منذ 7 سنوات | لبنان / الديار

ان اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام اللبناني معروف جداً في لبنان بمسؤوليته وفعاليته ومركزه وعلاقاته، لكنه يبقى الجندي المجهول الذي لا يعرف اللبنانيون كم فعل ويفعل اللواء عباس ابراهيم من اجل لبنان في اوروبا بخاصة وفي فرنسا وبريطانيا وايضاً في الولايات المتحدة الاميركية منذ فترة، وكل ذلك من اجل مصلحة لبنان.

ان من التقيتهم في باريس ولندن قالوا نحن عندما نريد شيئاً من لبنان نتكل على اللواء عباس ابراهيم، لاننا لم نعد نعتبره رجلاً امنياً فحسب  بل هو الرجل الامني والسياسي بامتياز، وانه صادق جداً، وصاحب مصداقية عالية لدى اركان الدولة عندنا سواء في فرنسا وبريطانيا. والآن بدأت المصداقية ترتفع في الولايات المتحدة الاميركية. وهو جندي مجهول، لانه انقذ الجنود الاسرى لدى جبهة النصرة، وانقذ الراهبات وذهب الى معلولا وخاطر بنفسه، وذهب الى القلمون وهو يعيش الخطر الدائم وفي الوقت ذاته لا يتحدث بشيء عن نفسه في لبنان وعن انجازاته، وأنا كضابط سابق في الجيش اللبناني من واجبي ان القي الضوء على ما علمته عن عمل هذا الرجل الكبير اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام اللبناني، وطالما تاجر مسؤولون امنيون بالتنصت، لكن التنصت يأتي لعنده ويحتفظ به. فاذا كانت المعلومات عامة وسياسية ارسلها الى المسؤولين، واذا كانت شخصية وعن علاقات شخصية لا علاقة لها بأمن الدولة، فيرسلها فوراً الى التلف، حتى انه لا يريد ان يحتفظ بها في ارشيف المديرية العامة للامن العام كي لا يستعملها من يأتي بعده ضد اشخاص مسؤولين في الدولة او ضد عائلاتهم.

في فرنسا بنى اللواء عباس ابراهيم علاقات ذات مستوى عال، ويعرفون عنه انه يعرف الصديق والعدو ويعرف العدو جيداً، ويتعاملون معه كرجل الدولة اللبنانية غير المنحاز الى أي جهة حزبية في لبنان، بل هو مستقل في رأيه لا يهادن ابداً ابداً، ولا يعطي معلومات اضافية غير مناسبة، بل تجري المفاوضات على مستوى هام، حتى اصبحت العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية واضحة جداً بفعل جهد اللواء عباس ابراهيم .

واذا كانت فرنسا تستقبل شخصيات لبنانية، حتى الرئىس سعد الحريري فانها لا تتحدث معه بأمور دقيقة كالتي يجري بحثها مع اللواء عباس ابراهيم كرجل دولة مسؤول وليس كمدير عام للامن العام مسؤول عن جوازات او بعض الملفات الامنية. ثم انه في لندن لا يمكن ان يمر اللواء عباس ابراهيم في مطار لندن دون ان تكون اجهزة المخابرات تمنت عليه او طلبت منه الاجتماع برئيس جهاز المخابرات البريطاني. وهو يكون في طريق زيارة بسيطة الى لندن، لكنهم يصرون على الاجتماع معه لانهم يعتبرونه كنزاً من المعلومات الصحيحة والمصداقية العالية. هذا من جهة، اما من جهة اميركا، فقد تلقى اللواء عباس ابراهيم دعوة منذ سنة ونصف لزيارة المخابرات المركزية الاميركية. ومكتوب على الدعوة مقابلة المسؤولين عن المخابرات المركزية الاميركية ومقابلة مديرها اذا كان موجوداً. فجاءت المسؤولة الاميركية تسأل اللواء ابراهيم عن موعد الزيارة، ومتى يريد التوجه الى الولايات المتحدة الاميركية، فكان جواب اللواء ابراهيم انا لا اذهب في هذه الطريقة، وعندما يقال لي ان المدير يقابلك اذا كان موجوداً، فأنا امثل لبنان ولبنان كبير جداً بالنسبة إلي رغم فرق الاحجام بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان.  وبقيت الزيارة معلقة سنة وشهرين الى ان تمت واجتمع اللواء ابراهيم مع المدير العام للمخابرات المركزية الاميركية. وتغير مدير المخابرات المركزية الاميركية، ومع ذلك وجهت الدعوة الى اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام اللبناني لزيارة المخابرات المركزية الاميركية واكمال البحث وفي حضور مدير المخابرات المركزية الاميركية وليس كما كانت الصيغة اذا كان موجوداً ام لا، لان الزيارة  الاولى كانت ناجحة جداً، ولان اللوبي الصهيوني كان يريد ان يعطل الزيارة ويضع اللواء عباس ابراهيم في خانة حزب الله. وعندما دار الحديث بين اللواء ابراهيم والمسؤولين الاميركيين في المخابرات المركزية الاميركية ادركوا مبادئه وهي انه يعرف العدو لكنه يعمل لمصلحة لبنان وسيادة لبنان واستقلال لبنان ومركزية الدولة، مع احترام حق لبنان في المقاومة اذا حصل اعتداء عليه.

