق الزجاجة، فيما نقاشات اللجنة الرباعية مستمرّة بعيداً من الأضواء. 

وعلمت «الجمهورية» أنّ البحث يتركّز على وضع قانون مختلط يُعتمد فيه النظامان الأكثري والنسبي (64×64) ويراعي الخصوصيات والهواجس ويتضمّن وحدةً في المعايير في التوزيع وسواه.

توقّفَ المراقبون باهتمام بالغ عند الموقف اللافت الذي أطلقَه وزير الداخلية نهاد المشنوق في اتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحمل تأويلات وتفسيرات عدة، إذ رأوا في مطاويه مؤشرات على أزمة رئاسية صامتة بين بعبدا والسراي، أو على الأقلّ بين التيارَين «الأزرق» و«البرتقالي»، ربّما لن يتأخر الوقت لبروزها الى العلن إن لم تعالج في صمت، وقالوا «إنّ اهمّية هذا الموقف تكمن في انّه صادر عن وزير يحمل صفتين:

 الاولى صفة وزير الداخلية المعني المباشر بملف الانتخابات النيابية، والثانية انه ممثّل تيار «المستقبل» وتحديداً الرئيس سعد الحريري في الحكومة، وبالتالي فإنّ لهذا الموقف ابعاداً سياسية ويمتلك صدقية معينة لدى الذين يراهنون على امكانية توتّر العلاقات بين عون والحريري، ليس انطلاقاً من قانون الانتخاب فحسب، انّما انطلاقاً من الخلاف على الصلاحيات الدستورية والمواقف من النظام في سوريا وأحداث المنطقة ودور «حزب الله».


ولفت هؤلاء المراقبون الى انّ كلام المشنوق جاء قبل 48 ساعة على انعقاد جلسة مجلس الوزراء غداً الاربعاء والتي سيطرح فيها موضوع دعوة الهيئات الناخبة الى انتخاب مجلس نيابي جديد وتشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية، وهو الامر الذي سبق لرئيس الجمهورية أن اعترض عليه في جلسة 25 كانون الثاني، عندما طلب وزير الداخلية إدراج موضوع تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية من خارج جدول الأعمال، وطلب عون ترك الامرِ إلى حين التوصل الى قانون انتخاب جديد».


وعدّ المراقبون كلامَ المشنوق «تطوراً لافتاً في عمل الحكومة، في الوقت الذي يقول البعض انّ قانون الانتخاب الجديد سيبصر النور قريباً»، فيما شكّك المشنوق في إمكانية التوصّل الى تفاهم على هذا القانون.


كذلك لفتَ المراقبون الى انّ تصريح المشنوق جاء بعد 24 ساعة على استقباله وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان في مطار بيروت الذي يزور لبنان حالياً.


إلى ذلك، جال الموفد الملكي السعودي الوزير السبهان على بعبدا والسراي الحكومي والمصيطبة وكليمنصو، وأبلغَ الى عون بتعيين سفير جديد لبلاده في لبنان وزيادة رحلات شركة الطيران السعودية الى مطار رفيق الحريري الدولي وعودة السعوديين لزيارة لبنان وتمضية عطلاتهم السياحية فيه.

ونقلَ السبهان الى عون ايضاً «تحيّات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ووليّ العهد الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز».

وأوضَح أنّ زيارته تأتي لاستكمال البحث في المواضيع التي تمّ الاتفاق عليها خلال زيارة عون للسعودية في مجال تعزيز العلاقات الثنائية، مؤكّداً حرصَ الملك سلمان على أن يُتابع الوزراء في البلدين النقاط التي تمّ الاتفاق عليها خلال القمّة اللبنانية - السعودية التي عُقدت في الرياض خلال الشهر الماضي.

وأكّد عون للسبهان «أنّ التوجيهات أعطيَت للوزراء لاستكمال البحث مع نظرائهم السعوديين في المواضيع المشتركة». ثمّ كانت جولة أفق تناولت الاوضاع الداخلية والاقليمية.

وأدرجَت اوساط مطّلعة لـ«الجمهورية» زيارةَ السبهان في إطار التأكيد أنّ السعودية ستهتمّ مجدداً بالملف اللبناني»، وأوضحت انّ «الملفات التي بَحثها مع المسؤولين اللبنانيين هي التي اثيرَت في قمّة الرياض بين عون والملك سلمان في 9 و10 كانون الثاني الماضي» .

وتحدّثت عن «بقاء نقطة عالقة تتمثّل بالهبة السعودية العسكرية غير المطروحة حالياً على الأقلّ، وقد فسّر الجانب السعودي للجانب اللبناني خلال الزيارة وفي اتّصالات سابقة صعوبة عودة الهبة اليوم، لكنّ عدم إعادتها لا يعني عدم مساعدة لبنان وجيشه تحديداً».




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024