منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل

سقط مرشح حزب «الحرية» اليميني المتطرف نوربرت هوفر امس مجددا في جولة الاعادة من انتخابات الرئاسة النمسوية. واهدى الناخبون النمسويون الفوز بشكل مفاجئ معاكس لاستطلاعات الرأي، للمرشح المستقل المدعوم من حزب «الخضر» الكسندر فان در بيللين. وبحسب النتائج الاولية بلغ الفارق نحو 7 في المئة من اجمالي الاصوات اي بنحو 300 الف صوت. وهو فارق شاسع مقارنة 


بفارق الـ30 الف صوت الذي فاز به فان در بيللين في ايار في الجولة التي ألغيت نتائجها بسبب اخطاء شابت العملية الانتخابية.


وبهذه النتيجة هزم مشروع اليمين القومي المتطرف في النمسا بشكل خاص وتلقت الاحزاب القومية المتطرفة صفعة قوية على مساحة القارة الاوروبية، فقد كانت هذه الاحزاب تأمل ان تفتح الانتخابات الرئاسية النمسوية الباب على دومينو سلطوي ينتزع فيه المتطرفون السلطة في بلدان اوروبية عدة. لكن معبودهم النمسوي هوفر الذي اطلق عليه منافسوه اسم «هتلر الجديد» مني بهزيمة مفاجئة، لعبت فيها اصوات الناخبين المغتربين (عدد المشاركين منهم 700 الف) الذين صوتوا ضده عبر البريد دورا اساسيا، بينما صوت اغلب النمسويين المقيمين له.


واقر هوفر بهزيمته امس وهنأ فان در بيللين، واعرب عن حزنه بالقول «بالطبع انا حزين اليوم لأني كنت آمل ان اعتني بهذا البلد الجميل، لكني اتعهد بأن استمر في الاخلاص لكم وللنمسا. ارجو ان يتحد النمسويون جميعا في المرحلة المقبلة بما فيه خير البلاد». وبرغم ان صلاحيات منصب رئيس الجمهورية النمسوية رمزية في معظمها، الا ان لدى الرئيس القدرة على حل الحكومة في حال وجدها تتعارض مع مصلحة البلاد. ولا بد من الاشارة الى ان الحكومة النمسوية تعتبر احدى اكثر حكومات الاتحاد الاوروبي تعاطفا مع سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبرغم ذلك لا يتوقع ان يحدث فان در بيللين اي تأثير على هذا التوجه.


والفائز فان در بيللين (72 عاما) كان قبل التقاعد والتفرغ للسياسة، بروفيسورا يدرس الاقتصاد في جامعة فيينا. وكان يرأس حزب «الخضر» بين عامي 1997 و2008. وهو ليبرالي تقدمي داعم بقوة للاتحاد الاوروبي على عكس هوفر الذي كان يدور في فلك المطالبين بالاستقلال عن الاسرة الاوروبية الموحدة. وامس شكر فان در بيللين النمسويين على ثقتهم واعتبر ان فوزه فوز لـ«الحرية والمساواة والتضامن بين جميع اطياف المجتمع النمسوي«.


وبحسب النتائج الاولية حصل فان در بيللين على 53,5 في المئة من اجمالي الاصوات مقابل 46,5 في المئة لهوفر الذي كان يعد الناخبين بأنه سيكون «رئيسا للنمسويين فقط»، بينما جعل فان در بيللين عنوان حملته انه سيكون «رئيسا لجميع المقيمين على الاراضي النمسوية». 


وكانت شعبية هوفر استعرت في الاشهر الاخيرة التي سبقت الانتخابات بسبب لعبه على وتر مناهضة المهاجرين وضرورة اغلاق الباب في وجه اللاجئين والمد البشري الذي يسعى بحسب حملته الانتخابية الى «اسلمة النمسا واوروبا». وكان فريقه يأمل ان يلقى مزيدا من الدعم بعد نتيجة البركزيت في بريطانيا ووصول دونالد ترامب الى السلطة في واشنطن، لكن على ما يبدو كان لفوز الملياردير الاميركي رد فعل عكسي لدى الناخبين النمسويين الذين تيقنوا بعد نتيجة الانتخابات الاميركية انه من الافضل للنمسا ان تناضل وتتمسك بما تبقى من ليبرالية وحرية وحفاظ على البيئة في هذا العالم.


ولم يتأخر قادة دول الجوار وكوادر الاتحاد الاوروبي في تهنئة فان در بيللين، وابرز التهاني جاءت من برلين حيث اعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان «فوز فان دربيللين فوز للاتحاد الاوروبي» و»خسارة لمشروع القومجيين المتطرفين في الدول الاوروبية». 


ويشار الى ان انتخابات رئاسة النمسا وبرغم التهليل الحاصل لها تبقى رمزية لأن المنصب رمزي ولا تعتبر بأهمية استفتاء الاصلاحات الدستورية في ايطاليا الذي اجري امس وتظهر نتائجه تباعا في الساعات الاولى فجرا. وتترقب ثلاث دول اوروبية بفارغ الصبر نتيجة ايطاليا برغم ترحيبها بنتيجة النمسا. وهذه الدول هي هولندا وفرنسا والمانيا التي تشهد جميعها انتخابات عامة ورئاسية العام المقبل. وتحظى الاحزاب القومية المتطرفة فيها بتزايد كبير في الشعبية مما يهدد بولادة ادارات يمينية متطرفة فيها العام المقبل.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024