اتفاق روسي ــ تركي بإخراج المسلحين الى ادلب


يخوض الجيش العربي السوري وحزب الله معركة الامتار الاخيرة في حلب. ومن التوقع ان نعلن مدينة حلب خالية من المسلحين اليوم او غداً على ابعد تقدير. والمسلحون فروا من احياء بستان القصر والكلاسة والصالحين الى احياء المشهد وما تبقى من صلاح الدين والسكري. وقد وجه الجيش العربي نداءات الى المسلحين للاستسلام،. في ظل معلومات ان قادة المسلحين لجأوا الى حي المشهد وان الجيش العربي رفض كل الوساطات لانسحاب قادة المسلحين واصر على استلامهم ولديه قوائم اسمية، وروسيا تدعم الجيش السوري في ظل وجود قادة شيشانيين بينهم، بالاضافة الى مصريين واردنيين واوروبيين.
لكن ليلاً اعلن عن اتفاق روسي تركي دون مشاركة الولايات المتحدة ايقضي بانسحاب المسلحين من حلب الى ريفها الغربي وفتح الاحياء المتبقية امام المدنيين دون اخراجهم منها وسيتم سحب المسلحين عبر معبر الراموسة باتجاه الراشدين 4 ومن ثم الى ادلب وبعدها سيتم اعلان حلب مدينة محررة.
بالمقابل فر الآلاف من جبهات القتال في حلب  مع تقدم الجيش السوري في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة وقال متحدث باسم الجيش السوري إن جيب المعارضة قد يسقط «في أي لحظة».
وأدت هزيمة قوات المعارضة في أكثر من نصف الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في حلب إلى نزوح جماعي للمدنيين والمقاتلين في ظل طقس قاس. ووصفت الأمم المتحدة هذه الأزمة بأنها «انهيار تام للإنسانية».
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان  إن لديه تقارير عن انتهاكات منها قيام قوات الحكومة السورية ومقاتلين عراقيين متحالفين معها بقتل مدنيين في الأحياء التي سيطروا عليها في حلب.
من ناحية أخرى قال الجيش السوري إنه قد يعلن السيطرة الكاملة على شرق حلب في أي لحظة مع تقدمه نحو المعارضة المتحصنة في بضعة أحياء متوقعا أن تسقط تلك الأحياء اليوم.
وذكر متحدث عسكري سوري لرويترز خلال جولة في المناطق التي استعادها الجيش في حلب «أعلنت القيادة العامة السيطرة على الكلاسة ومحيطها وبستان القصر ذي الأهمية الكبيرة.
»الجيش يواصل تقدمه باتجاه المناطق الاخرى وبخاصة باتجاه السكري وما تبقى من سيف الدولة وقسم من العامرية وتل الزرازير وعندما يستعيد الجيش السيطرة على هذه الأحياء والمناطق تكون عملية الجيش في الأحياء الشرقية لمدينة حلب قد انتهت، وسيعلن في نهايتها الجيش السيطرة على كامل أحياء حلب الشرقية».
وأضاف «من الممكن في أي لحظة أن تعلن القيادة العامة للجيش ذلك ومن المتوقع حتى نهاية اليوم».
وكانت خلف الفارين مشاهد دمار تمثلت في مبان سويت بالأرض وركام خرساني وجدران ممتلئة بآثار الرصاص حيث كان يعيش الآلاف حتى أيام قليلة تحت قصف مكثف وحتى بعد انهيار الخدمات الطبية والإغاثة.
وقال مسؤول تركي رفض نشر اسمه لرويترز إن مسؤولين من تركيا وروسيا سيجتمعون اليوم لبحث وقف محتمل لإطلاق النار وفتح ممر آمن.
لكن لم تظهر أي مؤشرات على أن الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء القتال في حلب أحرزت تقدما في ظل تبادل روسيا والولايات المتحدة الاتهامات حول وضع عراقيل في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة في حلب إن مقاتلي المعارضة يسيطرون الآن على منطقة تقل مساحتها عن كيلومتر.
وأضاف لرويترز أن «الوضع سيئ جدا جدا. توقف الدفاع المدني عن العمل في المدينة».
واستسلام المعارضين أو انسحابهم سيعني انتهاء المعارضة المسلحة في المدينة التي كانت أكبر المدن السورية حتى اندلاع الحرب في أعقاب احتجاجات حاشدة عام 2011 لكن ليس واضحا إذا ما كان بإمكان القوى العالمية التوصل الى اتفاق بهذا الشأن.
غير أن إخماد جذوة المقاومة الأخيرة المتقدة في حلب يعني تحقيق الرئيس السوري بشار الأسد وتحالفه العسكري المكون من الجيش والقوة الجوية الروسية وحزب الله وإيران الانتصار في أكبر معركة بالحرب.
ورغم أن هذا يعني أن الهزيمة ستلحق بقوات المعارضة في حلب بما فيها جماعات مدعومة من الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية وكذلك جماعات جهادية لا يدعمها الغرب ستظل الحرب بعيدة عن النهاية.

