منذ 7 سنوات | العالم / اللواء

يتواصل العد العكسي لنهاية ثماني سنوات أوبامية عجاف في حق العرب والمسلمين، وبالذات الشعب الفلسطيني الذي علَّق كثير الآمال على إدارة الرئيس باراك أوباما إستناداً إلى كلامه في الأيام الأُولى للترؤس مِن على منبر جامعة القاهرة مؤكداً فيه أنه سيكون بالنسبة إلى الموضوع الفلسطيني أفضل من أي رئيس أميركي مضى.. بل حتى إنه سيتخذ من الخطوات ما يجعل سنوات ولايته تحفل بإنجازات يتصدرها إنجاز قيام الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب دولة إسرائيل.

منذ ذلك الحين والشعب الفلسطيني يعدُ الأيام يوماً يوماً في إنتظار أن يسمع الخبر اليقين وهو أن ما وعد به الرئيس أوباما بدأ يشق طريقه نحو التنفيذ.

يوم بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع ثم شهر بعد شهر ثم إنقضت السنة الأُولى وبدأت الثانية فالثالثة والسنة الرابعة والأخيرة من الولاية الأُولى والحال على ما هي عليه. ثم بدأت معالم التفاؤل تلوح في الأفق بعد جولات قام بها وزير الخارجية جون كيري أحد رموز ظاهرة مماحكات السياسيين، الذي آلمنا أكثر من أي وقت مضى هذا التلاعب من جانبه خلال جولات قام بها لتحقيق التقارب الذي يتم تتويجه بإعلان قيام الدولة الفلسطينية، وذلك من خلال إحتفالية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك تزيل من الذاكرات العربية ما حدث في «كامب ديفيد» عندما أغوت إدارة الرئيس جيمي كارتر وبعض الأطراف الدولية والعربية الرئيس أنور السادات وكانت معاهدة «كامب ديفيد» التي أخرجت مصر كلاعب أساسي في موضوع الصراع العربي – الإسرائيلي ومن دون أن تُحقق لمصر الحلول المبتغاة بدليل ما تعيشه مصر إقتصادياً وسياسياً ومعيشياً بعد إنقضاء 37 سنة على توقيع تلك المعاهدة (26- 3- 1979).

كان الرئيس أوباما مثل الذين سبقوه من طبقة السياسيين المماحكينوتعاطوا مع المأساة الفلسطينية منذ الرئيس الثالث والثلاثين هاري ترومان الذي كان وراء قرار الولايات المتحدة الإعتراف رسمياً بإسرائيل وحتى الرئيس الرابع والأربعين أوباما نفسه وبينهما دوايت أيزنهاور (الجنرال الوحيد والمتبصر) ثم جون كينيدي ثم ليندون جونسون ثم ريتشارد نيكسون ثم جيرالد فورد ثم جيمي كارتر ثم رونالد ريغان ثم جورج بوش الأب ثم بيل كلنتون ثم جورج بوش الإبن.

كل رئيس من هؤلاء كان عند حُسْن ظن إسرائيل به. وكل مِن هؤلاء لم يُلزم نفسه بالعمل لتحقيق صيغة حل الدولتيْن وفي الوقت نفسه إن كل رئيس من هؤلاء لم ينكث تعهداً بمساعدة إسرائيل عسكرياً.

وحده الرئيس أوباما الذي أطلق الوعد ولم ينفِّذه. ولم يكتف بذلك بل إنه ختم السنوات الثماني العجاف بتأمين التفوق العسكري لإسرائيل من خلال مدَّها بأحدث الطائرات الحربية. وأما الوزير كيري فإنه بقوله «إن اليمين الإسرائيلي لا يريد سلاماً مع الفلسطينيين وأن بناء المستوطنات عقبة أمام السلام» يظن أنه يخفف من صدمة العرب عموماً بكلامه المعسول ومماحكاته طوال أربع سنوات.

خلاصة القول إنه لا أمل يرتجى من تسوية أميركية للموضوع الفلسطيني.. إلاّ إذا كان الرئيس الخامس والأربعين بطاقم الجنرالات ورجال الأعمال الذي تتشكل منهم إدارته، ومعظمهم أكثر تفهماً للأماني العربية، سيكتب الصفحة الأخيرة من الصراع العربي- الإسرائيلي بخطوة من خطواته الجريئة لأنه من خارج النادي السياسي الأميركي الذي إما مرتبك أو مُبالِغ في مسايرة إسرائيل أو هو يَعِد لكنه لا يفي.. بل حتى لا يعتذر من العرب الذين علَّقوا عليه الآمال ووثقوا به.

وحتى إشعار آخر سنبقى نأمل أن يعوِّضنا شروق شمس عهد ترامب وجنرالاته مماحكات أكثرية رموز العمل السياسي في أميركا والذين ما دام شروق شمس ترامب حدث فإنه سيبدأ الغروب المتدرج لشمس السياسيين المماحكين. لعل التعويض يكون مجزياً لأصحاب القضايا المتعثرة في المنطقة العربية. 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024