مع اقتراب ميليشيا «الحشد الشعبي» من تخوم مدينة تلعفر التركمانية المنقسمة بين الشيعة والسنة، عادت لغة التهديد من قبل تركيا من خلال التلويح بالتدخل عسكريا في المدينة بعد تحذيرات اطلقها تركمان العراق من احتمال تراجع فرص تنفيذ اتفاق سياسي يمنع دخول المنظمات «الارهابية» وفي مقدمتها حزب «العمال الكردستاني» التركي المعارض، الى المدينة، واحتمال انهيار اتفاق عراقي – تركي تم التوصل إليه برعاية اميركية يحدد دور الميليشيات الشيعية في المحور الغربي للموصل.


وبهذا الصدد كشف النائب أحمد مدلول الجربا عن محافظة نينوى عن وجود اتفاق تركي - عراقي بوساطة أميركية لتسليم ملف تحرير قضاء تلعفر (غرب الموصل) إلى الجيش العراقي.


وقال الجربا في تصريح صحافي إن «ملف قضاء تلعفر قد يكون الملف الأكثر حساسية بقضية تحرير نينوى وبالتالي نعتقد أن القائد العام للقوات المسلحة (حيدر العبادي) استطاع إدارة هذا الملف كجزء من دوره في إنجاح معركة تحرير المحافظة بأفضل المعايير».


وأضاف الجربا أن« اتفاقا حصل في تحديد دور الحشد بتطويق قضاء تلعفر وتم استكماله بتحرير مطار القضاء الذي يقع خارجه»، موضحا أن «المتحدث باسم الرئاسة التركية أشار خلال تصريحات صحافية (اول من) أمس بكل وضوح إلى وجود اتفاق بوساطة أميركية بين الحكومتين العراقية والتركية بعدم دخول الحشد إلى القضاء كما دعا الحكومة العراقية للالتزام بهذا الاتفاق».


وحضت اكبر كتلة سياسية ممثلة لتركمان العراق في البرلمان العراقي على «احترام» الاتفاق الذي جرى بين ممثلي السنة والشيعة في قضاء تلعفر بحضور رئيس الوزراء العراقي ومنع دخول المنظمات «الإرهابية» إلى القضاء.


وقال النائب أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية ان» القوات الأمنية حققت انجازات في تحرير مطار تلعفر»، مطالبا بـ»احترام الاتفاق بين السنة والشيعة في تلعفر التركمان الذي تم التوصل اليه بحضور العبادي الاسبوع الماضي».


وبين الصالحي أن «قضاء تلعفر ذو غالبية تركمانية«، داعيا إلى «منع دخول المنظمات الارهابية إلى قضاء تلعفر خاصة حزب العمال الكردستاني (التركي المعارض لانقرة)«.


ودفع استمرار العمليات العسكرية التي تخوضها فصائل الحشد الشعبي واقترابها من مركز قضاء تلعفر (غرب الموصل) لاستعادته من سيطرة تنظيم «داعش»، الحكومة التركية الى تحذير الحكومة العراقية من عواقب عدم الالتزام بالتعهد الذي قطعته للولايات المتحدة بشأن عدم دخول الحشد الى داخل مدينة تلعفر.


وقال ابراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية في مؤتمر صحفي ان« رئيس الحكومة العراقية تعهد عن طريق اميركا بعدم دخول قوات الحشد الشعبي الى قضاء تلعفر«، مستدركا انه «على ارض الواقع يبدو انها تدخل«.


واضاف الناطق باسم الرئاسة التركية ان حكومة بلاده« لن تسكت، وتحذر عن طريق اميركا الحكومة العراقية بان عليها الالتزام بتعهدها«، مشددا على ان تركيا « لن تسمح بأن تصبح سنجار قنديل ثانية خصوصا ان تنظيم (بى كا كا) يستغل ذريعة حماية الإيزيديين من أجل دخولها«.


وكانت قوات الحشد باشرت امس ببناء سواتر تحصين حول مركز قضاء تلعفر تمهيدا لاقتحامه.


وذكر بيان لإعلام الحشد في بيان صحافي امس ان «داعش يعيش حالة تخبط وصدمة بعد العملية الخاطفة في تحرير المطار العسكري لتلعفر والوصول الى مشارف مركز القضاء». 


وتريد قيادات في ميليشيا الحشد مواصلة العمليات العسكرية في مدينة تلعفر مع زج الحشد بعملية اقتحام الساحل الايمن لمدينة الموصل وهو ما يعترض عليه اغلب القيادات السنية خشية حصول اعمال انتقامية ضد المدنيين بالاضافة الى تركيا التي تحذر من دخول القوات المدعومة من ايران الى قضاء تلعفر ذي الاغلبية التركمانية.


وفي التطورات الميدانية المتعلقة بمعركة الموصل أوقفت القوات الأمنية العراقية تقدمها في شرق المدينة لغرض تأمين الاحياء السكنية التي تمت استعادتها من قبضة داعش.


وقال مصدر مطلع امس ان «جهاز مكافحة الارهاب اوقف تقدمه اليوم ( امس) لتطهير احياء التحرير والعلماء والمعلمين من مسلحي داعش والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم مع سماع اصوات اطلاق نار بين الحين والاخر«.


وأفاد الفريق عبدالوهاب الساعدي القائد في جهاز مكافحة الإرهاب بأنه «تمت السيطرة يوم (اول من ) أمس على حي التحرير في الموصل بالكامل إلى جانب حيي المعلمين والعلماء».


وفي سياق متصل أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى بأن القوات العراقية المشتركة حررت دير مار بهنام بمنطقة الخضر جنوب شرق الموصل (405 كم شمال بغداد) الذي يعد من اكبر الكنائس المسيحية في سهل نينوى.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024