ـ  فرار في ذعر ـ

ستترك الهزيمة في حلب قوات المعارضة بلا وجود كبير في أي من المدن الرئيسية في سوريا. إلا أنها لا تزال تسيطر على أغلب المناطق الريفية غرب حلب وفي محافظة إدلب الواقعة أيضا في شمال غرب البلاد.
ولتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد وجود كبير في سوريا وأحرز تقدما في الأيام القليلة الماضية باستيلائه على مدينة تدمر.
وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على جميع أحياء مدينة حلب التي انسحب منها مقاتلو المعارضة.
وذكر ان سوريا مدعومة من روسيا ترفض انسحاب قيادات المسلحين ولديها لائحة باسماء هؤلاء القادة من سوريين وشيشان ومصريين وفرنسيين ويمنيين. وهناك دول عديدة تريد ايضاً عدم مغادرة هؤلاء القادة الذين يتحصنون في حي المشهد الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقالت مراسلة رويترز في المدينة إنه بعد أيام من القصف المكثف للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة انخفضت وتيرة القصف والضربات الجوية بشكل واضح.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا قال إن القصف الصاروخي استمر على مناطق في الأحياء التي لا تزال فصائل المعارضة تسيطر عليها بالقسم الشرقي من مدينة حلب مضيفا أن الاشتباكات استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الاثنين في عدة محاور تشكل نقاط تماس في القسم المتبقي من الأحياء الشرقية في المدينة بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى.
لكن مسؤولا في الجبهة الشامية وهي إحدى جماعات المعارضة الموجودة في حلب قال من تركيا في وقت متأخر إن المقاتلين فتحوا جبهة جديدة للقتال على طول نهر حلب.
واستمرت الاحتفالات في الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة في المدينة المقسمة حتى ليل الاثنين وكان المقاتلون يطلقون الرصاص في الهواء ابتهاجا.

ـ موجة من النازحين ـ

قالت نشرة يومية يصدرها «مركز المصالحة» في وزارة الدفاع الروسية من قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها الطائرات الحربية الروسية إن ما يزيد عن ثمانية آلاف مدني أكثر من نصفهم أطفال غادروا شرق حلب خلال 24 ساعة.
وعرض التلفزيون الرسمي مقطعا مصورا يظهر مئات اللاجئين يسيرون في أحد الشوارع المهدمة ويرتدون ملابس ثقيلة لحمايتهم من المطر والبرد ويحملون حقائب أو أجولة تحوي متعلقاتهم.
وشوهد رجل يدفع دراجة محملة بالحقائب وأسرة أخرى تدفع عربة عليها امرأة مسنة. وكان رجل آخر يحمل طفلة على ظهره.

ـ روسيا ترفض دعوات لوقف فوري لإطلاق النار ـ

من جهتها، رفضت روسيا مجددا دعوات لوقف فوري لإطلاق النار في حلب،  وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه ينبغي فتح ممرات للخروج من المدينة أولا قبل وقف القتال.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود في بلغراد «نسمع دعوات لوقف فوري للأعمال القتالية. وسيرغب الجانب الروسي في فعل ذلك فور إنشاء الممرات».
وبسؤاله عن إمكانية نجاح المحادثات المتوازية مع تركيا والولايات المتحدة رد قائلا« «نعمل مع كل من يمكنه التأثير في الوضع».
وأعلن الكرملين أن عدم ورود معلومات حول ارتكاب المسلحين جرائم وحشية في حلب في بيان لمستشار المبعوث الأممي إلى سوريا يان إيغيلان يدل على أنه لا يعلم حقيقة ما يحدث هناك.
وأدلى بيسكوف بهذا التصريح ردا على تصريحات إيغيلان الذي كتب في حسابه على موقع «تويتر» أن موسكو ودمشق مسؤولتان عن الجرائم التي ترتكبها «الفصائل المنتصرة» في حلب.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن امتناع المسؤول الأممي عن إعطاء أي تفاصيل في هذه الحالة يدل على أنه لا يعلم ما يحدث في الواقع في سوريا وحلب.
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت  إن بلاده دعت إلى اجتماع فوري لمجلس الأمن لبحث الفظائع المزعومة التي تُرتكب في شرق حلب.
وقال ايرولت على حسابه على تويتر إن «فرنسا تدعو لاجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة» في مواجهة مزاعم الانتهاكات في حلب.
كان ايرولت أبلغ تلفزيون (إل.سي.آي) في وقت سابق أن الاجتماع الذي ينبغي عقده في أسرع وقت ممكن سيناقش جرائم الحرب المحتملة والجرائم ضد الإنسانية وقال دبلوماسيون إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيدلي بإفادة أمام مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية عن مدينة حلب السورية التي تعاني الحصار.
الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية  مقتل ثلاثة قياديين من تنظيم «داعش» في غارة على مدينة الرقة السورية، مؤكدة أن 2 منهم على علاقة مباشرة بـ «هجمات باريس».
وأضاف كوك أن الإرهابيين المستهدفين، صلاح غورمات وسامي جيدو، متورطان بالهجمات الإرهابية التي هزت باريس في الـ 13 منتشرين الثاني عام 2015.
وأكد أن الاثنين كانا مقربين من أبو محمد العدناني، قائد العمليات الخارجية لتنظيم «داعش» الذي بدوره لقي حتفه في غارة جوية للتحالف في آب.
وأعلن المتحدث مقتل قيادي ثالث وهو وليد همان، الذي اعتبر مخططا لهجوم انتحاري تم إفشاله، وأدين غيابيا في بلجيكا في العام 2015.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024