منذ 7 سنوات | حول العالم / اللواء

برحيل فيديل كاسترو يفقد العالم آخر الشخصيات الثورية الكبيرة التي طبعت النصف الثاني من القرن العشرين، والعقدين الأولين من القرن الثاني.

وفيما عمَّ الحداد الجزيرة (كوبا) التي حرّرها كاسترو ورفاقه من حكم باتستيا في ثورة 1959 الشهيرة، لا سيما مع رفيقه تشي غيفارا، أثار إعلان وفاة كاسترو ردود فعل حادّة على طرفي نقيض حول العالم.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان «رجل الدولة المميز يعتبر بحق رمزاً لحقبة في التاريخ الحديث للعالم»، مضيفا ان كاسترو «كان صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه». 

من جهته، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ في رسالة بثها التلفزيون السبت الماضي: «لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا (...) الرفيق كاسترو سيبقى خالدا». لكن في مدينة ميامي التي تعد اكبر جالية كوبيين في المنفى، فروا من حكم كاسترو الى الولايات المتحدة، اقامت حشود مبتهجة احتفالات صاخبة. كذلك صدرت ردود فعل شديدة التفاوت من الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما والرئيس المنتخب دونالد ترامب. ففيما اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان «التاريخ سيحكم على التاثير الهائل» للزعيم الكوبي الراحل، رأى خلفه دونالد ترامب ان كاسترو كان «ديكتاتورا وحشيا قمع شعبه». 

وفيدل كاسترو نجل احد كبار ملاكي الاراضي من ذوي الاصول الاسبانية، وقد فاجأ حتى انصاره بتقربه من موسكو بعيد توليه السلطة في كانون الثاني 1959، وتبنى اثناء حكمه شعار «الاشتراكية او الموت» الذي رافقه حتى النهاية. وتحدى فيدل كاسترو 11 رئيسا اميركيا ونجا من عدد قياسي من المؤامرات لاغتياله بلغ 638 محاولة بحسب موسوعة غينيس، اضافة الى محاولة فاشلة لانزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في خليج الخنازير (جنوب كوبا) في نيسان 1961. وفي تشرين الاول 1962 وقعت ازمة الصواريخ التي تسبب بها نصب صواريخ نووية سوفياتية في كوبا ما اثار ازمة وضعت العالم على شفير حرب ذرية. واثارت الثورة الكوبية حينها نوعا من الاعجاب وتباهى النظام بانه قضى على الامية واقام نظاما صحيا ناجعا وفي متناول جميع سكان كوبا البالغ عددهم 11،1 مليونا، وهو انجاز نادر في بلد فقير في اميركا اللاتينية. لكن انهيار الاتحاد السوفياتي، اهم ممول لكوبا، في 1991 سدد ضربة قوية للاقتصاد الكوبي، وواجه السكان نقصا كبيرا في التموين، فيما توقع كثيرون نهاية نظام كاسترو. لكن فيدل بطل الاستمرارية السياسية، وجد مصدرا جديدا للدخل مع السياحة وخصوصا مع حليفين جديدين هما الصين وفنزويلا في عهد الرئيس هوغو تشافيز الذي قدمه كاسترو بوصفه «ابنه الروحي». 

وبدأ الحداد رسمياً في كوبا أمس، وسيستمر حتى نقل رماد كاسترو الی سانتياغو من كوبا في 4 كانون الأول، ليظل هناك على الدوام. 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024