منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل

احتشد آلاف الكوبيين لتأبين أبي الثورة الكوبية فيدل كاسترو، في حفل بدأ أمس بإطلاق 21 طلقة مدفعية من القلعة التي تشرف على خليج هافانا، فكانت بداية أسبوع من التكريم على أن يبلغ ذروته بالجنازة الأحد المقبل. 


وقبل أن يبرد دم «القائد»، هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بوقف التقارب في العلاقات مع كوبا إذا لم تقدم هافانا تنازلات حول حقوق الإنسان وتنفتح في اقتصادها.


وقال ترامب في تغريدة على تويتر: «إذا كانت كوبا غير راغبة في تقديم اتفاق أفضل للشعب الكوبي، وللشعب الأميركي من أصل كوبي والولايات المتحدة عموماً، فسأنهي الاتفاق» 


الذي أعلنه الرئيس باراك أوباما في 17 كانون الأول من العام 2014 ونظيره الكوبي راوول كاسترو.


وسبق لأوساط ترامب أن حذرت من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قدم الكثير من التنازلات لهافانا وخصوصاً عبر تخفيف الحظر الاقتصادي الأميركي المفروض منذ عام 1962 من دون الحصول على مقابل.


وأعلن البيت الأبيض أن أوباما لن يحضر جنازة كاسترو رافضاً الإجابة على سؤال حول من سيرأس الوفد الأميركي.


وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إنه «لا الرئيس ولا نائب الرئيس (جو بايدن) سيسافران لحضور جنازة فيدل كاسترو».


وبالعودة الى حفل التأبين في ساحة الثورة في هافانا حيث غالباً ما صدح صوت كاسترو خلال خطاباته المدوية والطويلة، وقف بيدرو الفاريز الأستاذ الجامعي مع والدته المنهارة. وهو يحمل بتأثر شديد صورة لكاسترو، وقال «نعرف أن قائدنا قد انتقل الى الخلود«.


وبعد يومين من التكريم في العاصمة، سيُنقل رماد فيدل من هافانا الى سانتياغو دي كوبا جنوب شرق البلاد خلال مسيرة ستجتاز ألف كيلومتر من الأربعاء الى السبت مع احتمال مشاركة مئات الآلاف.


وسيبلغ هذا التكريم ذروته بجنازة «القائد» في سانتياغو، مهد الثورة.


وقال خورخي غويلارتي سائق دراجة تاكسي ومعجب بكاسترو الذي طبع الحرب الباردة ورسم مصير بلاده وشعبه، «سترى كيف هو شعب كوبا (...) سترى كيف يعاني الكوبي، وما يشعر به تجاه شخص عزيز على قلبه«.


وبرغم بساطة الترتيبات، إلا أن العديد من الكوبيين الذين لم يعرف قسم كبير منهم سوى فيدل وشقيقه راوول في السلطة، أبدوا حزناً على «القائد» الذي جسد في شخصه الجزيرة الكاريبية الكبيرة قبل أن يسلّم صلاحياته الى شقيقه الأصغر لأسباب صحية عام 2006.


وتقول إرنستينا سواريز (67 عاماً) إنها لن تغيب عن هذا التكريم مهما كلف الأمر. وتضيف «فيدل هو الشعب، الكل هنا يحبه، أتوقع أن تغص الساحة، كما حين كان يلاقي الشعب فيها. سيكون الوداع لفيدل مهيباً«.


وعلقت لجنة تنظيم الحفل صور عملاقة للزعيم «صاحب اللحية» (باربودو) غطت بشكل شبه كامل واجهة مبنى المكتبة العامة الذي يُذكّر بصرامته بحقبة ستالين، من الجهة الشمالية للساحة.


وألغيت كل التجمعات والحفلات من الجمعة وحتى الرابع من كانون الأول، وعلقت مباريات البيسبول وأغلقت المراقص وحظر بيع الكحول وحدت معظم المطاعم من ساعات استقبال الزبائن. 


غير أن معظم المنشقين الذين عانوا من القمع في عهد كاسترو سيبقون بمنأى عن هذا التكريم، وقد قرروا عدم اتخاذ موقف خلال فترة الحداد من باب احترام مشاعر الكوبيين، إنما كذلك خوفاً من رد شديد من السلطات.


وقال خوسيه دانيال فيرير أحد المنشقين «التاريخيين» والسجين السياسي السابق «سنبقى هادئين حتى لو أن (فيدل) هو المسؤول الرئيسي عن البؤس وغياب الحقوق السياسية في كوبا«.


وبعد انقضاء الأيام التسعة، يؤكد المعارضون بمعظمهم أنهم سيستأنفون كفاحهم ضد نظام راوول كاسترو. ويؤكد فيرير «سنواصل مقاتلة النظام الذي أنشأه (فيدل). هذا هو عدونا الحقيقي«.


ودانيال مارتينيز، وهو طاه عمره 33 عاماً، لا يؤيد فيدل، لكنه لا يوافق بالمقابل على مظاهر الفرح التي أبداها قسم من الجالية الكوبية في فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة. يقول «ليس لدي أي مأخذ شخصي على فيدل، لكنني لست من أنصار كاسترو. لا أعتبر نفسي معارضاً، لكنني ببساطة لا أحب هذا النظام، لا مع فيدل، ولا مع راوول. لأن لا شيء يتغير هنا، لا شيء يتحرك«.


وقالت جماعة معارضة وصديقة الفنان الكوبي المعارض دانيلو مالدونادو إن الشرطة الكوبية ألقت القبض على الرجل الذي وصفته منظمة العفو الدولية في السابق بأنه سجين ضمير بعدما نشر تسجيل فيديو يحتفل فيه بوفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.


وبث مالدونادو الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت وانتقد فيه كاسترو. وقد يمثل الفيديو جريمة «عدم احترام». وكان الفنان البالغ من العمر 33 عاماً قد سجن في السابق بالتهمة نفسها لقيامه برسم اسمي فيدل وراوول على خنزيرين.


وعلى صعيد آخر، بدأت أمس شركات الطيران التجارية رحلاتها الأولى المقررة بين الولايات المتحدة وهافانا منذ أكثر من 50 عاماً. وللمفارقة، يأتي تسيير الرحلات بعد ثلاثة أيام من وفاة كاسترو، الذي قاتل «الامبريالية الأميركية«.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024