خسرت الفصائل المعارضة السورية، امس، كامل القطاع الشمالي من الاحياء الشرقية في مدينة حلب، اثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها فيما فرّ آلاف السكان من منطقة المعارك.

وتشكل سيطرة قوات النظام على ثلث الاحياء الشرقية بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الخسارة الاكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، في وقت تعد أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة ميدانيا منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل اكثر من عام، وفي ظل عجز دولي كامل إزاء ايجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ اكثر من خمس سنوات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات النظام السوري «حررت» نحو 40 في المئة من الجزء الشرقي من المدينة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلسه الأمني امس التقدم الأخير الذي أحرزه الجيش السوري.

وغداة سيطرته على احياء عدة امس، ابرزها حيي الصاخور والحيدرية، افادت وكالة الانباء السورية «سانا» بسيطرة الجيش على محطة سليمان الحلبي، المحطة الرئيسية التي تضخ المياه الى الاحياء الغربية والتي كانت الفصائل المقاتلة تتحكم بها.

واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «خسرت الفصائل المعارضة كامل القسم الشمالي من الاحياء الشرقية بعد سيطرة قوات النظام على احياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة المقاتلين الاكراد على حي الشيخ فارس».

وتقدمت قوات النظام منذ ليل السبت بسرعة في الاحياء الشمالية الشرقية انطلاقا من مساكن هنانو، الحي الاول الذي سيطرت عليه الفصائل المعارضة في صيف العام 2012 وأكبرها مساحة، لتتقدم الى الأحياء المجاورة، واحدا تلو الاخر.

وسيطر المقاتلون الاكراد وفق المرصد، على احياء بستان الباشا والهلك التحتاني امس والشيخ فارس امس، التي كانت ايضا تحت سيطرة الفصائل.

وبحسب المرصد، يأتي التقدم السريع لقوات النظام وحلفائها «نتيجة خطة عسكرية اتبعتها في هجومها وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف اضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم». 

وتخوض قوات النظام حاليا معارك عنيفة في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوب المدينة. 

وقال مسؤولون بجماعتين للمعارضة في حلب إن مقاتلي المعارضة انسحبوا إلى مناطق يمكن الدفاع عنها بسهولة أكبر خاصة بعد فقدان حي هنانو.

 ومع فرار اكثر من عشرة الاف مدني من شرق حلب الى مناطق تحت سيطرة النظام واخرى تحت سيطرة الاكراد، توجهت المئات من العائلات في اليومين الاخيرين الى جنوب الاحياء الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة ويعيش سكانها المحاصرون وسط ظروف انسانية صعبة للغاية. 

ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في حي الانصاري ابراهيم ابو الليث الوضع في شرق حلب بـ«الكارثي». 

وقال بصوت متقطع «هذان اسوأ يومين منذ بدء الحصار.. النزوح جماعي والمعنويات منهارة». واضاف «تنام الناس على الارض. لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ»، مضيفا بغضب «قولوا لنا، الى متى سيبقى العالم ضدنا؟».

ووجهت الامم المتحدة نداء عاجلا الى الاطراف المتحاربة ليوقفوا قصف المدنيين في شرق حلب والسماح بعبور مساعدات انسانية الى هذا الجزء المحاصر في المدينة السورية.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان احياء حلب الشرقية لم تتلق مساعدات منذ اوائل تموز وأصبحت المواد الغذائية شحيحة.

من جهة اخرى، قال المرصد السوري إن مئات الأشخاص غادروا بلدة خان الشيح المحاصرة الواقعة إلى الجنوب الغربي من دمشق امس بموجب اتفاق مع النظام بالمرور الآمن إلى مناطق أخرى خاضعة للمعارضة.

وقال المرصد إن عشر حافلات غادرت خان الشيح متجهة إلى محافظة إدلب. وذكر المرصد أنه وفقا للاتفاق سيغادر زهاء 1450 معارضا و1400 من أقاربهم البلدة. 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024