خلال اربعة ايام، التقيت مع ضباط كنت اعرفهم عندما كنت في الجيش اللبناني واصبحوا الآن أهم مسؤولين في مراكز عليا وعلى التقاعد وعلى تواصل مع جهازهم، واكتشفت كم تقدم اللواء عباس ابراهيم في مركزه ومصداقيته ومسؤوليته، وكما اكتشف الغرب ذلك. 

اما على مستوى الخليج العربي فللواء عباس ابراهيم احترام كبير جداً، وهو الذي اعتقل شبكة ارهابية يرأسها  قطري الذي كان في فندق الحبتور وطبق القانون، ولكن في  الوقت نفسه احترم العلاقة بين لبنان وقطر. وعندما زار اللواء عباس ابراهيم قطر واجتمع مع مدير مخابراتها، قال له مدير المخابرات ان امير دولة قطر يريد مقابلتك وان تزوره في قصره الرئاسي. وقابل اللواء ابراهيم امير دولة قطر ونشأت علاقة بين لبنان وقطر وعلاقة ذات احترام ومن دولة الى دولة. وعلمت قطر انها لا تستطيع التدخل في شؤون سوريا من خلال لبنان. كذلك حافظ اللواء ابراهيم على اللبنانيين العاملين في الخليج دون ان يتكلم مع احد سواء، في قطر او في الامارات او في السعودية. واحياناً كان يتحدث بطريقة مباشرة واحياناً اخرى بطريقة غير مباشرة، من خلال طلب اجهزة مخابرات الخليج ان تلتقي معه وترسخت معه الامور. واذا كنا نريد ان نصنف رجالات الدولة او رجل العام، فاللواء عباس ابراهيم يستحق ان يكون رجل العام اللبناني. ويستحق ايضاً ان يكون رجل العام بامتياز حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة التي حقق انجازات جبارة، «سوف نأتي على كتابتها»، في اوروبا واميركا ولبنان، وانقذ القطاع المصرفي والمالي من محاولة اسقاطه ومحاصرته من قبل اللوبي الصهيوني في اميركا، وكذلك من خلال التدخلات السياسية في لبنان والفراغ الرئاسي والحكومي والتشريعي الذي حكم لمدة سنتين ونصف، وانه اوصل الودائع الى190 مليار دولار. وبفعل هندسته المالية حافظ على القطاع المصرفي والنقدي والمالي، والهندسة الذي قام بها ادت الى الحفاظ على اقتصاد لبنان بنمو 1 بالمئة، فيما القطاع المصرفي يؤكد ان النمو سيكون 2%.

اخيراً نحن نفتخر باللواء عباس ابراهيم. وأنا لم اكن اعتقد ان ضابطاً لم اكن اعرفه جيداً، وحتى الآن ما زالت العلاقة جيدة وممتازة، ولكن ليس لها تاريخ بل لها واقع حالي ممتاز، لم اكن اصدق ان مساعد مدير المخابرات عندما تسلم مديرية الامن العام اللواء عباس ابراهيم سيتقدم في هذا المستوى وبسرعة فائقة. ومن الضروري ان يبحث المسؤولون كيف يجب اعطاء اللواء ابراهيم كل الامكانات داخلياً وخارجياً، لانه حتماً من رجالات الضمانات للبنان والمغتربين والمواطنين ولمصالحهم دون ان يتحدث اللواء عباس ابراهيم عن نفسه بكلمة واحدة. وهو قمة في التواضع، وقد ينزعج من مقالي رغم الاشادة به لانه يعمل بصمت ولا يحب الظهور كثيراً، بل يريد العمل بعمق من اجل لبنان ومصلحة لبنان والبقاء على قسم الجيش اللبناني الذي اقسمه بالمدرسة الحربية عندما استلم السيف للدفاع عن لبنان.

كل ما يمكنني ان اقول: افتخر واشكر اللواء عباس ابراهيم.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024