يحاول زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر عبر اطلاق آليات اصلاحية على قانون «الحشد الشعبي» المثير للجدل، تبديد القلق الذي خلفه القانون داخل الاوساط السياسية السنية التي رأت فيه غطاء لتحصين فصائل شيعية مدعومة من ايران ومنضوية في»الحشد» المتهم بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.


ويمثل تحرك التيار الصدري على القادة العراقيين خطوة مهمة للملمة الانقسام الذي أحدثه إقرار البرلمان العراقي لعمل «الحشد الشعبي« وتهديده بتعميق الخلافات السياسية بين ممثلي الشيعة والسنة الفاعلين في العملية السياسية، خصوصاً أن اقرار القانون من دون توافق وطني يوجه ضربة قوية لجهود الحكومة في كسب السنة.


وتسلم كل من الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري من الصدر ورقة تتضمن مقترحات لإصلاح آلية عمل «هيئة الحشد الشعبي«.


وتتضمن هذه الورقة بحسب بيان صادر عن مكتب الجبوري، «آليات تنظيم عمل هيئة الحشد، وارتباطاته وتصنيفاته العسكرية، وكل ما يتعلق بعمل الهيئة من الناحية العسكرية 


والإدارية والمالية، كشروط الالتحاق والتشكيل، مع التشديد على أن المنتسبين للحشد يجب ألا ينتموا إلى أي فصيل سياسي«.


وتهدف هذه الورقة وفقاً للوفد الصدري، إلى «تجاوز كل ما من شأنه أن يعوق أو يعطل الأهداف الوطنية التي تشكل من أجلها الحشد، بما يخدم مصلحة العراقيين دون تمييز أو إقصاء«.


وكان الصدر شدد امس على اهمية ان يراعي قانون «الحشد الشعبي« الذي أقره مجلس النواب جملة اصلاحات تنأى به عن الطائفيين. 


وفي السياق نفسه، اعتبر رجل الدين الشيعي والسياسي العراقي إياد جمال الدين في تصريح له ان «العراق تحول رسمياً الى لبنان آخر حيث يوجد فيه جيش ومقاومة وحكومة في إطار محاصصة طائفية، فالعراق صار فيه جيش وحشد وحكومة في إطار محاصصة طائفية»، مضيفاً ان «ايران قامت باستنساخ حزب الله اللبناني في العراق تحت مسمى هيئة الحشد الشعبي«.


وتابع جمال الدين ان «ثنائية الجيش والميليشيات هي استراتيجية (المرشد الايراني الراحل) خميني للحفاظ على السلطة، فخميني لا يثق بالجيش الايراني ويخشى انقلابه، لذلك سارع لتشكيل الحرس»، مشيراً الى ان «ايران صنعت حزب الله في لبنان وجعلته مقدساً، كذلك ستفعل وفعلت في العراق«.


واكد جمال الدين ان «المساعدات الدولية السياسية والمالية وغيرها التي تقدم للبنان، تتحول الى مساعدات لحزب الله. فكذلك سيكون الوضع في العراق. وكما يعاني اللبنانيون عموما والشيعة خصوصا من علة وجود ميليشيا «حزب الله«، كذلك سيعاني العراقيون عموماً والشيعة خصوصا»، لافتا الى ان «العراقيين سيعيشون بين خوفين: خوف من الارهاب وخوف من الميليشيا المقدسة (هيئة الحشد)»، معتبراً ان «قانون هيئة الحشد الشعبي، هو أسوأ قانون صدر في العراق منذ سقوط صدام الى اليوم، وهو قانون خطر على السلم والأمن في العراق والعالم«.


ودعا جمال الدين الولايات المتحدة الى أن «تعي أنها سمحت بتأسيس حزب الله آخر في العراق، وعلى أميركا تحمل تبعات ذلك على المدى المتوسط والبعيد، فضلا عن اهمية قيام أميركا والامم المتحدة بالضغط على حكومة العراق لإلغاء قانون هيئة الحشد الشعبي فورا«.


وابدى جمال الدين رفضه «لميليشيات مقننة في العراق. وعلى المرجعية (الشيعية) بيان موقفها من قانون هيئة الحشد»، مؤكداً ان «هذا يوم الفصل، إما بناء الدولة والقضاء على الميليشيات، أو بناء الميليشيات والقضاء على الدولة«.


ومرر البرلمان العراقي السبت الماضي قانون هيئة الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران وتخضع لإشراف الحرس الثوري الايراني، الامر الذي رفضته بشدة الجهات السياسية السنية.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024